أيام قليلة ويسدل الستار نهائيا علي مسيرة نجمي المقاولون علي عاشور وطارق سليمان في الملاعب.. بعد أن قررا الاعتزال معا والاتجاه إلي العمل في مجال كرة القدم.
ارتبط النجمان المعتزلان بعدة عوامل مشتركة حيث إنهما في سن واحدة(35 سنة) وقد توافدا علي نادي المقاولون العرب في وقت واحد تقريبا كما أن فترة تمثيلهما له كانت واحدة قبل أن يختارا الانضمام إلي نادي أسمنت أسيوط فيما بعد.
مهرجان اعتزال النجمين يقام بنادي المقاولون العرب يوم الجمعة المقبل.. ويبدأ بلقاء بين ناشئي الأهلي والمقاولون تحت13 سنة يعقبه لقاء آخر بين قدامي الناديين وفريق من الفنانين يقوده سعد الصغير وحمادة هلال.. قبل اللقاء الرئيسي الذي يجمع بين فريقي المقاولون العرب والأهلي.
وتكاد تتشابه بداية كل منهما مع الآخر رغم اختلاف الموقع الجغرافي الذي نشأ فيه.. فقد بدأ علي عاشور حياته الرياضية ناشئا صغيرا بنادي مرفق مياه شربين الذي استمر به حتي بلغ السابعة عشرة من عمره حين جاءته فرصة الانضمام لنادي شربين أحد أندية القسم الثاني غير أن عمه الذي كانت له ميول كروية وقف بالمرصاد وأصر علي اصطحابه لنادي الزمالك الذي صار فيه ابن شربين هدافا لفريق تحت18 سنة, وحصل علي فرصته في الانضمام إلي الفريق الأول إلا أنه فوجئ بعدم قيده حين أنهي آخر موسم له مع الناشئين وترك نادي الزمالك مجانا.. ومن المفارقات أن ناديه القديم بدأ يفاوضه بعد ذلك من أجل العودة لصفوفه حين بزغ نجمه من جديد وصار هدافا لإفريقيا وحصل علي لقب أحسن لاعب خط وسط عام96.
ومن خلال سعيد الشيشيني لاعب المقاولون القديم.. انتقل علي عاشور واستمر نجما متألقا لمدة11 عاما متتالية حقق فيها مع المقاولون نصف الإنجازات التي حققها النادي علي مدي تاريخه كله.. فقد أحرز مع فريقه4 بطولات من بين8 بطولات سجلها التاريخ لأبناء الجبل الأخضر.. وعلي مدي عمر عاشور مع ناديه القاهري استطاع أن يسجل57 هدفا رسميا, وانضم لصفوف المنتخب الوطني عدة مرات وقاد المنتخب العسكري لسنوات طويلة.
وقد اجتاز علي عاشور أكثر من دورة تدريبية لتأهيل نفسه كمدرب وإن كان ينتظر أن يحصل علي فرصته للعمل في النادي الذي أعطاه حبه وعمره وأجمل سنوات عطائه.
أسرة الـ20 شقيقا
وربما كان طارق سليمان هو الأكثر حظا وشهرة من زميله علي عاشور.. فقد ولد في أسرة كبيرة تضم20 شقيقا أنجبوا أكثر من80 ابنا.. هو نفسه لا يعرفهم جميعا وإن كان قد استأجر لهم علي نفقته الخاصة أربعة أتوبيسات كبيرة تقلهم يوم الجمعة المقبل من كفر الشيخ لحضور مهرجان تكريمه!!
وقد بدأ طارق سليمان حياته بنادي الزعفران بكفر الشيخ قبل أن ينتقل لصفوف النادي الأهلي عام85 نظير مبلغ عشرة آلاف جنيه ومباراة ودية للأهلي في الزعفران.. وصاحب انتقاله للقلعة الحمراء انضمامه لصفوف منتخب الناشئين تحت16 سنة.. ونجح في الصعود بالفريق إلي نهائي كأس العالم في كندا قبل أن يواصل مسيرة التألق ويتم تصعيده لصفوف الفريق الأول الذي كان يحرس مرماه الثلاثي إكرامي وثابت البطل وأحمد شوبير.. وحين شعر بأنه لن يحصل علي فرصته صارح زميله وصديقه أحمد شوبير الذي اصطحبه إلي المهندس عبدالله العربي المشرف العام علي فريق المقاولون وقتئذ حيث تم ضمه فورا لصفوف المقاولون الذي لعب له طارق أجمل مبارياته علي الإطلاق وإن كان لا ينسي أبدا مباريات المقاولون مع الزمالك تحديدا.. هو نفسه لا يعرف ما الذي كان يحدث له, فقد كان يذود عن مرماه بشكل معجز حتي إنه كثيرا ما كان يتعرض لمضايقات من بعض الصبية الصغار من مشجعي الزمالك في حياته الخاصة خارج الملعب.. وعلي العكس تماما في مباريات الأهلي التي كان الحظ يقف خصما له ولم يأخذ حظه ـ وإن تألق أمام الأهلي ـ إلا فيما ندر.
مثل طارق سليمان فريقه في307 مباريات رسمية علي مدي12 عاما, أحرز خلالها4 بطولات مع المقاولون بالإضافة إلي بطولتين مع فريقه النادي الأهلي عامي90 و91.
ويتبقي بعد ذلك التقدير للمهندس إبراهيم محلب رئيس النادي الذي أعطي تعليماته بضرورة تقديم أقصي التسهيلات الممكنة من أجل نجاح مهرجان الاعتزال رغم أن الاثنين قد أنهيا مشوارهما الرسمي مع النادي قبل عامين.. ويتولي المهندس فيصل مرتضي نائب رئيس النادي مهمة الإعداد الجيد للمهرجان في غياب المهندس إبراهيم الذي لم يعد بعد من أداء فريضة الحج.. وكذلك يفعل سعد البنا مدير النادي في مظاهرة حب تنم عن قيمة الوفاء التي مازالت موجودة في زماننا