عاد المنتخب المغربي لكرة القدم ادراجه
الي بلاده بعدما تجرع مرارة الفشل وخيبة الامل بخروجه خالي الوفاض من
الدور الاول لنهائيات النسخة السادسة والعشرين من بطولة امم افريقيا
المقامة حاليا في غانا حتي10 فبراير المقبل.
ومرة اخري عاندت
الكأس القارية' أسود الاطلسي' وهو لقب المنتخب المغربي علما بانه كان
مرشحا بقوة للمنافسة علي اللقب بالنظر الي العروض الرائعة التي قدمها في
المباريات الاعدادية للنهائيات ابرزها تعادله مع فرنسا2-2 في نوفمبر
الماضي علي ملعب فرنسا في سان دوني بضواحي العاصمة باريس وفوزه الساحق علي
السنغال3- صفر, وكذلك تشكيلته التي تعج بالمحترفين وبينها11 لاعبا
كانوا قاب قوسين او ادني من احراز اللقب عام2004 في تونس عندما خسروا
امام منتخب البلد المضيف1-2 في المباراة النهائية.
وكانت كل
المؤشرات تدل علي ان المنتخب المغربي يملك الاسلحة اللازمة لمقارعة اعتي
المنتخبات القارية وارتفاع حظوظه لنيل اللقب للمرة الثانية في تاريخه بعد
الاولي عام1976 في اثيوبيا بقيادة جيله الذهبي المكون من بابا والشريف
واحمد فراس وبيتشو... وغيرهم.
وعزز المنتخب المغربي الترشيحات
بامكانية ظفره باللقب بفوزه الساحق علي ناميبيا5-1 في المباراة
الافتتاحية بينها ثلاثية لنجمه سفيان العلودي فبدا جليا للمتتبعين ان'
الاسود سيزأرون احتفالا بالنصر' في نهاية الدورة بيد ان الرياح جرت بما
لا يشتهي المغاربة فتلقوا ضربة موجعة في المباراة الثانية بخسارتهم امام
غينيا2-3 فكان السقوط بمثابة' القشة التي قصمت ظهر البعير' فأثرت
سلبا علي معنويات اللاعبين الذين كانوا اشبه باشباح في المباراة الثالثة
الاخيرة امام غانا حيث لم يهددوا مرماها ولو مرة واحدة وخسروا صفر-2
وخرجوا خالي الوفاض.
وهي المرة السابعة التي يفشل فيها المنتخب
المغربي في تخطي حاجز الدور الاول بعد اعوام1972 و1978 و1992
و2000 و2002 و2006.
وتبقي افضل نتيجة للمنتخب المغربي
منذ1976 هي بلوغ الدور نصف النهائي4 مرات اعوام1980 في نيجيريا
عندما حل ثالثا و1986 في مصر عندما حل رابعا و1988 عندما استضاف
الدورة وانهاها في المركز الرابع ايضا وعام2004 عندما جاء ثانيا, علما
بانه خرج من الدور ربع النهائي عام1998 في بوركينا فاسو.
وعلقت
الامال علي الجيل الحالي الذي يقوده يوسف سفري ومروان الشماخ ويوسف حجي
خصوصا بعد النتائج الرائعة في تونس2004 لكن الحال لم تكن افضل من
سابقاتها وودع المنتخب من الدور الاول في النسختين الاخيرتين في مصر وغانا
وبذلك يبقي الفشل لصيقا بـ'اسود الاطلسي'.
وبالعودة الي الدورة
الحالية في غانا فانها المرة الثانية التي يفشل فيها المنتخب المغربي في
بلوغ الدور ربع النهائي بقيادة مدربه الفرنسي هنري ميشيل بعد الاولي
عام2000 في غانا ونيجيريا.
ويبدو ان كابوس هنري ميشيل مع
المنتخب المغربي في النهائيات تكرر مرة جديدة لانه ودع النهائيات
عام2000 بالخسارة امام نيجيريا صاحبة الضيافة بهدفين نظيفين ايضا وتمت
اقالته مباشرة بعد مشوار حافل مع اسود الاطلسي بالنتائج الجدية حيث قاده
الي الفوز في50 مباراة من اصل53 منذ1995.
واذا كانت النسخة
الثانية والعشرين اطاحت برأس ميشيل من الادارة الفنية للمنتخب المغربي فان
النسخة الحالية قد تقوده الي المصير ذاته بعدما وجهت اليه اصابع الاتهام
بمسئوليته في الفشل الذريع في غانا وتحديدا التغييرات غير المبررة التي
قام بها في المباراة الثانية امام غينيا والتي كلفته الخسارة2-3.
وكان
ميشيل اجري3 تغييرات علي التشكيلة سحقت ناميبيا فعزز خط الوسط باللاعبين
حسين خرجة وعبد الكريم قيسي علي حساب عبد الرحمن كابوس وسفيان العلودي
الذي تعرض للاصابة في ركبته, واشرك منصف زرقة الذي نزل بديلا في
المباراة الاولي وسجل الهدف الخامس, اساسيا علي حساب مروان الشماخ.
واعترف
ميشيل بان التأهل ضاع من المغرب بخسارته امام غينيا وليس بالسقوط امام
غانا في المباراة الاخيرة, وقال' أهدرنا التأهل امام غينيا وليس امام
غانا, كنا نعرف ان مباراة غانا ستكون صعبة واننا نحتاج الي معجزة لتحقيق
ذلك. لم نلعب جيدا ولم نهدد مرماها علي الاطلاق سوي من تسديدتين بعيدتي
المدي'.
وبخصوص غضب الجمهور المغربي, قال ميشيل' انه أمر
طبيعي فالجمهور المغربي يعشق اللعبة حتي النخاع ويمني النفس بالصعود علي
قمة التتويج علي غرار جيرانه في النسختين الاخيرتين تونس ومصر, وبالتالي
الفشل في تحقيق ذلك يشكل انتكاسة بالنسبة اليه, نحن نأسف لذلك وسنحاول
التعويض في البطولات المقبلة'.
واكد القائد يوسف سفري ان المغرب
لا يستحق العبور الي الدور الثاني' لاننا لم نقدم شيئا يشفع لنا بذلك
خصوصا في المباراتين الاخيرتين امام غينيا وغانا', مضيفا' لعبنا بجدية
كبيرة امام ناميبيا وكانت النتيجة واضحة5-1, لكننا ارتكبنا اخطاء قاتلة
امام غينيا كلفتنا الخسارة2-3 وبالتالي صعبت مهمتنا امام غانا التي لم
نحرك امامها ساكنا وكنا تائهين في الملعب'.
وتابع' جميع اللاعبين كانوا يعرفون ان المهمة صعبة ومن المستحيل الفوز علي غانا امام جمهورها وعلي ارضها'.
واضاف' يجب ان ننسي ما حصل في غانا ونفكر في المستقبل ونبحث عن لاعبين يدافعون بقتالية عن القميص الوطني'.
ومن
خلال التمعن في تصريحات هنري ميشيل, يبدو ان المنتخب المغربي يعاني من
مشاكل داخل صفوفه وبين لاعبيه وهو امر خطير ارتد سلبا علي اداء ومعنويات
المجموعة, علما بان هذه المشكلة ليست جديدة الي' اسود الاطلسي' بل
تشهدها اغلب مشاركاته القارية في الاعوام الاخيرة, وهو ما دفع بعض
المنابر الاعلامية الي المطالبة بالاعتماد علي اللاعبين المحليين في
البطولة المغربية كونهم اكبر طموحا واصرارا علي التألق والدفاع عن القميص
الوطني من المحترفين الذين لا يهمهم سوي' المال واللعب بدون قتالية
تخوفا من الاصابة وفقدان مراكزهم الرسمية في انديتهم في القارة العجوز'.
من
جهته, بدا يوسف حجي مستاء من الخروج المبكر وقال' يبدو اننا دفعنا
ضريبة ترشيحنا للقب قبل انطلاق النهائيات, لا أعرف ما حصل لنا فقد بدأنا
النهائيات جيدا لكننا تراجعنا امام اندهاش الجميع حتي اللاعبين انفسهم'