مع تزايد سخونة بطولة كأس الأمم الافريقية
السادسة والعشرين التي تستضيفها غانا حاليا لم يتردد مثقفون أفارقة كبار
في' البوح بعشقهم الكروي ووقوعهم في هوي الساحرة المستديرة' معيدين
للأذهان العلاقة الطريفة بين المثقفين وكرة القدم في العالم ككل غير ان
الكرة تبدو في افريقيا علي وجه الخصوص مرشحة للقيام بدور هام علي صعيد دعم
التنمية وفرص التقدم في القارة السمراء.
وفي كينيا- لايخفي
مثقف لامع وكاتب من أصحاب الاقلام المبدعة هو' اودور اونجوين' ولعه
بكرة القدم ومتابعته الدقيقة لمجريات البطولة الافريقية بغانا رغم انه
تخصص في الاقتصاد ويعد من الخبراء الذين يشار لهم بالبنان في هذا المجال.
فيما
يطرح رؤي غير تقليدية من قبيل وصف مشاريع المشاركة بين الشمال الغني
والجنوب الفقير بأنها أشبه بالزواج الباطل أو' شراكة القط والفأر'.
ومن
طرائف كتاباته انه اعترف بأنه تعرض في مونديال2002 لحالة من التمزق بين
قلبه وعقله أو بين ميوله الرياضية وشغفه' بالساحرة المستديرة' وبين
تخصصه في الاقتصاد حيث تفرغ لمتابعة مباريات السنغال كممثل لافريقيا في
هذا المونديال علي حساب دراسة كان يعكف علي إعدادها بشأن مبادرة المشاركة
الجديدة لتنمية افريقيا' نيباد'.
وبرؤية لاتخلو من طرافة-
يقول اونجوين' واقع الحال في اللحظة الراهنة لايختلف في كرة القدم عنه
في الاقتصاد علي مستوي العالم.. فكما يحدث في البطولات الكروية العالمية
ستجد في التقسيم الدولي للعمل ان بعض الدول تخصصت في الفوز والانتصارات
بينما تخصصت أخري في الخسارة وأن خسائر افريقيا لاتعني في الحقيقة سوي
مكاسب للأخرين.
وإذا كان الكيني اودور اونجوين من المثقفين
الافارقة المتحمسين لفكرة الاستفادة من الشعبية الطاغية لكرة القدم لدعم
التنمية في افريقيا فان المصري ياسر أيوب وهو كاتب وصحفي صاحب رؤي
ومعالجات عميقة في قضايا الرياضة والمجتمع والدور الاجتماعي لكرة القدم في
افريقيا.
وأوضح ايوب أن هذا المشروع الافريقي الذي يستمر عامين
بمناسبة استضافة افريقيا بعد عامين لأول مرة بطولة كأس العالم لكرة القدم
والتي ستقام في جنوب افريقيا يستهدف استثمار كرة القدم في تحقيق التنمية
الاجتماعية المنشودة في القارة السمراء..مشيرا الي أن من بين الشخصيات
المشاركة في المشروع جيرلونستيد مدير اكاديمية نوبل للسلام ولامين دياك
رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوي وأحد العشاق الكبار لكرة القدم ولازانا
بالينفو رئيس اتحاد اللجان الاوليمبية الافريقية.
ولم يكن
الدكتور عبد المنعم سعيد مدير مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية بعيدا
عن العلاقة المدهشة بين مثقفين افارقة كبار والساحرة المستديرة حيث ولج
بقلمه علي صحيفة الأهرام ليتناول تحت عنوان' رقصات فرح مصرية' الحالة
التي ألمت بالمصريين بعد فوز منتخبهم الوطني علي الكاميرون في البطولة
الافريقية الحالية.. معتبرا ان هذه الحالة' كاشفة لمعان اجتماعية
وسياسية بالغة الأهمية'. وقال الدكتور عبد المنعم سعيد..'لمن لايعرف
فانني من المهتمين كثيرا بكرة القدم ليس فقط لأسباب رياضية ولكن ايضا
لأسباب اجتماعية ففي اعتقادي ان اللعبة هي مثال المجتمع الذي نريده في
أنقي وأصفي صوره, فاللعبة جماعية ومن ثم توجد مجتمعا من الوظائف
المختلفة من اول حارس المرمي وحتي اول المهاجمين عبر خطوط مختلفة يبني كل
واحد منها علي مايقوم به الاخر ومدي تماسكه في اداء المهمة'.
ويروي
عن' مايسترو الكرة المصرية' الراحل صالح سليم انه تلقي في طفولته
المبكرة أول دروسه في كرة القدم من أحد جيرانه الأكبر سنا في حي الدقي ولم
يكن هذا الجار والمعلم الأول لنجم الاهلي ومصر سوي شمس الوكيل الذي عرف
فيما بعد كرجل صاحب رؤي في الثقافة وعمل ردحا من الزمن بمنظمة التربية
والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة' يونيسكو'.
وللمفكر
السياسي الأمريكي الذائع الصيت هنري كيسنجر والذي شغل من قبل منصب وزير
خارجية الولايات المتحدة اهتمامات واضحة بكرة القدم بل وكتابات عن'
الساحرة المستديرة' فيما كان الكاتب والمحقق اللغوي الراحل محمود شاكر
احد المثقفين المصريين الكبار الذين ارتبطت افئدتهم بعالم المستطيل الأخضر