لا صوت يعلو اليوم فوق صوت المواجهة الصعبة والمرتقبة بين منتخبنا الوطني وشقيقه السوداني في بطولة كأس الأمم الافريقية السادسة والعشرين 2008 لكرة القدم والمقامة حاليا في غانا والتي تحسم بشكل كبير شكل المنافسة علي بطاقتي المجموعة الثالثة في الدور الأول للبطولة وتحدد بشكل كبير مع المباراة الاخري بين الكاميرون وزامبيا ترتيب المجموعة.
تتجه انظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة في وادي النيل صوب استاد "بابا يارا" بمدينة كوماسي الغانية في الساعة السابعة والنصف بتوقيت غانا التاسعة والنصف بتوقيت القاهرة لمتابعة القمة التقليدية بين قطبي الوادي والتي تمثل دائما قمة من نوع خاص.
يخوض منتخبنا الوطني مباراة اليوم باعتبارها الاختبار الثاني له في رحلة الدفاع عن لقبه في البطولة الافريقية حيث يلتقي شقيقه السوداني في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثالثة في الدور الأول للبطولة.. وتحظي مباريات الفريقين دائما باهتمام بالغ علي مستوي القارة الافريقية نظرا للروابط التي تجمع بين المنتخبين بل وبين البلدين منذ القدم وبالتالي فإن المواجهة بينهما دائما ما تمثل قمة خاصة.
يضاعف من اثارة المباراة واهميتها أن الفوز هو الحل الوحيد امام كل منهما ولكن لدوافع وهدف مختلف.. فالفوز بالنسبة للمنتخب المصري يعني الوصول برصيده إلي ست نقاط ووضع احدي قدميه علي الاقل في الدور الثاني للبطولة للتقدم خطوة نحو الحفاظ علي لقبه الافريقي الذي احرزه في البطولة الماضية التي استضافتها مصر عام .2006
أما بالنسبة للمنتخب السوداني فالفوز بالنسبة له يعني الفرصة الاخيرة للبقاء في البطولة أما أي نتيجة أخري فتعني خروجه المبكر بغض النظر عن نتيجة مباراته الثالثة في المجموعة والتي يلتقي فيها مع المنتخب الكاميروني.. ويضاعف من صعوبة اللقاء أيضا ان المواجهات بين المنتخبات العربية دائما ما يكون لها طابع خاص حيث يسعي كل فريق إلي تأكيد تفوقه علي الآخر.
الاكثر من ذلك ان المنتخب السوداني يخوض المباراة بدافع الثأر بعد ان انتهت آخر مباراتين له أمام المنتخب المصري بفوز الفراعنة 3/صفر و6/1 في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا.. ويدرك المنتخب السوداني بقيادة مديره الفني الوطني محمد عبد الله مازدا أن الفوز علي المنتخب المصري يمثل بطولة خاصة لاسيما وانه حامل اللقب في هذه البطولة.
لا يختلف اثنان علي الفارق الكبير في المستوي بين المنتخبين لصالح منتخبنا ولكن التنبؤ بنتيجة المباراة هذه المرة يبدو صعبا للغاية في ظل الطفرة التي حققتها كرة القدم السودانية في العامين الماضيين.
يخوض المنتخبان المباراة بروح معنوية مختلفة ففي الوقت الذي يخوض فيه منتخب مصر اللقاء بروح معنوية عالية بعد الفوز علي الكاميرون 4/2 في المباراة الأولي له في البطولة تبدو معنويات المنتخب السوداني منخفضة بشكل كبير بعد الهزيمة الثقيلة صفر/3 التي مُني بها أمام نظيره الزامبي في مباراته الأولي ورغم ذلك تسود روح التحدي بين الفريقين لتحقيق الفوز في المباراة فالمنتخب المصري يري أن الفوز امر ضروري للتقدم خطوة نحو احتلال قمة المجموعة التي يحتلها المنتخب الزامبي حاليا بفارق الأهداف فقط أمام منتخبنا.
رغم الفوز الثمين الذي حققه منتخبنا علي نظيره الكاميروني في المباراة الأولي قد يجري حسن شحاته المدير الفني الوطني للفريق بعض التغييرات في صفوف الفريق عما كانت عليه في المباراة الأولي وهو ما اكده شحاته معللا ذلك بأن لكل مباراة ظروفها وخطتها وتشكيلها المناسب.. ومن اللاعبين المرشحين لدخول التشكيل الاساسي للفريق في مباراة اليوم كل من أحمد حسن وابراهيم سعيد.
ينتظر ان يخوض منتخبنا المباراة بخطة متوازنة مثلما كان عليه الحال في مواجهة الكاميرون مع السعي أيضا إلي حسم المباراة مبكرا مثلما حدث أمام الكاميرون ايضا خاصة بعد التصريحات التي اطلقها مازدا في اليومين الماضيين والتي أكد فيها أن المنافسة في البطولة لا تعنيه بنفس قدر رغبته في الفوز علي منتخبنا.. ولذلك يدرك منتخبنا ان نتيجة مباراة السودان وزامبيا لا تعني شيئا فكل مباراة لها ظروفها ولابد من التعامل معها طبقا لهذه الظروف.
يضع الجهاز الفني لمنتخبنا في اعتباره مع وضع خطة مباراة اليوم قوة الهجوم السوداني الذي شن العديد من الهجمات علي مرمي المنتخب الزامبي ولكنه فشل في انهائها بالشكل المطلوب بالاضافة لقوة انطلاقاته من الجانبين وهو ما يسعي منتخبنا للتعامل معه بشكل جيد وغياب هذه الهجمات وانطلاقاته من الجانبين من منتصف الملعب وقبل ان تمثل أي خطورة علي مرمي منتخبنا.
وفي الوقت الذي تمثل فيه المباراة بالنسبة لمنتخبنا تأكيدا علي المستوي الجيد الذي ظهر عليه في المباراة الأولي واستمرارا لتألق حامل اللقب تمثل المباراة الفرصة الأخيرة للمنتخب السوداني الذي يشارك في بطولة الافريقية بعد غياب دام لأكثر من ثلاثة عقود من الزمان.