مفاجآت وغرائب شهدتها منافسات كأس الأمم الإفريقية المقامة حاليا بغانا
بعد انتهاء منافسات الجولات الثلاث للمجموعات الأربع والتي أسفرت عن خروج
منتخبات كبيرة وتأهل علي حسابها منتخبات أخري ظهرت وكأنها الحصان الأسود
في تلك المسابقات.. كما ظهر واضحاً اعتماد المنتخب الغاني علي عاملي الأرض
والجمهور ولم يقدم العرض المنتظر منه حتي الآن هذا بالاضافة إلي أن النسور
النيجيرية حتي آخر مباراة لها أمام بنين وكأن أملها ضعيف إلي حد ما لكنها
صعدت لدور الثمانية بأقدام الأفيال العاجية.
وأسفرت مواجهات دور الثمانية للبطولة الإفريقية عن مواجهة المنتخب
الغاني لنظيره النيجيري وغينيا في مواجهة أفيال كوت ديفوار غدا في حين
تلعب مصر مع أنجولا وتونس مع الكاميرون بعد غد في مباريات حساسة لكلا
الفريقين.
فالمجموعة الأولي للبطولة أسفرت عن تأهل منتخبي غانا وغينيا وكان من
المتوقع أن يتأهل المنتخب الغاني الملقب بالنجوم السوداء إلي دور الثمانية
بحكم انه يلعب علي أرضه ووسط جمهوره.. أما المنتخب الغيني فقد تأهل للمرة
الثانية علي التوالي إلي دور الثمانية ويسعي إلي الظهور بمستوي متميز في
هذا الدور.
وكانت كبري مفاجآت المجموعة هي الخروج المبكر للمنتخب المغربي الملقب
بأسود الاطلسي علي يد الفرنسي هنري ميشيل بعد فوزه في مباراة أمام نامبيا
وتعرضه لهزيمتين متتاليتين من غينيا وغانا علي الترتيب.. وكان من المتوقع
قبل انطلاق المنافسات أن تكون نامبيا حصالة تلك المجموعة وخروجها مبكراً
من تلك البطولة حيث تعرضت لهزمتين من المغرب وغانا بعدها تعادلت مع غينيا
في آخر مبارياتها في المسابقة.
تأهل المنتخب النيجيري إلي دور الثمانية للبطولة الإفريقية عن طريق
الصدفة والحظ وجاء تأهله بأقدام لاعبي كوت ديفوار علي الرغم من ان الأفيال
العاجية كانت قد حسمت التأهل منذ الجولة الثانية الا ان كوت ديفوار حرصت
علي مواصلة المشوار وحصد النقاط الثلاثة.. كانت النسور النيجيرية قد
استهلت مشوارها في البطولة بهزيمة من كوت ديفوار بهدف نظيف تعادلت بعدها
مع مالي سلبيا قبل ان تفوز بصعوبة علي بنين بهدفين نظيفين.
لم تقدم النسور النيجيرية العرض المنتظر منها علي الرغم من أن القوام
الأساسي للفريق يضم في جعبته ذخيرة قوية من اللاعبين المحترفين في أقوي
الأندية الأوروبية ومع ذلك لم يقدم المنتخب النيجيري العرض المطلوب.
حسمت كوت ديفوار التأهل للثمانية بسهولة ودون أي صعوبة بفوزها في
الجولات الثلاث وانتزاع النقاط الثلاثة في كل مباراة حتي وصل رصيدها إلي 9
نقاط لتتصدر قمة البطولة.
أما المنتخب المالي فكان قاب قوسين أو أدني من التأهل لدور الثمانية
برفقة كوت ديفوار بعد فوزه علي بنين بهدف نظيف ثم تعادله مع نيجيريا سلبيا
وكان يكفي النسور المالية التعادل لحجز بطاقة التأهل لكن الأفيال العاجية
رفضت الاستهانة بالمباراة وبدا الاصرار علي انتزاع النقاط الثلاث وسقطت
مالي في الفخ الايقواري وتعرضت لهزيمة قاسية بثلاثي نظيفة لتخرج رسمياً من
دور ال16 للبطولة.
وكالعادة كان من المتوقع ان تخرج بنين مبكراً من البطولة وكانت حصالة
تلك المجموعة وخرجت صفر اليدين من تلك المسابقة بعد تلقيها لثلاثة هزائم
من مالي بهدف نظيف ثم كوت ديفوار 4/1 وأخيراً من نيجيريا بهدفين نظيفين
والملفت للنظر ان غالبية عناصر المنتخب البنيني من العناصر الشابة والتي
يسعي من خلالها فابيش المدير الفني للفريق إلي اعدادها للتصفيات الإفريقية
المؤهلة إلي كأس العالم بجنوب إفريقيا .2010
أما المجموعة الثالثة والتي ضمت مصر والكاميرون والسودان وزامبيا
فكان الفريقان المتأهلان إلي دور الثمانية منطقيا وهما مصر حاملة اللقب
الإفريقي والأسود الكاميرونية صاحبة الخبرة في مثل تلك البطولات القارية
التي تقام كل عامين.
استهل منتخبنا الوطني مشواره في البطولة بفوز كبير علي نظيره
الكاميروني 4/2 تلاه فوز كبير علي السودان بثلاثية نظيفة وأخيراً تعادل مع
زامبيا بهدف لكل منهما ليتصدر منتخبنا المجموعة برصيد 7 نقاط.
ورجحت الخبرة الإفريقية كفة الأسود الكاميرونية فعلي الرغم من
الهزيمة الأولي التي مني بها الفريق أمام نظيره المصري تحامل علي نفسه
سريعاً واستعاد قوته وكشر عن أنيابه وفاز بعدها علي زامبيا 5/1 قبل ان
تحجز بطاقة التأهل علي حساب السودان بثلاثية نظيفة للتأهل كثاني للمجموعة
برصيد 6 نقاط.
خرج المنتخب الزامبي من تلك البطولة من فوز وحيد أمام نظيره السوداني
بثلاثية نظيفة بعدها سقط في فخ الهزيمة الثقيلة من الأسود الكاميرونية قبل
ان ينتزع أغلي نقطة من الفراعنة في آخر مباراة للفريقين.
ظهر المنتخب السوداني الملقب بصقور الجديان محافظا علي مستواه وبدا
أنه الوحيد في جميع منتخبات القارة الإفريقية المحافظ علي مستواه حيث انه
تلقي ثلاث هزائم متتالية بداية من زامبيا ومروراً بمنتخبنا الوطني وأخيراً
الكاميرون وكانت خسارته بالثلاثة في كل مباراة وتذيل المجموعة بلا رصيد من
النقاط واعتبر الجميع تلك البطولة بمثابة عودة للسودان بعد غياب دام عنها
32 عاماً وفرصة للعودة للتألق والمنافسة من جديد.
وكانت كبري مفاجآت المنتخب السنغالي الملقب بأسود التيرانجا هي خروجه
مبكراً من تلك البطولة برصيد نقطتين جمعهما من تعادل مع تونس في أول
مباراة بهدفين لكل منهما وفي آخر مباراة أمام جنوب إفريقيا وعلي الرغم من
ان المباراة الأولي التي جمعته بالمنتخب التونسي كانت تدل علي أن السنغال
سيكون منافساً عنيداً علي حجز بطاقة التأهل إلي الثمانية لكنه سرعان ما
سقط وتلقي هزيمة موجعة من نظيره الأنجولي 1/3 ليشهد الفريق بعدها حالة من
عدم الاستقرار ويتقدم الفرنسي هنري كاسبرزاك باستقالته علي الفور ويخوض
الفريق مباراته الأخيرة أمام جنوب إفريقيا ويتعادل معه إيجابيا بهدف لكل
منهما.
ومن مفاجآت المجموعة الرابعة ايضا هي تأهل أنجولا التي تعتبر بمثابة
الحصان الأسود في تلك المسابقة وهي المرة الأولي لها التي تتأهل فيها إلي
هذا الدور خاصة وأن غالبية مشاركاتها دائمة الخروج من الدور الأول واعتمد
الجهاز الفني للفريق بقيادة أوليفيرا علي الثلاثي مانوشو وفلافيو وجيلبرتو
وكانت لهم بصمة كبيرة في تحقيق انتصارات الفريق وجاء تأهل المنتخب
الأنجولي للثمانية برصيد 5 نقاط من تعادل مع جنوب افريقيا في بداية
المشوار بهدف لكل منهما ثم الفوز علي السنغال 3/1 وأخيراً تعادل مع تونس
سلبيا.
جاء تأهل المنتخب التونسي المقلب بنسور قرطاج إلي دور الثمانية
للبطولة منطقياً وكان امراً محسوما حجز المنتخب التونسي لبطاقة التأهل فقد
استهل مشواره في المسابقة بتعادل ثمين مع السنغال ليستعيد انتصاراته ويحقق
فوزاً علي جنوب إفريقيا 3/1 ويكتفي بالتعادل مع أنجولا ويحقق حلمه الأسمي
وهو البقاء في تامالي المدينة التي كانت تقام فيها مباريات المجموعة
الرابعة.
أما آخر منتخبات تلك المجموعة فهو المنتخب الجنوب إفريقي والذي كان
من الواضح أنه جاء للتمثيل المشرف فقط وتذيل المجموعة برصيد نقطتين من
تعادلين مع السنغال وأنجولا وتلقي هزيمة من تونس 1/3