علي ايقاع' الساحرة المستديرة' في
عرسها الكروي بالقارة السمراء بات لسان حال افريقيا يقول:' هيا نضحك'
وهو مارصدته وسائل اعلام دولية مثل هيئة الاذاعة البريطانية التي التقت
مشجعين من دول افريقية عدة من بينها مصر, فيما يسجل صحفيون من اصحاب
الاقلام القادرة مشاهد' افريقيا الضاحكة' في لحظة تستعد فيها لدور
الثمانية بالبطولة السادسة والعشرين لكأس الأمم الأفريقية.
وفي
يومياته عن البطولة الحاليةتوقف الصحفي البريطاني دافيد امانور عند ظاهرة
حيرته طويلا في منتخب السنغال الذي كان قد اصطحب معه للبطولة فنانا
لايتحدث سوي بالايماءات وقد طلي جسده من قمة الرأس حتي اخمص القدم بألوان
العلم السنغالي ويضع وعاء علي رأسه اقرب' للسلطانية' طوال الوقت فيما
يقف دون حراك كالتمثال بمدخل الفندق الذي اقام به منتخبه ويلتزم بهذا
الوضع الصعب ايضا في مباريات' اسود التيرانجا'.
ويقول دافيد
امانور لهيئة الاذاعة البريطانية انه كان يسأل نفسه كثيرا حول الطريقة
التي يحافظ بها هذا الفنان علي الوعاء الكبير فوق رأسه دون ان يقع أبدا
علي مدي كل هذه الساعات الطويلة سواء في مدخل الفندق او اثناء
المباريات, وان ماحيره اكثر ان هذا الرجل لم يكن يبدي اي حراك حتي عندما
هزم منتخب السنغال وخرج من البطولة, فيما يشعر امانور بالأسف لأن البعثة
السنغالية حزمت امتعتها وغادرت كوماسي ومعها هذا الرجل دون ان يعرف اجابة
عن الاسئلة التي حيرته. وذكر المشجع الغاني اريستو ني ارييه:'حتي الان
لم يحدث شيء خطير يعكر صفو فرحتنا بهذا العرس الكروي والبطولة تمضي علي
نحو جيد..منغصات بسيطة هي التي حدثت مثل انقطاع الكهرباء قبل مباراة
مالي وبنين ولكنها لم تؤثر أبدا علي اجواء الإثارة واللهفة والانفعال
اللذيذ والبهجة..كان هناك الكثير من الاهداف في دور الـ16 واغلبها
اهداف مدهشة الآن نحن في غانا نصلي ليعبر منتخب النجوم السوداء المرحلة
الجديدة ويصعد للدور قبل النهائي'.
وفي اشارة دالة علي فرصة
التفاعل الانساني بين ابناء القارة السمراء التي اتاحتها هذه
البطولة-قال اريستو ارييه:'لقد تعرفت علي اصدقاء جدد اثناء مباريات
دور الـ16لبطولة كأس الأمم الأفريقية
ولم يغب عن ذهن هذا الغاني
العاشق للساحرة المستديرة والمدرك لقوة تأثيرها' انه لو كان المنتخب
الوطني الكيني ضمن المشاركين في البطولة السادسة والعشرين لاختفي العنف او
توقف في هذا البلد علي الاقل طوال فترة مشاركة كينيا في البطولة'.
وفي
نيجيريا ـ التي صعدت بصعوبة لدور الثمانية-يحرص مواطنو هذه الدولة علي
مشاهدة مباريات البطولة السادسة والعشرين في قاعات السينما وعلي الشاشات
الكبيرة فيما يقول ايتينبوج اكبان:' قاعات السينما التي تعرض مباريات
البطولة الحالية مكتظة للغاية حتي ان الكثيرين يشاهدون المباريات وقوفا
علي اقدامهم وانني سعيد للغاية لأن منتخب النسور العظيمة سيستكمل مشوار
البطولة ونجح علي اي حال في رسم الابتسامات علي شفاه ووجوه عشاق الكرة في
هذا البلد'.
ويقول الزامبي كيلي جونز كايلا' نحن هنا في زامبيا
سنواصل متابعة مباريات البطولة السادسة والعشرين رغم خروج منتخبنا الوطني
منها لأن الناس في هذا البلد يحبون كرة القدم..وعن نفسي فانني سأشجع
منتخب ساحل العاج لأن لاعبي هذا المنتخب يتمتعون بالسرعة واظهروا مهارة'
وفي ذات الاتجاه يقول الليبيري الفونسو بينديكت:'رغم ان منتخبنا لم يصل
للبطولةالسادسة والعشرين فاننا نتابع هنا في منروفيا كل المباريات ونشعر
باجواء الفرحة والاثارة'.
اما المصري ماجد علي حسن فقال للبي بي
سي:'الاجواء رائعة في مصر..الاعلام المصرية ترفرف في كل مكان..علي
السيارات والمتاجر والمباني..رأيت علما عملاقا يغطي مبني بأكمله من خمسة
طوابق في القاهرة ولم ار في حياتي من قبل علما بهذا الحجم الكبير..مشاعر
الناس مفعمة بالود والدفء واعتقد انكم في اوروبا لاتعرفون تماما اي فريق
عظيم يلعب الآن باسم مصر'.
واضاف ماجد حسن:'بعد مباريات
المنتخب الوطني المصري في هذه البطولة تجد الناس هنا يتدفقون علي الشوارع
للاحتفال بانتصار منتخبهم..البعض يرقص والبعض يغني..الفرحة علي ملامح
الجميع رجالا كانوا ام نساء واطفالا..قبل كل مباراة لمنتخب الفراعنة
اتوجه لمنزل احد اصدقائي ونشاهد المباراة كمجموعة تعشق كرة القدم وتضم15
صديقا اخرين'.
وفيما عرض الموقع الالكتروني باللغة الانجليزية
للبي بي سي صورته وهو يظهر علامات البهجة والفخر بمنتخبه الوطني,اعرب
ماجد حسن عن امله في تكرار ماحدث ببطولة كأس الأمم الأفريقية الخامسة
والعشرين التي استضافتها مصر منذ عامين وان يصل الفراعنة الي المباراة
النهائية للبطولة الحالية فيما ابدي قلقه من لقاء جديد في البطولة الحالية
بين المنتخب المصري ومنتخب الكاميرون معتبرا ان' فريق الاسود سيسعي بشدة
للثأر من الهزيمة القاسية التي تجرعها من الفراعنة في المباراة الأولي
بدور الـ16'.
ووصف ماجد بطولة كأس الأمم الأفريقية بأنها'
ظاهرة ايجابية للغاية وتوحد القارة السمراء كلها فيما قالت الكاميرونية
ليلي كيجا لهيئة الاذاعة البريطانية:'اعترف بأنني تنفست الصعداء وشعرت
بارتياح عميق عندما نجح منتخب الاسود في الصعود لدور الثمانية كما لم يحدث
من قبل في حياتي..ان كرة القدم عندنا نحن معشر الكاميرونيين مثل الغذاء
للجوعي'.
ومن الغريب ان هذه المشجعة الكاميرونية اتفقت في الرأي
بصورة ما مع المصري ماجد حسن حول المباراة النهائية للبطولة فقد تمنت
بدورها ان يلتقي منتخب الكاميرون في النهائي مع منتخب غانا بدلا من
الفراعنة.
غير ان اغرب واطرف التصريحات في هذه البطولة-كان
التصريح الذي اطلقه البرازيلي كارلوس البرتو بيريرا المدير الفني لمنتخب
جنوب افريقيا والذي اعرب عن سعادته البالغة رغم خروج المنتخب الذي يتولي
تدريبه من دور الـ16بتعادلين وهزيمة معتبرا ان منتخب جنوب افريقيا قد
احرز تقدما علي اي حال في البطولة السادسة والعشرين
وجاءت ردود
الأفعال في صحافة جنوب افريقيا حيال هذا التصريح بصورة غلبت عليها الفكاهة
بشأن المدير الفني لمنتخب سيلعب بعد عامين علي ارضه في بطولة كأس العالم
والذي كان مشجعو منتخب' الاولاد' لايريدون منه اكثر من اداء قوي ومشرف
في البطولة الافريقية الحالية بدلا من ان يطلق وعودا حول مفاجأت سيحققها
في المونديال القادم بين منتخبات العالم.
ولم يخف الصحفي
البريطاني المخضرم دافيد امانور دهشته عندما التقي في كوماسي بلاعب غاني
قديم يدعي اجي مان جايوس كان قد شارك ضمن المنتخب الوطني لبلاده في بطولة
كأس افريقيا التي استضافتها غانا عام1963.
يوضح امانور ان سر
دهشته يرجع الي انه وجد هذا اللاعب يكاد يكون علي صورته ذاتها كشاب وهو
يلعب في منتخب النجوم السوداء عام1963 رغم انه من المفترض ان يكون الان
شيخا في السبعين من عمره وعندما سأله عن سر هذا الشباب الدائم-رد عليه
اللاعب الغاني القديم والذي اصبح شيخ قبيلة في كوماسي:'لأنني لم اتزوج
ابدا'!.
واذا كان الشيء بالشيء يذكر فان استاذا جامعيا غانيا
يدعي'اي.واي. كواوكومي' ذهب في صحيفة الميرور المحلية في بلاده
الي ان كرة القدم في القارة السمراء تعني' السعادة والتلاحم بين كل
الأفارقة' ولكن هذه اللعبة في رأيه أقرب ماتكون' لعملية الحمل التي
يتعين توفير كل العوامل المواتية لها ليأتي المولود علي مايرام' وهذا هو
الفارق في نظره بين منتخبات فازت بكأس بطولة الأمم الأفريقية عدة مرات وفي
مقدمتها مصر ثم غانا ونيجيريا والكاميرون ومنتخبات اخري' اجهضت امالها
مرارا في حمل كأس افريقيا ولو لمرة واحدة'