بكين تسدل الستار .. علي أروع أوليمبياد

يسدل الستار اليوم علي أروع دورات الألعاب الاوليمبية في التاريخ عندما تختتم فعاليات دورة الألعاب الاوليمبية التاسعة والعشرين بالعاصمة الصينية بكين بعد أكثر من أسبوعين من الإثارة والمتعة والأرقام القياسية التي شهدتها المنافسات التي جذبت اهتمام الجميع في كل أنحاء العالم.
ومثلما كان الافتتاح سيكون حفل الختام في الثامنة مساء بتوقيت بكين الثالثة عصرا بتوقيت القاهرة.. وجاء أوليمبياد بكين ليؤكد علي أن رقم 8 يستحق هذا الاهتمام والحب من قبل الصينيين فقبل بداية الاوليمبياد حرص المنظمون علي ان يتسم الافتتاح برقم 8 فكان في الثامن من الشهر الثامن في عام 8 واقيم حفل الافتتاح في الساعة الثامنة مساء هذا اليوم بتوقيت بكين.
لكن أيا من الصينيين لم يكن يعلم ان الرقم 8 سيكون "وش السعد" علي الاوليمبياد فقد قدم أبناء الصين في هذه الدورة افضل تنظيم وأعلي درجات الاستضافة الرائعة كما كانت بعثتهم الرياضية علي نفس الدرجة من التألق حيث احرزت الصين لقب الدورة بجدارة وبفارق كبير عن منافستها الأمريكية ولم يعد أمام المنظمين سوي حفل الختام ليؤكدوا للعالم كله ان اوليمبياد بكين ستظل علامة بارزة وخطا فاصلا في تاريخ الدورات الاوليمبية.
لا يختلف اثنان علي ان ما قدمه الصينيون في حفل الافتتاح كان اسطورة بكل المقاييس فما زالت عبارات الاشادة والاطراء تتوافد علي الصين منذ يوم الافتتاح وحتي الآن رغم مرور اكثر من اسبوعين.. ولذلك يمثل حفل الختام تحديدا جديدا للصينيين ولكنهم هذه المرة سيقدموا حفل الختام باعصاب هادئة بعد أن نالوا كل هذه الاشادة من المشاركين وغيرهم وبعد ان نالوا ايضا لقب الدورة.
لذلك ينتظر الجميع حفل ختام رائع للدورة لا يقل عن حفل الافتتاح.. ويفرض الصينيون سياجا من السرية علي برنامج أو موضوع حفل الختام فلا يذكرون عنه سوي دعوة أبرز الشخصيات في العالم مثلما كان الحال في حفل الختام.. وإذا كان حفل الافتتاح قد نال العديد من التهديدات من قبل دول عديدة من كل أنحاء العالم بالمقاطعة بسبب أحداث اقليم التبت والغضب الذي اجتاح منظمات حقوق الانسان في كل أنحاء العالم عبر الشهور الماضية بسبب استخدام الحكومة الصينية لاسلوب القمع في التعامل مع المعارضين في التبت فإن حفل الختام يبتعد كثيرا عن كل هذه المشاكل.
كما يشهد حفل الختام اليوم تسليم الشعلة الاوليمبية إلي اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأوليمبية القادمة "لندن 2012" ويتسلمها سيباستيان كو رئيس اللجنة المنظمة لاوليمبياد لندن في حضور البلجيكي جاك روج رئيس اللجنة الأوليمبية وكذلك لاعب كرة القدم الانجليزي الشهير ديفيد بيكهام والمطربة البريطانية ليونا لويس وعازف الجيتار البريطاني جيمي بيدج حيث سيحضرون مراسم تسليم الشعلة.. وتستمر هذه المراسم لمدة ثماني دقائق خلال حفل الختام والذي يقام علي الاستاد الوطني "عش الطائر". وتبلغ تكاليف هذه المراسم التي تستمر ثماني دقائق فقط مليوني جنيه استرليني "3.74 مليون دولار".
الجدير بالذكر ان المنظمين لم يتمكنوا بالطبع من إجراء أي بروفة لحفل الختام علي الاستاد الرئيسي في الأيام الماضية لانشغال الاستاد بمنافسات العاب القوي علي عكس ما كان عليه الحال في حفل الافتتاح الذي اجريت له العديد من البروفات قبل افتتاح فعاليات الدورة.. أما بالنسبة للختام فلم يجد المنظمون وقتا نظرا لانتهاء سباق الماراثون في فترة الظهيرة اليوم حيث يصل إلي خط النهاية قبل نحو ثماني ساعات فقط من بداية حفل الافتتاح وهو وقت غير كاف لاي بروفة باستثناء بروفة مراسم تسليم الشعلة التي سيجريها منظموا اوليمبياد لندن بعد انتهاء سباق الماراثون.
واثبتت الدورة الحالية ان جاك روج كان علي خطأ عندما أعلن قبل أيام انه لن يصف هذه الدورة في حفل الختام بأنها الافضل علي الاطلاق مؤكدا انه سيجد في معجمه ما يصف به الدورة بخلاف هذا التعبير الذي استخدم كثيرا في الدورات الاوليمبية السابقة.. ولكنه بالتأكيد لن يجد ما يصف به الدورة وكان عليه ان يلتزم بأقوال سابقيه حتي لا تصيبه الحيرة.
الشيء المؤكد بالفعل انه مهما فعل المنظمون في الدورات الاوليمبية القادمة لن يستطيعوا الوصول إلي هذا المستوي من التنظيم أو الاستضافة فقد قدمت الصين قرية اوليمبية سياحية بالفعل بل انها مدينة عالمية شهد لها الجميع.. كما قدموا ملاعب هائلة تحتاج إلي مليارات الدولارات من أجل إعداد مستوي مقارب منها.. وإذا نجح أي منظمين آخرين في توفير هذه الامكانيات لن يستطيع اي منهم توفير هذه الطاقة البشرية التي خدمت الاوليمبياد بكل كفاءة حيث كانت شهادة نجاح الاوليمبياد معلقة في يد المتطوعين الذين ساهموا بقدر رائع في نجاح الدورة.
وبعيدا عن حفل الختام تشهد منافسات اليوم ختام العديد من المسابقات حيث تختتم منافسات العاب القوي أم الألعاب بسباق الماراثون الذي ينطلق في السابعة والنصف من صباح اليوم والذي يعتبر الختام الحقيقي للدورة الاوليمبية.. وإلي جانب الماراثون تقام عدة مباريات نهائية ابرزها في كرة الماء والكرة الطائرة رجال وكرة السلة رجال وكرة اليد رجال.
لن تؤثر منافسات اليوم بالطبع علي حسم الصين للقب الدورة حيث ضمنت لقب الدورة قبل منافسات الأيام الثلاثة الأخيرة بل انها ضمنته بشكل كبير في ختام منافسات الأسبوع الأول والذي شهد جدول المنافسات فيه الرياضات التي يتوفق فيها الصينيون بينما شهد الاسبوع الثاني من الدورة المنافسات التي لا يتفوق فيها الصينيون ورغم ذلك نجح الصينيون في زيادة رصيدهم من الميداليات تدريجيا.
وبذلك كسر الصينيون احتكار الولايات المتحدة للقب الدورة مثل اوليمبياد انجليس 1984 ولكن الأهم ان الصينيين حطموا ايضا الرقم القياسي للصين في عدد الميداليات الذهبية في أي دورة حيث فاق عدد الذهبيات بفارق كبير رصيدهم القياسي في اوليمبياد اثينا ..2004 والحقيقة ان الصينيين فرضوا نفوذهم علي أكثر من رياضة واحرزوا بالعزيمة والاصرار ميداليات لم تكن في الحسبان علي الاطلاق لتعلن هذه الدورة عن مولد المارد الصيني في عالم الرياضة مثلما اعلنت السنوات القليلة الماضية عن مول الصين كعملاق اقتصادي