تتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة مساء اليوم صوب العاصمة الغانية أكرا لمتابعة انطلاق شرارة كأس الأمم الافريقية السادسة والعشرين التي تستضيفها غانا في الفترة من 20 يناير الحالي إلي العاشر من فبراير المقبل حيث يستهل المنتخب الغاني صاحب الأرض مشواره في البطولة بلقاء نظيره الغيني في أولي مباريات المجموعة الأولي بالدور الأول للبطولة. سبق المباراة حفل افتتاح كبير أعدته اللجنة المنظمة ويشمل مجموعة من الفقرات حول تاريخ القارة.
يلتقي المنتخبان اليوم في الخامسة مساء بتوقيت غانا السابعة بتوقيت القاهرة في مباراة يعتبرها أصحاب الأرض "السهل الممتنع" فالفوز فيها أمر لا يقبل الجدل ولكنه لن يكون بالسهولة التي يتوقعها البعض علي الرغم من الفارق الكبير في التاريخ بين الفريقين حيث أحرز المنتخب الغاني اللقب أربع مرات سابقة بينما كان المركز الثاني عام 1976 هو أفضل إنجاز للمنتخب الغيني في نهائيات كأس الأمم الافريقية.
رغم وقوع المنتخب الغاني صاحب الأرض في أسهل المجموعات بالدور الاول لنهائيات البطولة بعدما أوقعته القرعة علي رأس المجموعة الاولي التي تضم معه منتخبات غينيا والمغرب وناميبيا يدرك أصحاب الارض جيدا ان هذه السهولة تقتصر علي الناحية النظرية لكن الحال يختلف علي أرض الواقع.. ولم يكن المنتخب الغاني الفائز بلقب البطولة أربع مرات سابقة بالتأكيد يتمني مجموعة أفضل من تلك المجموعة.
ولكنه يضع في نفس الوقت حسابات خاصة لجميع منافسيه ومنهم المنتخب الغيني الذي يمثل خطرا حقيقيا علي المنتخبين الغاني والمغربي في هذه المجموعة نظرا لتمتعه بتماسك الصفوف بالاضافة للانسيابية في الاداء والسيطرة علي الكرة بفضل المهارات الفنية والخططية للاعبي الفريق مما يجعل تحقيقهم للفوز ممكنا في أي مباراة أمام الفرق الكبيرة.
قد تكون الفرصة سانحة أمام المنتخبين الغيني لتفجير مفاجأة مبكرة عندما يلاقي نظيره الغاني في المباراة الافتتاحية للبطولة اليوم ولذلك يضع الفرنسي كلود لوروا المدير الفني للمنتخب الغاني حسابات خاصة لهذه المباراة.. وما يميز هذه المجموعة بالفعل أنها تضم الفريق صاحب الأرض ليكون المنتخب الغاني مرشحا لتصدر هذه المجموعة في حين يشتعل الصراع علي المركز الثاني بين المنتخبين المغربي والغيني ولكن المفاجآت واردة كما ان المنتخب الغاني قد وعي الدرس جيدا من البطولة التي خاضها علي ملعبه في عام 2000 عندما نظمت غانا البطولة بالاشتراك مع نيجيريا.. كما تلقي الفريق الغاني درسا قاسيا عندما خرج مبكرا من الدور الأول في البطولة الماضية بمصر رغم تأهله لكأس العالم 2006 بألمانيا للمرة الأولي في تاريخ النجوم السوداء.
يري المنتخب الغاني ان تصدره لقمة المجموعة قد يكون دفعة قوية ورائعة له نحو الصعود إلي منصة التتويج والفوز باللقب الخامس لمعادلة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب والمسجل باسم المنتخب المصري.. وعلي مدار 25 بطولة اقيمت في الماضي نجح أصحاب الارض في الفوز باللقب في عشر من هذه البطولات أي أن 40 بالمئة من الالقاب كانت لصالح أصحاب الارض وهو ما يضاعف طموحات وتفاؤل المنتخب الغاني قبل خوض منافسات هذه المجموعة.
ما يسهل موقف المنتخب الغاني في المجموعة الاولي بالدور الاول للبطولة أن باقي منافسيه في هذه المجموعة من الفرق قليلة الخبرة بإحراز اللقب.. وفي الوقت الذي أحرز فيه المنتخب الغاني لقب البطولة أربع مرات منها مرتان علي أرضه عامي 1963 و1978 لم تحرز المنتخبات الثلاثة الاخري اللقب الافريقي باستثناء مرة واحدة فاز فيها المنتخب المغربي باللقب وكان عام 1976 وهي نفس البطولة التي احتل فيها المنتخب الغيني المركز الثاني ليكون افضل إنجازاته في تاريخ مشاركاته بالبطولة.. لا يختلف اثنان علي أن عاملي الارض والجمهور لعبا دورا كبيرا في حسم اللقب الافريقي في البطولتين السابقتين لصالح أصحاب الارض فذهب لقب عام 2004 لتونس بينما فاز المنتخب المصري باللقب عام 2006 ولذلك يأمل المنتخب الغاني في استمرار ذلك عندما تستضيف بلاده البطولة بعد أيام. يقف تاريخ مواجهات الفريقين السابقة في صف المنتخب الغاني حيث التقي الفريقان في تسع مرات سابقة علي المستويين الودي والرسمي ففاز المنتخب الغاني في خمس مباريات وتعادلا في أربعة لقاءات بينما لم يحقق المنتخب الغيني أي فوز علي النجوم السوداء.. ولكن ما يخشاه النجوم السوداء بالفعل خلال المباراة الافتتاحية اليوم هو طموح الغيني خاصة بعد نجاح الفريق الغيني في الوصول لدور الثمانية في بطولتي كأس الأمم الافريقية السابقتين بالاضافة لمفاجآت المباريات الافتتاحية نظرا لرهبة البداية بالنسبة لصاحب الأرض.. وقبل المباراة يشهد استاد أكرا حفل افتتاح البطولة الذي يحضره كل من السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والكاميروني عيسي حياتو رئيس الاتحاد الافريقي للعبة "كاف" والفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي للعبة "يويفا".. ويفتتح الرئيس الغاني جون كوفور البطولة ليعلن بدء المعترك الكبير الذي يستمر علي مدار ثلاثة أسابيع.