وسط كم هائل من الفوضي التنظيمية يؤدي منتخبنا الوطني لكرة القدم تدريبه الأساسي اليوم الاحد علي استاد كوماسي استعدادا لبدء رحلة الدفاع عن لقبه في كأس الأمم الافريقية 2008 بغانا والتي تنطلق فعالياتها اليوم بلقاء الافتتاح بين المنتخبين الغاني والغيني ضمن مباريات المجموعة الأولي في الدور الأول علي استاد العاصمة أكرا.
منذ اللحظة الأولي لوصول منتخبنا إلي غانا فوجئ الجميع بحالة الفوضي التنظيمية علي جميع المجالات بداية من الطيران ومرورا بمواعيد وملاعب التدريب وكذلك التسهيلات التي يفترض ان يمنحها المنظمون للبعثات الاعلامية المرافقة.
دخل منتخبنا الوطني لكرة القدم صراعا مع مشاكل التنظيم في غانا علي عكس الحفاوة والترحاب الذي كان شعار كأس الأمم الافريقية في مصر والتسهيلات العديدة التي منحها المنظمون في بطولة 2006 لجميع الوفود المشاركة.. وفي ظل هذه المشاكل التي يئن منها الجميع في غانا حاليا بسبب تخبط مواعيد الطيران والتدريبات وكذلك المشاكل العديدة والصراع الدائر علي تصاريح دخول الملاعب أو الاستادات سواء لرجال الاعلام أو لافراد الوفود الرسمية مما يوحي بفشل مبكر للبطولة من الناحية التنظيمية رغم توقعات نجاحها الهائل علي المستوي الفني.
كان منتخبنا الوطني قد بدأ تدريباته في كوماسي أمس فقط رغم وصوله إلي غانا في ساعة مبكرة من فجر أمس الأول الجمعة حيث قضي الفريق نحو 18 ساعة في أكرا علي عكس المتفق عليه وذلك نظرا لمشاكل الطيران الداخلي وعدم وجود طيران في الوقت الذي يرغبه منتخبنا وهو صباح أمس الأول الجمعة اضطرت البعثة إلي الانتظار في أكرا حتي السادسة والنصف من مساء أمس الأول بتوقيت غانا وبعد وصول البعثة إلي كوماسي اضطر الجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة إلي منح اللاعبين راحة من التدريب يوم الجمعة حفاظا عليهم بعد رحلة الطيران الشاقة من القاهرة إلي أكرا والتي استغرقت ست ساعات ونصف الساعة بالاضافة لفترة الانتظار في أكرا حتي توفير رحلة الطيران إلي كوماسي والتي استغرقت أقل من ساعة واحدة.
ونظرا لعدم وجود طيران مباشر من القاهرة إلي كوماسي ثاني أكبر المدن الغانية تم الاتفاق قبل السفر علي أن تستقل البعثة طائرة أخري من أكرا إلي كوماسي حيث تصل المسافة بين المدينتين أكثر من 250 كيلومترا وتستغرق بالسيارة أكثر من أربع ساعات.. وقضي منتخبنا الساعات التالية لوصوله إلي غانا في فندق بمطار أكرا علي أن يغادر الفريق إلي كوماسي في العاشرة من صباح السبت ولكن الموعد تغير فجأة إلي الواحدة ظهرا وبعد وصول الفريق إلي داخل المطار فوجئ الجميع بأن الطائرة قد غادرت بالفعل إلي كوماسي وأنها نقلت الفريق الكاميروني بدلا من منتخبنا.
وتلقي مسئولو البعثة وعدا من المسئولين بمطار أكرا بعودة الطائرة سريعا لتنقل الفريق إلي كوماسي ولكن رحلة العذاب لم تتوقف حيث أكد مسئولو اللجنة المنظمة أن الطائرة يجب ان تظل في كوماسي هذه الليلة علي أن تعود صباح يوم السبت.. ونظرا لأن منتخبنا كان قد أنهي اجراءات ترك فندق مطار أكرا اضطر مسئولو البعثة لبدء رحلة البحث عن مكان آخر لاقامة الفريق حتي حل أزمة الطيران بينما اصاب الملل لاعبي الفريق حتي جاء الحل أخيرا باستقلال طائرة أخري إلي كوماسي في السادسة والنصف مساء.
من جانبه وصف الكابتن سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة والمتواجد حاليا في غانا هذه المشكلة بأنها "كارثة" مشيرا إلي أن الفريق ليس أمامه سوي الصبر في رحلة الدفاع عن اللقب مشيرا إلي أنه "لا يمكن مقارنة ذلك بتنظيم كأس الأمم الافريقية 2006 في مصر".
الجدير بالذكر ان هذه المشاكل والفوضي التنظيمية كادت تصيب لاعبي الفريق بالاحباط رغم التفاؤل الشديد خلال رحلة السفر ولدي الوصول إلي أكرا مما دفع الجهاز الفني ومعه مسئولي السفارة المصرية في أكرا بقيادة السفير سيف الله نصير وأسامة حمدي سكرتير ثالث السفارة وإبراهيم سعيد الملحق الدبلوماسي بالسفارة إلي محاولة إخراج اللاعبين من أي حالة توتر خاصة وأن مثل هذه المشاكل تعتبر طبيعية في بعض الدول الافريقية بعكس ما هو عليه الحال في مصر.
كان العزاء الوحيد للاعبي الفريق وأعضاء الجهاز الفني ان هذه المشاكل ليست قاصرة علي منتخبنا أي أنها ليست متعمدة والدليل هو ان المنتخب الغاني نفسه عاني من المشاكل علي أرضه بل وتسبب الاستغلال والحرص علي الاستفادة المادية بأكبر شكل ممكن من هذه البطولة في أزمة حقيقية للفريق الذي طرد من الفندق المحدد لاقامته لإخلاء غرف الفندق لعملاء يدفعون مبالغ أكبر.
كان المنتخب الغاني قد حجز عدداً من الحجرات في فندق "لاباديا بيتش" بأسعار مخفضة ثم غادر بعدها الفريق غانا وأقام معسكرا تدريبياً في أبوظبي ولدي عودته وجد أن حجز تلك الغرف قد ألغي كي يتمكن الفندق من تأجيرها بأسعار أعلي لعملاء آخرين لينتقل المنتخب الغاني مضطرا إلي فندق آخر.
لذلك طالب حازم الهواري عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة ورئيس البعثة في غانا لاعبيه بضرورة التركيز في الملعب وعدم الالتفات إلي هذه الأمور التي أكد لاعبو مصر قدرتهم سابقا علي تجاوزها والتي لا تختلف كثيرا عن المواقف التي واجهها الفريق في معظم رحلاته الافريقية ومنها البطولة التي أحرز لقبها في بوركينا فاسو عام .1998