عادت مدرسة الزمالك الشهيرة بـ الفن والهندسة لتفتح أبوابها من جديد وتستعيد عروضها الجميلة التي تقوم بتدريسها الي الطلاب المنتسبين, حيث واصل فريق الزمالك عروضه القوية وفاز علي فريق نادي المصرية للاتصالات مساء أمس بثلاثية نظيفة سجلها كل من أسامة حسن في الدقيقة35 وعمرو زكي ـ أفضل لاعبي المباراة ـ في الدقيقة40 من الشوط الأول, قبل أن يعود نفس اللاعب ويحرز الهدف الثاني في الدقيقة35 من الشوط الثاني.
وحقق رود كرول المدير الفني للزمالك كل الأهداف التي لعب من أجلها, فبجانب النقاط الثلاث عاد الأداء الي سابق عهده من التألق فاستعاد الفريق ثقة جماهيره.. كما عاد فنان الشعب حازم إمام وشارك أساسيا من البداية وكان عند حسن الظن به..
بينما لم يقدم فريق المصرية للاتصالات العرض المرجو منه, وإن كان يحسب له استمرار لاعبيه علي كفاحهم أغلب أوقات المباراة.. وبهذه النتيجة ارتفع رصيد الزمالك الي27 نقطة ليحتل بها المركز الثاني مناصفة مع فريق طلائع الجيش, بينما ازداد موقف فريق المصرية للاتصالات تأزما خاصة بعد فوز الترسانة أمس علي الالومنيوم.
تفوق أبيض
الهجوم كان لونه أبيض من بداية اللقاء, حيث السرعة والقوة من اللحظة الأولي, والتصويبات من جميع الاتجاهات بغية الحسم المبكر, يقابله هدوء برتقالي لامتصاص الحماس.. وارتداد الي نصف الملعب لمزيد من التأمين الدفاعي, وإن شهدت الدقيقة الثانية عشرة أول جملة موسيقية بيضاء بدأها حازم امام بمراوغة وتمريرة بيسراه الي عمرو زكي الذي يبدع في تمريرها الي جمال حمزة القادم من الخلف والذي لو وفق فيها لكان قد سجل هدفا تاريخيا.
وينتفض المارد الأبيض وتتوالي الفرص الضائعة من عمرو زكي وجمال حمزة.. ولكن خبرة لاعبي المصرية للاتصالات تمكنهم من اعادة الأمور الي ماكانت عليه من الهدوء والسلبية, وتمر نحو25 دقيقة والحارس عبدالمنصف وكأنه غير موجود إذ لم يلمس الكرة ولو لمرة واحدة, وهو مايشير الي أن مامضي من أحداث كان في نصف ملعب المصرية فقط!
وأولي المحاولات الهجومية كانت برأس ضياء عبدالرحمن في الدقيقة(26) ولكن الحارس الزملكاوي ينقذها باقتدار, وتكون هذه الفرصة الضائعة بمثابة البداية الحقيقية لدخول فريق المصرية للاتصالات الي المباراة, وهو مايترتب عليه انكسار الهيبة, ومن ثم أداء مباراة مفتوحة أكثر تشويقا من الجانبين. ويبدو ضياء عبدالرحمن العنوان الوحيد للقوة الهجومية للمصرية للاتصالات في هذا اللقاء.. ومن الطرائف انه كان الوحيد من بين زملائه المهاجمين الذي يتحرك بحرية ودون رقابة تذكر!
وتأتي الدقيقة35 حاملة معها الدهشة والفرحة للاعبي الزمالك وجماهيرهم بتسديد ضربة حرة مباشرة مستحيلة علي يسار ابراهيم هيصة حارس المصرية تحمل توقيع أسامة حسن الذي كان قد شارك أساسيا في اللقاء مع زميله الموهوب حازم إمام لأول مرة هذا الموسم.
وبعد الهدف يصبح لزاما علي فريق المصرية التخلي عن الحذر الهجومي.. ولكن عين الثعلب الكبير حازم امام تلمح عمرو زكي في موقف هجومي مميز فيمرر اليه هدية أرضية تتيح لزكي التقدم والمراوغة والتسجيل داخل الشباك مسجلا هدف الأمان لفريقه في الدقيقة(40). ويتألق الجنرال بشير التابعي بمعاونة العميد الركن محمود فتح الله في القضاء علي أي خطورة برتقالية بعد الهدفين الي أن يطلق حكم اللقاء صفارته معلنا انتهاء نصف المباراة!
مأزق.. وهدف!
وتنطلق أحداث النصف الثاني من اللقاء.. ونلمح تعليمات هجومية واضحة من طارق يحيي للاعبيه بهدف التعويض مما يؤدي الي الاندفاع بقوة الي الامام وهو مايتسبب في وجود مساحات شاسعة تسمح بانطلاقات طولية وعرضية لنجوم الزمالك العائدين الي التألق.
ويحاول ناصر حسنين قلب الهجوم الوحيد أكثر من مرة ولكن يدا واحدة لا تصفق فقد كان ضباط جيش الدفاع الزملكاوي في أحسن حالاتهم.. ويضطر طارق يحيي الي اجراء أكثر من تغيير لعل وعسي, حيث يشرك وليد حسن وأسامة نبيه بدلا من عادل مصطفي والبرازيلي أديسون.. ودون مبرر يتسبب أسامة حسن في احراج شديد لفريقه بنيله انذارين يستوجبان استبعاده من الملعب في الدقيقة(16) وهو مايبعث الثقة والأمل في نفوس لاعبي المصرية للاتصالات, ويضطر رود كرول الي اشراك المدافع خالد سعد بدلا من حازم امام الذي كان بحق أحد أهم عناصر ترجيح الكفة لفريقه في مباراة الأمس سواء بالثقة التي منحها لزملائه لمجرد اشتراكه أو من خلال لمساته السحرية التي صنعت الهدف الثاني والعديد من الفرص للتهديف.
وكما هو متوقع.. تظهر الخطورة لفريق المصرية للاتصالات خاصة مع نزول أحمد رضوان لتفعيل الهجوم, وان احتفظت هجمات الزمالك المرتدة بخطورتها.
وفي الدقيقة28 يشارك مجدي عطوة بدلا من جمال حمزة في اشارة واضحة الي ان رود كرول يرفض ـ برغم النقص العددي ـ التقوقع الي الدفاع, وهو مايفسر الهجوم المكثف من كل الاتجاهات علي مرمي ابراهيم هيصة الذي تصدي للكثير وعجز عن مواصلة تفوقه في الكرة العرضية التي رفعها أحمد حسام لتجد رأس الداهية عمرو زكي يسكنها المرمي ببراعة مسجلا الهدف الثالث لفريقه والثاني له في المباراة والخامس في المسابقة وذلك في الدقيقة35.
بعدها مباشرة وضح اكتفاء الفريقين بالنتيجة.. الزمالك بالفوز والمصرية للاتصالات بالخسارة بثلاثة أهداف.. حيث النقاط الثلاث للزمالك وعدم استطاعة تسجيل أهداف للمصرية.. وهكذا تمضي الدقائق الأخيرة دونما أحداث تذكر حتي انطلاق صافرة النهاية