عدد الرسائل : 709 العمر : 36 الموقع : ستــــــ كوووول ــــار العمل/الترفيه : كلية اداب - نادى القوات المسلحة نشاط العضو : الاقامه : تاريخ التسجيل : 14/10/2007
موضوع: مع التوبة والتائبين وتذكرة للمؤمنين السبت ديسمبر 22, 2007 6:00 am
الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب وأشهد أن لا إلا الله القائل ((وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ))آل عمران135 وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمد عبده ورسوله القائل : (ايها الناس توبوا إلى الله واتسغفروا فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة)
عباد الله/ ماذا بعد الصحة إلى السقم ماذا بعد البقاء إلا الفناء ماذا بعد الشباب إلا الهرم ماذا بعد الحياة إلا الممات . أخوة الإيمان إنما مرض القلوب من الذنوب وأصل العافية أن تتوب . التوبة وما أدراكم ما التوبة التوبة باب الأمل التوبة باب مفتوح التوبة دموع حارة :يقول تعالى ((نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الحجر49 سبحانه غفور رحيم من أعظم منه جوداً أو الخلق له عاصون يراقبهم ويكلأهم ويحفظهم كأنهم لم يعصوه من ذ الذي دعاه فلم يجبه من ذا الذي سأله فلم يععطيه من ذا الذي رجاه فقطع رجاه هو الفضل ومنه الفضل وهو الجواد ومنه الجود وهو الكريم منه الكرم ومن كرمه أن غفر للعاصين والسائلين واحب التوابين والمتطهرين
عباد الله / التوبة أن يقف العبد المذنب المقصر وكلّنا مذنبون وكلنّا مقصّرون يقف العبد أمام ربه التواب مُنكسر القلب خاشع الجوارح ولسان حاله ومقاله يقول ليس لي رباً سواك يقبل توتبتي من يغفر لي إن لم تغفرلي يارب العالمين من يرحمني إن لم ترحمني إلهي لست للفردوس أهلاً *** ولا أقوى على نار الجحيم فهب لي توبةً واغفر ذنوبي *** فإنك غافر الذنب العظيم أيها المسلمون قد يقول لماذا نتوب ما هي معاصينا ما هي جرائمنا فأقول تتوب يا عبد الله لإن الله أمرك وأمر كل مؤمن معك . قال تعالى : (( وتوبوا إلى الله جمعياً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )) تتوب لإن ميزانك سينصب أمام عينيك يوم القيامة فتوضع حسناتك في كفة وسيئاتك في كفة ولا ترجح الحسنات إلا بالتوبة النصوح التي تمحو السيئات . تتوب يا عبد الله لإن الله يحب التوابين ويحب الأوابين ويحب المستغفرين تتوب يا عبد الله حتى يفرح الرب وتسعد الملائكة وتغيظ الشيطان وتُفرح الأخوان وتخزي الأعداء وتُبّيض صحيفتك وترفع درجتك وتوسع قبرك وتعلي قدرك . تتوب يا عبد الله لإن الله يقول : (( ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون )) ها هو عبد من عباد الله اطاع الله أربعين عاماً وعصاه أربعين فنظر إلى وجهه في المرآة وقد كبرت سنة وشاب شعر رأسه فقال يا رب اطعتك اربعين وعصيتك أربعين فهل إذا جئتك قبلتني فسمع منادياً يقول له أطعتنا فقرّبناك وعصيتنا فأمهلناك وإن رجعت إلينا قبلناك الله أكبر ما أحلم الله بنا وما أرحم الله بنا
عبد الله ! هل اتاك خبر تلك المرآة المؤمنة التي زنت وغفلت عن رقابة الله للحظات لكن حرارة الإيمان وخوفها من الرحمن أيقضت مضجعها فلم يهدأ بالها ولم يقرقرارها عصيت ربي وهو يراني كيف القاه وقد نهاني : (( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا )) والمعصية تتأجج ناراً في قلبها وقبح الفاحشة تشتعل في صدرها لم تقنع بالتوبة بينها وبين ربها فقالت يا رسول الله اصبت حداً فطهرني فينصرف عنها صلى الله عليه وسلم يمنة ويسرة ويردها وفي الغد تأتي وتقول لم تردني يا رسول الله لعلك تريد أن تردني كما رددت ماعزاً فوالله إني لحبلى من الزنا فقال لها اذهبي حتى تلدي فيا عجبً لأمرها تمضي الشهور والأيام وحر المعصية يتأجج في صدرها وتأتي بالصبي في خرقة تتعجل أمرها . يا رسول الله ها قد ولدته فطهرني . عجباً لها فقال اذهبي فارضعيه حتى تفطميه سنتان ولم يطفيء حرها فلما فطمته اتت بالصبي وفي يده كسره خبز دليلاً لها وقالت قد فطمته وأكل الطعام برهانها . فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها وأمر بها فرجمت فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى راسها فينضح الدم على وجه خالد فسبها فسمع النبي صلى الله عليه وسلم سبه إياها فقال مهلاً يا خالد فو الذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو وزعت على أهل المدينة لكفتهم . لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له . فصلّى عليها النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ودعا لها . عباد الله هل من توبة هل من أوبة هل من عودة فالله يبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار ويبسط يده بالنهار وليتوب مسيئ الليل . وليست التوبة لأصحاب الفواحش والمنكرات فقط بل هي لكل مؤمن . قال تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ))التحريم8 ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم : (يتوب إلى الله ويستغفره في اليوم أكثر من سبعين مرة وفي رواية أكثر من مائة مرة )) وعن عمر يقول كنا نعد للنبي صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد . رب اغفرلي وتب علي إنك انت التواب الرحيم . والله جل وعلا ينزل إلى سماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله كل ليلة فيقول هل من تائب ما يتوب عليه هل من صاحب حاجة فأقضيها له هل من مستغفر فأغفر له فيا عبد الله فارق المعصية وأهل المعصية ومكان المعصية .وكل ما يُذكرك بالمعصية وأكثر من قوله تعالى : (( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفرلنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ))الاعراف ارفع صوتك بالنداء *** يا رب إن ذنوبي قد كثرت
وليس لي بعذاب النار من قبل *** ولا أطيق لها صبراً ولاجلداً فانظر إلهي إلى ضعفي ومسكنتي *** ولا تذقني حراً للجهنم غدا
عبد الله/ يا من عوّدت لسانك على الغيبة والنميمة وقول الزور تب إلى الله . يا من أهملت أولادك وتركتتهم لقرناء السوء تب إلى الله . يا من تعودت على تأخير الصلاة بادر من الان وتب إلى الله عبد الله يا من تعوّدت على أكل الحرام تب إلى الله وعد إلى الحلال قبل أن يهجم عليك ملك الموت
عبد الله/ لا تؤخر توبتك كيف بلك لو نزل بك الموت وأنت على غير توبة اعقدت مع ملك الموت عقداً بعدم مجيئة أم اتخذت عند الرحمن عهداً أن لا يقبض روحك حتى تتوب . عباد الله/ ما أكثر نعم الله علينا وما أجلّها وما أشد تقصيرنا في شكرها ومع ذلك لم يحرمنا وما أكثر ما عصيناه ومع هذا لم يمنعنا . عباد الله/ نحن مع من تتعامل نحن نتعامل مع الذي عرض التوبة على الكفار وفتح طريق الرجعة أمام الفجار نحن نتعامل مع من لوعفا عن الخلق كل الخلق ما نقص من ملكه شيء القائل ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ))فاطر15 نحن نتعامل مع من رحمته سبقت غضبه نحن نتعامل مع من اسمه التواب الغفار عباد الله/ أحلى الاقوال وأجمل الافعال يوم يقول العبد يارب أذنبت يا رب أخطأت يارب أسأت فيأتي الرد سريعاً من التواب الرحيم ياعبدي غفرت عبدي سامحت عبدي عفوت يارب إن الملوك إذا شابت عبيدهم *** في رقّهم عتقوهم عتق أبرار وانت ياسيدي اولى بذي كرم *** قد شبنا في الرق فأعتقنا من النار
عباد الله/ دعونا نقف وقفة تأمل مع التائبين ونعيش معهم 1-دينار العيار روي أن رجلاً كان يعرف بدينار العيار كانت له والدة تعظه ولا يتعظ ، فمر في بعض الأيام بمقبرة كثيرة العظام فأخذ منها عظماً مخراً فانفت في يده ففكر في نفسه ، وقال لنفسه ويحك كأني بك غداً قد صار عظمك هكذا رفاتا والجسم تراباً وأنا اليوم أقدم على المعاصي فندم وعزم على التوبة ورفع رأسه إلى السماء وقال : إلهي إليك ألقيت مقاليد أمري فاقبلني وارحمني ، ثم مضى نحو أمه متغير اللون منكسر القلب فقال يا أماه ما يصنع بالعبد الآبق إذا أخذ سيده ؟ فقالت : يخشن ملبسه ومطعمه ويغل يده وقدمه فقال : أريد جبة من صوف وأقراصاً من شعير ، وتفعلين بي كما يفعل بالآبق ، لعل مولاي يرى ذلي فيرحمني ففعلت ما طلب فكان إذا جنه الليل أخذ في بالبكاء والعويل ، ويقول لنفسه : ويحك يا دينار ألك قوة على النار كيف تعرضت لغضب الجبار ؟ وكذلك إلى الصباح ، فقالت له أمه في بعض الليالي : ارفق بنفسك ، فقال دعيني أتعب قليلاً لعلي أستريح طويلاً يا أمي ، إن لي موقفاً طويلاً بين يدي رب جليل ، ولا أدري أيؤمر بي إلى الظل الظليل أو إلى شر مقيل إني أخاف عناء لا راحة بعده ، وتوبيخاً لا عفو معه ، قالت : فاسترح قليلاً فقال : الراحة أطلب ؟ اتضمنين لي الخلاص ؟ قالت فمن يضمنه لي ؟ قال فدعيني وما أنا عليه ، كأنك يا أماه غداً بالخلائق يساقون إلى الجنة وأنا أساق إلى النار فمرت به في بعض الليالي في قراءته (فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانو يعملون ) ففكر فيها يحبها فقلت : قرة عيني أين الملتقى ؟ فقال بصوت ضعيف : إن لم تجديني في ***ه القيامة فاسألي مالكاً عني ثم شهق شهقة مات فيها فجهزته وغسلته ، وخرجت تنادي : أيها الناس هلموا إلى الصلاة على قتيل النار ، فجـاء الناس ، فلم ير أكثر جمعاً ولا أغز دمعاً من ذلك اليوم .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولا تنسوني من صالح الدعوات __________________