هل استمتعت بمباراة المغرب وناميبيا أم كانت المتعة أكثر بقمة الغرب الإفريقي بين كوت ديفوار ونيجيريا؟!
هذا السؤال يطرح قضية جوهر كرة القدم, فاللعبة ليست أهدافا, وتغيب عنها المتعة ويغيب جوهرها حين تكون من طرف واحد, وفي اتجاه واحد, بينما يكون العكس صحيحا عندما يتحول الملعب إلي ساحة للصراع بين طرفين, فمباراة المغرب ونامبيا شهدت ستة أهداف, ولكنها لم تكن ممتعة, بينما أصابت كوت ديفوار مرمي نيجيريا بهدف واحد, وظلت الأعين مشدودة ومأخوذة بالصراع والكفاح بين الفريقين.
ولاشك أن فوز المغرب الكبير يعد خطوة معنوية, بجانب أن الفريق الشقيق أدي المباراة بقوة وتصميم, وتميز بالجماعية وبالمساندة, ولاحظ كيف مرر مروان الشماخ إلي سفيان العلودي, وهو في قلب منطقة الست ياردات, مرر ولم يسدد طمعا في مانشيت أو تدليلا للنفس, كما تميز المنتخب المغربي بسرعة لاعبيه وحيويتهم, لكن هذا الفوز ليس مقياسا حقيقيا علي قوة أسود الأطلسي, وتلك هي الحقيقة, لأن الكثيرين في اطار المجاملات التقليدية للأشقاء العرب والمنتخبات العربية يقرأون النتائج وليس المستويات, ويهتمون بطرف واحد, ولاينظرون إلي ضعف الطرف الآخر!
وبالمناسبة تلك الهزيمة الثقيلة لمنتخب نامبيا من الصعب تكرارها في البطولة, لانها كانت درسا لمنتخب ناميبيا في ضرورة الانتباه والتركيز منذ الطلقة الاولي, ومن سوء حظهم ان المغاربة كانت طلقتهم قاضية فنية, أصابت المنافس وأفقدته الوعي في خمس دقائق سجلوا فيها هدفين!
ولاشك أيضا ان سليم العلودي الشاب صاحب الهاتريك الاول في البطولة شد الانظار ولفت الانتباه, إلا أن يوسف سفري أختير كأفضل لاعب في المباراة وليس علودي!
***
كانت مباراة كوت ديفوار ممتعة في الصراع, وتفوق لاعبو كوت ديفوار, لاسيما في الشوط الثاني, وتأثر أداء نيجيريا بخروج النسر الاكبر والقائد الملهم كانو, لكن تلك المباراة التي شهدت هدفا واحدا, مكثت حتي نهايتها وأنت لاتعرف نتيجتها الأخيرة.. كان هناك22 لاعبا محترفا في أفضل الأندية الاوروبية داخل المستطيل الاخضر يلعبون, لا بل يتقاتلون بروح رياضية, ودون معسكرات اعداد طويلة, ودون تجمعات مستمرة, لعب هولاء بخبراتهم وثقافاتهم, فعند هذا المستوي أنت كمدرب لست في حاجة لان ترفع لياقة لاعب في المنتخب, أو تعلمه كيف يتحرك داخل الملعب ومتي يساند الزميل وكيف يغطي مساحة خالية؟
نجم المباراة كان عبدالقادر كيتا الظهير الخطير, لكن هدف سالمون كالو كان رائعا, فصحيح ان الهدف الذي يولد من لعبة أو جملة جماعية يرسخ مفهوم اللعبة, وروحها, إلا ان المهارة الفردية تظل في لحظة ما هي الحل الوحيد, وكانت تلك اللحظة وكان الحل في قدم كالو الذي راوغ أربعة مدافعين من نيجيريا!
المباراة الثالثة وصفت من قبل الجميع بأنها مملة, والواقع ان منتخب بنين لعب بنضال وقدم ما لم نكن نتوقعه, وكذلك منتخب مالي الفائز عن جدارة, لأنه أكثر خبرة وأفضل, ولعلك لاحظت الفارق بين أداء مالي أمام المنتخب الوطني في أبوظبي وكيف كان تدريبا علي التصدي والدفاع وافساد أداء المنافس وكيف كان هجوما حافلا بالمساحات أمام بنين.. كانت مالي تتدرب معنا علي طريقة مواجهة المنتخبات الكبيرة؟