في الوقت الذي ينشغل فيه الجميع بالمباريات وأحداثها وتفاصيلها في ملاعب غانا.. وتتواصل متابعة أحوال النجوم الكبار من نوعية د روجيا ومايكل ايسيين وصامويل إميتو ومامادو ديارا وكانوتيه وغيرهم.. فإن الملاعب الغانية تشهد أحداثا من نوع آخر لم يتوقف عندها الكثيرون لكونها لا تعنيهم وليست لها علاقة بكرة القدم.. وهذه الأحداث صنعت مشاهد اهتم بها البعض وروجوا لها..
ومن هذه المشاهد التي تستحق الرصد والتسجيل في غانا ما فعله الصحفيون السودانيون الذين يرافقون منتخب بلادهم في كأس الأمم الأفريقية.. فالظروف الصعبة التي تعيشها المدن الغانية التي تقام بها فاعليات البطولة فرضت علي الصحفيين السودانيين مواجهتها والتعامل معها علي طريقتهم.. فهم لم يجدوا أماكن للإقامة في خنادق غانا لأنها كاملة العدد والدليل أن منتخب الكاميرون حجز لنفسه فندقا كاملا بأسمه رغم أن بعثة الكاميرون لم تشغل كل غرف الفندق ووجد الصحفيون السودانيون الحل في إ قامة خيمة لهم في الشارع حسب رواية القناة الرياضية المغربية التي رصدت هذا الحدث.. ونقلت المتاعب التي يواجهها رجال الاعلام والصحافة في عملهم هناك وهذا الموقف يوضح الفارق الكبير بين الرفاهية والراحة التي عاشها رجال الاعلام والصحافة في كأس الأمم الافريقية التي اقيمت في مصر قبل عامين, وبين المعاناة في غانا, ولم يقتصر الأمر علي هذه المشكلة فالشركة الفرنسية المسئولة عن نقل المباريات علي الفضائيات تواجه ظروفا صعبة وقاسية والمسئولون في هذه الشركة يضعون أيديهم علي قلوبهم من شدة الخوف والقلق... فالشركة الفرنسية تسعي لتقديم الأفضل والأحسن بالنسبة للصوت والصورة.. ولذلك قامت بتوزيع إمكاناتها علي الملاعب الأربعة التي تقام عليها المباريات وهي ستاد أكرا في العاصمة الغانية واستاد بابا يارا في مدينة كوماسي وملعب سيكوندي وأخيرا استاد تامالي كالاداب بارك وفي كل ملعب من هذه الملاعب وضعت الشركة الفرنسية18 كاميرا ما بين متحركة وتابعة لنقل كل التفاصيل والأحداث وتقديمها للمشاهدين.. والمشكلة التي تواجه الشركة الفرنسية وتؤرقها يوميا هي الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي يوميا.. فإستعانت الشركة الفرنسية بخبراء من بلجيكا لوضع حل لهذه المشكلة حتي لا يشعر بها المشاهدون.. والحل الذي إختاروه هو الإعتماد علي المولدات الكهربائية التي تعمل بالسولار لتوفير الطاقة الكهربائية اللازمة سواء للأجهزة أو إضاءة الملاعب.
وكان توزيع التذاكر الخاصة باللاعبين والأجهزة الفنية مشكلة اذ كان من المفترض أن يتسلم كل منتخب عددا محددا من التذاكر.. وهذه المشكلة أثارت غضب الفرنسي كلود لوروا المدير الفني لمنتخب غانا قبل مباراة الافتتاح الذي طلب من المسئولين في غانا توفير عشر تذاكر للفريق ولم يحصل إلا علي ثلاث تذاكر فقط, ومن الطبيعي أن تكون كأس الأمم الأفريقية سوقا يستفيد منها الغانيون للترويج لبضاعتهم وبيعها.. فقد إزدحمت شوارع المدن الغانية بالباعة وكانت بضاعتهم عبارة عن فانلات وتي شيرتات وكوفيات وطواقي مكتوب عليها غانا2008 وشهدت هذه البضاعة رواجا وإقبالا من جانب الزائرين وتراوحت الأسعار من25 دولارا للفانلة الواحدة وخمسة دولارات للطاقية