حسني عبدربه نجم فوق العادة

جاءت البطولة الأفريقية التي تستضيفها غانا حالياً لتظهر نجومية العديد من
اللاعبين ولتضيف إلي اللعبة جيلا قادرا علي رفع اسم بلده عالميا ومن خلال
مشاركة فعالة لمنتخبنا القومي بزغ نجم العديد من لاعبينا يستحقون الإشادة
لما قدموه من جهد وعطاء وإذا كنا شاهدنا نجوما لهم اسمهم وشهرتهم في بطولة
الأمم بغانا صالوا وجالوا مع أندية أوروبا أمثال الكاميروني ايتو
والايفواري دروجبا والمالي كانوتيه والغاني ايسيان فإن في منتخبنا ايضا
لاعبين لا يقلون في إمكانياتهم عن هؤلاء
ومن المتوقع أن تشهد فترة ما بعد البطولة تعاقد الأندية الكبري مع
العديد من نجوم منتخبنا الوطني ونتحدث هذا الاسبوع عن نجم آخر شهد الجميع
بتفوقه في هذه الدورة وهو حسني عبدربه نجم المنتخب ونادي الاسماعيلي.

نشأ حسني عبدربه في أسرة متوسطة المستوي ولكنها تعشق كرة القدم لعب
والده عبدربه في مركز شباب مدينة أبوصوير التي تبعد حوالي 15 كيلو عن
مدينة الاسماعيلية ويعد حسني عبدربه أصغر أولاده وله من الأشقاء ثلاثة
فالكبري شقيقته ثم طارق لاعب كرة في نادي كهرباء الاسماعيلية وأحمد لاعب
كرة بنادي طنطا الرياضي وأخيرا نجمنا حسني وهو أصغر الاولاد وبدأ حسني
الصغير لعب الكرة في الخامسة من عمره وكان يصحبه والده وأشقاؤه إلي النادي
الا انه كان يرفض ويفضل اللعب في حواري المدينة الصغيرة وبعد اقناع شاهده
الكابتن فؤاد رمضان مكتشف الصغار وتوقع له أن يكون للطفل الصغير شأن في
اللعبة لرجولته ثم ضمه الي مركز شباب المدينة ليتدرب ويتتلمذ علي يد
الكابتن محمد ندا وكان لا يبخل عليه بالنصح وتقديم المشورة اعترافا
بموهبته القادمة.

** وفي مرحلة التعليم الأساسي وجد والده ومدربوه أن الطفل الصغير
يحتاج إلي صقل لهذه الموهبة فقرر والده الحاقه بمدرسة الموهوبين
بالاسماعيلية في سن الثامنة لينضم إلي الصف السادس الابتدائي ويلتقطه
الكابتن عادل أبوجريشة المسئول عن الرياضة في المدرسة وتدرب علي يديه
موسمين كاملين ليقدمه بعد ذلك إلي الكابتن محمد حسن "سونة" المشرف علي
مدرسة الناشئين بالنادي الاسماعيلي لينضم إلي القطاع تحت إشراف نخبة من
أبناء النادي وتدرج حسني عبدربه في فرق القطاع وفي سن السابعة عشرة انضم
إلي منتخب مصر للشباب مع الكابتن اسماعيل يوسف ثم مع الكابتن حسن شحاتة
وفاز ببطولة افريقيا لهذه المرحلة ثم لعب في كأس العالم للناشئين بدولة
قطر وتخرج مصر من الادوار الاولي في هذه البطولة وكون عبدربه ثنائيا مع
احمد فتحي الذي تربطه به صداقة خارج الملعب وداخله.

** وجد الألماني ثيوبوكير عندما تولي مسئولية تدريب الفريق الاول
للاسماعيلي أن هذا الناشيء يمكنه اللعب مع الفريق الكبير وحمله المسئولية
مبكراً فكان يستحقها وظل مع الفريق إلي أن شاهده احد وكلاء اللاعبين وأصر
علي ضمه إلي نادي استراسبورج الفرنسي الذي لعب له موسم مع أحمد أبومسلم
لاعب الاهلي.

لكن لم يحالفه الحظ وهبط استراسبورج الي دوري الدرجة الاولي في
الدوري الفرنسي وهنا رأت إدارة الاسماعيلي أن الفريق بحاجة إلي جهوده وعاد
مرة أخري الي الاسماعيلية كنوع من الاعارة بعد موافقة من النادي الفرنسي
علي أن يعود مرة أخري إلي فرنسا وفضلت إدارة الاسماعيلي والمهندس يحيي
الكومي أن تحصل علي استغناء كامل بشروط جديدة علي أن يدفع الاسماعيلي 800
ألف دولار في مدة معينة.

ولظروف معينة لم يستطع الاسماعيلي سداد المديونية المستحقة في المدة
المقررة وهنا بدأ الجدال والنزاع علي أحقية اللاعب لأي من الناديين وتدخل
الاهلي مستغلا المشكلة ليوقع علي عقد مبدئي ورغبته للعب إلا ان ابناء
المدينة وجماهير الاسماعيلي أبت ان ينتقل حسني إلي الأهلي وكان رد الفعل
شديدا علي اللاعب وأسرته. والأيام القادمة سينظر الاتحاد الدولي "الفيفا"
في قضية حسني عبدربه من جديد ليكون حكمه نهائياً.

** ومن خلال هذه البطولة حصل اللاعب علي عدة إغراءات من أندية كبري
في انجلترا كان آخرها عقد من نادي انجليزي كبير بعد تألقه في البطولة
الأفريقية ويتنافس وكلاء اللاعبين علي ضم حسني عبدربه وأمنيات الجميع أن
يتخطي المنتخب المرحلة الصعبة للوصول إلي المباراة النهائية بعد تخطي عقبة
أنجولا وسيكون عبدربه مشاركاً مع زملائه في رفع شأن الكرة المصرية.






الأكثر مهارة في تسديد ضربات الجزاء



أثبت حسني عبد ربه انه صاحب مهارة عالية في تسديد ضربات
الجزاء الترجيحية عندما نجح في تسجيل ثلاث ضربات احتسبت جميعها للمنتخب
المصري في البطولة خلال مباريات الكاميرون والسودان. وأنجولا. ورغم قرارات
الحكام بإعادة ضربتي الكاميرون والسودان إلا أن عبد ربه أظهر ثقة غير
متناهية وأعصاباً فولاذية قادته إلي احرازهما مرة أخري.

والغريب ان هناك "11" ضربة جزاء احتسبت في البطولة تم تسجيلها
جميعاً. وفشل حراس المرمي في التعامل معها. وحصل عبد ربه منها علي نصيب
الأسد حينما سجل ثلاث ضربات. وهو نفس العدد الذي أحرزه الكاميروني صامويل
إيتو نجم هجوم الأسود. وهداف البطولة حتي الآن برصيد 5 أهداف.

وكانت ضربات الجزاء بمثابة المكافأة التي حصل عليها إيتو ليدخل
التاريخ من أوسع أبوابه. ويسطر اسمه بحروف من نور في البطولات الافريقية
بعدما حطم الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة خلال بطولة الأمم
الافريقية للاعب أبوكو الغاني الذي توقف رصيده عند 14 هدفاً فيما أصبح
رصيد إيتو 16 هدفاً.

وأصبحت هناك منافسة شرسة بين نجم الوسط المصري حسني عبد ربه.
والكاميروني إيتو علي نيل لقب هداف البطولة الحالية حيث يمتلك إيتو خمسة
أهداف بينما رصيد حسني أربعة أهداف. ولا تزال هناك مباراتان لكل لاعب
منهما في حالة تخطي هذا الدور حيث ستكون هناك مباراة نهائية بينما في حالة
الخسارة سيلعب الخاسران علي المركزين الثالث والرابع.

والجدير بالذكر أن حسني عبد ربه نجم وسط المنتخب المصري وأفضل لاعب
ارتكاز في البطولة تخصص في تسديد ضربات الجزاء بحرفية عالية. ومهارة
فائقة. وبات يستحوذ علي ثقة الجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة في تسديد أي
ضربة جزاء تحتسب لصالح المنتخب المصري حيث يتميز حسني بهدوء أعصاب يحسد
عليها.

ورغم الضربات ال "11" التي احتسبت في البطولة إلا أن مباريات الدور
ربع النهائي رفضت أن تنتهي بركلات الجزاء الترجيحية وانتهت بفوز الفرق
مباشرة دون اللجوء إليها علي العكس تماماً من البطولات السابقة التي كانت
غالباً ما تشهد انتهاء احداها بركلات الترجيح فهل تلعب ضربات الجزاء دور
الحسم في أي من مباراتي اليوم؟

فعلا لاعب كبير و بيثبت نفسه في كل مباراه