لم يكن غريبا ان تفوز غانا علي غينيا وان تسجل المغرب خماسية في مرمي ناميبيا, وأن تتخطي كوت ديفوار نيجيريا, وتحرز مالي هدفا في مرمي بنين خلال الجولة الاولي لمباريات المجموعتين الاولي والثانية بكأس الامم الافريقية لكرة القدم المقامة حاليا بغانا, فرجل الشارع العادي كان يتوقع ذلك قبل أي ناقد أو محلل أو خبير, لان من شاهد أداء غانا وكوت ديفوار في مونديال المانيا ويري نجومهم المحترفين في البطولات الأوروبية المحلية يتأكد له ذلك, ومن تابع استعدادات المغرب للبطولة يرجح كفتها لابعد من ذلك, وبالطبع خبرة نجوم مالي افضل من ابناء بنين المجتهدين!
النتائج جاءت طبيعية ومنطقية طبقا لاحداث المباريات الأربع. ولم يعتمد بعضها علي مؤثرات خارجية, كما يعتقد البعض بأن العوامل المساعدة, كركلات الجزاء رجحت كفة غانا مثلا علي غينيا وكذلك مالي أمام بنين, وان كانت ضربة الجزاء التي احتسبها حكم سيشيل ايدي ماييه ضد غينيا لعرقلة لاعبها كالابان اللاعب الغاني أجوجو وسجل منها أسامواه جيان الهدف الاول لغانا في الدقيقة10 من زمن الشوط الثاني, قد شهدت جدلا كثيرا فيما يسمي بمجاملة صاحب الارض والجمهور, ولكن هذا ليس دليلا, ولو رأي البعض ان ذلك حقيقي, وأنها ضربة جزاء مشكوك فيها, فان الشك يأتي دائما لصالح المهاجم كما فسره الحكم ماييه كما ان أحد لا ينكر ايضا ان الأفضلية ـ بعيدا عن ضربة الجزاء ـ جاءت طوال المباراة لمصلحة غانا, وعاندها الحظ كثيرا, وتدخل القائم الايسر مرتين لمنع أهدافها, وكذلك العارضة والقائم الأيمن, ولو سجلت هذه الكرات أهدافا لما تحدث أحد عن مجهود غينيا بعدها, برغم أن واقع المباراة في ظل كل ذلك يؤكد أحقية اللاعبين الغينيين بتصفيق جماهيرهم لأدائهم أمام فريق يبحث عن حلم يراود شعبه منذ عام1982, حين فازت غانا بلقبها الرابع بكأس الامم الافريقية, ولم تحمل الكأس منذ26 عاما!
وارتباطا بنفس المجموعة الاولي وغانا وغينيا, تأتي مباراة المغرب وناميبيا قبل الحديث عن ضربة جزاء مالي, فخماسية المغاربة قد تكون مؤشرا كبيرا علي فوزها باحدي بطاقتي التأهل إلي الدور الثاني بهذه التوليفة المتجانسة من اللاعبين الجدد وأصحاب الخبرة التي حملت فكرا جديدا للفرنسي هنري ميشيل الذي دفع فيها بعبدالرحمن قابوس لاعب وسط سيسكا صوفيا البلغاري علي حساب حسين خرجه وعبدالكريم قيسي, واكتشف فيها المهاري طارق السكيتيوي مهاجم بورتو البرتغالي ومنح الفرصة للعلودي ليكون صاحب ثالث هاتريك في تاريخ الأمم الافريقية بعد الجوهري في مرمي اثيوبيا بالبطولة الثانية عام59 في المباراة التي فازت فيها مصر4/ صفر وصامويل ايتو الكاميروني في مرمي أنجولا بالبطولة الماضية بمصر, كما استغل مهاجم فريق نانس الفرنسي المغربي منصف رزقه الفرصة ليترك بصمته حين نزل بديلا ليوسف حجي!
أما فيما يتعلق بضربة جزاء مالي التي احتسبها الحكم الجنوب افريقي جيروم دايمون لصالح المالي تراوري الذي تعرض للعرقلة من لاعب بنين آلان جاسبوز وسددها كانوتيه محرزا هدف الفوز لبلاده, فتأتي بالفعل وراء الهدف الوحيد في المباراة وسبب الفوز لمالي وهذا أمر لايمكن انكاره ولكنها مستحقة ولاتستحق الجدل, فمالي كانت الأكثر سيطرة وخطورة طوال المباراة باستثناء الدقائق الأخيرة, فهي نتيجة منطقية ولابد أن يضع الجميع في الحسبان ظروف انقطاع التيار الكهربائي قبل المباراة لمدة ربع الساعة وتأثير ذلك علي اللاعبين والمستوي المتواضع الذي ظهر به لاعبو مالي من النجوم المحترفين في الدوري الأسباني أمام أبناء بنين المجتهدين, حيث عجزوا عن احراز أهداف أخري برغم السيطرة علي اللعب طوال شوطي المباراة باستثناء الدقائق الأخيرة!ومع أنها نتيجة متوقعة, إلا أن الأداء في مباراة مالي وبنين أكد ان الفريقين خارج مؤشرات التأهل للدور الثاني, في ظل وجود كوت ديفوار ونيجيريا( النسور) برغم خسارة الأخيرة في الجولة الأولي والنهائي المبكر بين الفريقين, والفوز الايفواري تحقق لأن الأفيال كانوا أكثر ثقة وتمتعوا بهذه الثقة حتي النهاية!
وخلاصة القول.. فان الجولة الاولي في المجموعتين الاولي والثانية جاءت منطقية ولاتستحق الجدل الكثير في أمور خارجية والاداء أمتع الجماهير بمباريات قوية خاصة في افتتاح المجموعتين, وأكد ان التوقعات داخلهما تسير دون مفاجأت والتأهل يقترب من غانا والمغرب في المجموعة الأولي وكوت ديفوار ونيجيريا في المجموعة الثانية وذلك ليس نابعا من النتائج فقط, بل يؤكده الأداء