عدد الرسائل : 709 العمر : 36 الموقع : ستــــــ كوووول ــــار العمل/الترفيه : كلية اداب - نادى القوات المسلحة نشاط العضو : الاقامه : تاريخ التسجيل : 14/10/2007
موضوع: وماذا بعد الجنة والنار الإثنين ديسمبر 03, 2007 10:28 pm
كثيراً ما كنت أتساءل - وأنا مؤمن بأن هناك بعث وحساب وجزاء ، وبعد الجزاء يدخل اهل الجنة الجنة، ويدحل أهل النار النار...
وأن أهل الكبائر من أمة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم " .... يخرجون من النار قد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون منه كما تنبت الحبة في حميل السيل ".. ويدخلون الجنة..
ولكن كيف سنيعيش في الجنة وهي نعيم لا ينقطع؟ نعيم ثم نعيم ثم المزيد من النعيم..
حسناً، وماذا بعد ذلك؟
أعلم أن العقل البشري قاصر محدود، ولكن الفضول كان يكاد يدبحني إلى أن اهتديت إلى عدة اجابات:
الأولى: وهو اعتقادي بأن الله قادر على أن يسعدنا سعادة مطلقة..
فإن رسخت هذه الفكرة في عقلي الباطن فالمشكلة اذاً قد انحلت..
الثانية: قول الله تعالى " إن أصحاب الجنة في شــــغل فاكهون "
يعني هم في غاية الإنشغال في نعيمهم وفي غاية الانغماس فيه وليسوا في ملل كما يتخيل الماديون الذين يرون النعيم رقماً أو حجماً من الثراء والمادة.
ويقول الله تعالى :{مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ }[ الرعد:35]
إنه نعيم متصل لا ينفد ولا يبيد ، يقول الله تعالى : { إن هذا لرزقنا ما له من نفاد } [ص:54]
وقدرة الله تعالى مطلقة شاملة لا يحدها شيء ، {وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }[ الممتحنة الآية 7]، فإذا شاء ربك اتصال نعيمهم في المستقبل بلا انقطاع كان ذلك وهو معنى الخلود في النعيم لأهل الجنة ، فلا يُقدر وقت إلا والله قادر أن يحدث فيه ما يشاء من النعيم ، {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [ يس الآية 82]، وإذا كان الله قادرا مريدا فعالا لما يريد ، فما المشكلة في أن يخلق ما يشاء متى شاء كيف شاء ؟ {إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ }[ هود الآية 107]
الرابعة: أن العقل البشري لا يمنع أن يقتنع بوجود شيء وبعده شيء إلى ما لا نهاية ، فكلما استطاع العقل أن يعيَ شيئا حادثا في المستقبل أمكنه أن يقدر بعده وجود شيء آخر دون أن يلزم عن ذلك محال، {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ }[ الحجر الآية 86]
يقول الله تعالى :{أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ }[ يس الآية 81]
وبهذا يتبين أن العقل لا يمنع أن يتجدد نعيم أهل الجنة إلا ما لا نهاية ، وأن هذا النعيم كاسمه نعيم لا ملل فيه ولا حزن يعتريه مسلم من جميع الشوائب ، بقدرة الله التي شملت كل شيء ، ورحمته التي وسعت كل شيء ، {جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } [ البينة:8]
همسة: كان الهدف من طرح الموضوع هو أني لمست من هو يفكر كمثل تفكيري، ويذهب بعقله إلى ما قد لا يحمد عقباه!
فكانت فكرتي وضع هذا التسؤال والرد عليه وعلى كل من توسوس إليه نفسه..
أحبتي في الله.. اشتد بي الكرب والغم .. وذرفت عيناي من الهم..
والله يعلم أني بحاجة إلى دعواتكم الصالحة..
فلا تحرموني من دعوة في ظهر الغيب..
واعلموا بأن ما من مسلم يدعو لأخيه في ظهر الغيب إلا قال له الملك : ولك مثل ذلك..