تختلف بطولة كأس العالم للكرة الطائرة عن سائر البطولات الأخري سواء في نفس اللعبة أو في اللعبات الأخري.. حيث يستوجب نظام البطولة أن يلعب الفريق مع سائر الفرق المشاركة في البطولة بطريقة الدوري من دور واحد.. ولأن 12 فريقاً تشارك في البطولة.. فيصبح علي كل فريق مسئولية اللعب 11 مباراة.. أي أن النفس الطويل هو الأسلوب الوحيد لاستكمال المشوار وسط الفرق التي تمثل سائر قارات العالم. حيث تختلف كأس العالم عن بطولة العالم في الطائرة والتي تقام مبارياتها من مجموعات وليس من الضروري أن يلتقي الفريق مع كل الفرق الأخري!!
من هنا تكمن الصعوبة في كأس العالم للطائرة والتي يلعب ويتنقل خلالها الفريق في أربع مدن يابانية وكأن الفرق تستعرض أمام الجماهير اليابانية.. وهذا مافعله منتخب مصر الذي يشارك في كأس العالم بصفته أول القارة السمراء وتونس الثاني.
ومنتخبنا الذي ابتعد عن المؤخرة في هذه البطولة ونحن نعتبر ذلك انجازاً إذا ما قورن بالبطولات السابقة.. فقد فاز في ثلاث مباريات متتالية.. علي كوريا التي جاءت بعد مصر في عدد النقاط والتي ظهرت بورتريكو سادس البطولة.. وعلي تونس المنافس التقليدي لمصر في أفريقيا وبطولات العالم ثم علي استراليا.. فعندما تتخلي مصر عن المركز الأخير.. ثم تترك أيضا المركز قبل الأخير في البطولة وتركب المركز التاسع من بين 12 فريقا.. فهذا تشريف للطائرة المصرية والافريقية ويعتبر فوز مصر علي كوريا بطلة آسيا والهزيمة من اليابان بفارق نقطتين فقط.. إنجازاً يؤكد أن الطائرة المصرية هي سيدة أفريقيا وآسيا معاً.. فما بالكم بالفوز علي أستراليا ثامن كأس العالم؟
* أما عن نتائج مصر في البطولة.. فقد فاز منتخبنا بثلاث مباريات قوية وفاز أيضا بشوطين من اليابان وتقدم في الشوط الرابع والفاصل الذي كان يحسم المباراة لصالحنا 23/18 ولكن ثقة اللاعبين التي وصلت لدرجة الغرور أضاعت الفوز لتخسر الشوط الخامس والمباراة والتي لو فزنا بها لصعدت مصر الي المركز السابع أو الثامن.
كما فازت مصر بشوط من الأرجنتين وكانت نتائج الأشواط متقاربة جداً والأهم من ذلك الفوز بشوط من بلغاريا التي احتلت هي والأرجنتين المركزين الثالث والسابع قبل أن تلعب آخر مباراة مع استراليا ثامن البطولة في اليوم الختامي.. وبعد أن حقق المنتخب الكوري كبري المفاجآت بالفوز علي بورتريكو 3/2 بصعوبة ليترك المركز الأخير لتونس منفردة بفوز واحد فقط بينما مصر وكوريا في المركزين العاشر والحادي عشر.
* الصراع القوي كان بين الكبار لسببين!! الأول هو صعود الفرق الثلاثة الأوائل الي الدورة الأوليمبية في بكين.. والثاني هو الفوز باللقب العالمي في تلك البطولة.. كان الصراع منصباً بين روسيا والبرازيل وأمريكا وصارعت بلغاريا التي أصبحت قوة عالمية كبري في اللعبة بعد المستوي الرائع الذي ظهر به الفريق.
وانفردت روسيا بالقمة مبكراً بدون هزيمة في أول ثماني مباريات في الوقت الذي ضربت أمريكا ضربتها المبكرة في يوم الافتتاح وقهرت البرازيل القوي في مفاجأة هزت البطولة واستمر الصراع حتي توقفت روسيا هي الأخري في محطة البرازيل التي فازت ليتساوي الفريقان قبل اليوم الأخير للبطولة في رصيد النقاط ولكن كان للبرازيل السبق في الأشواط والنقاط لتضمن الفرق الثلاثة البرازيل وروسيا وبلغاريا المفاجأة الصعود للأولمبياد علي حساب باقي الفرق التي يمكن تقسيمها الي مستويات.. فهناك فرق الوسط مثل أسبانيا ودخلت بورتريكو السباق بجدارة والأرجنتين وأستراليا.. بينما توقف منتخب اليابان وخسر ثماني مباريات علي أرضه ووسط جماهيره وبامكاناته المادية الرهيبة بل كاد يخسر أيضا من مصر لولا الجمهور وغرور اللاعب المصري في آخر دقيقة بعد أن ضمن الفوز الذي تحول الي هزيمة.
فإذا كانت اليابان بامكاناتها الرهيبة قد خسرت ثماني مباريات علي أرضها ووسط جماهيرها.. فكيف نلوم علي منتخب مصر أو تونس وهو يلعب في معترك عالمي كبير يضم أفضل فرق العالم؟!
¼ أما عن منتخب مصر فمازال في حاجة ماسة لعمل كبير وكثير. لأن اللعب العلمي يحتاج لاعداد أكثر ولامكانات أكثر والأهم الاخلاص من اللاعبين الذين يجب أن يلعبوا لاسم مصر قبل اللعب للمادة والمكافآت وحساباتهم بالدولار. فالعيب والله أن يسأل اللاعب رئيس بعثته عوف همام قبل المباراة.. سنحصل علي كام لو كسبنا؟!! وعندما يعرف قيمة المكافأة المضاعفة يلعب ويستأسد ويفوز!! فأين مصريتهم؟!
كما يحتاج المنتخب لاعداد أكثر تركيزاً خاصة وأمامه الآن مسئولية التأهل الأولمبي بعد شهرين وإذا كان المنتخب قد تم استهلاكه في الدوري العالمي وبطولة أفريقيا والدورة العربية وكأس الأمم الافريقية وحقق انجازات كثيرة في تلك البطولات التي كان آخرها البرونزية فقط في الدورة العربية بسبب الارهاق المستمر.. فهاهو قد عاد للفوز في كأس العالم بعد أن تعودنا لسنوات طويلة علي الخسارة وأحتلال المركز الأخير.. وأظن أن المركز العاشر في كأس العالم من بين 12 فريقا عالمياً.. هي البداية الحقيقية لانطلاقة جديدة خاصة وأن لدينا عناصر جيدة صغيرة السن.. تحتاج لاعداد وتدريب علي أعلي مستوي واحتكاك عالمي ويكفي أن لدينا حمدي الصافي وعبدالله عبدالسلام وقد حصلا علي لقبي أحسن لاعب في مباراتين في البطولة