نعم الآن نبدأ التفكير في مباراة كوت ديفوار, فكيف نلعب وكيف نواجه هذا الفريق الثقيل الذي يضاهي أحسن منتخبات كأس العالم.. ؟!
الآن
نفكر في الدور قبل النهائي بعد الفوز علي أنجولا وتقديم أداء متوازن دفاعا
وهجوما وإن تميز في الشق الدفاعي أكثر, حتي إن الفرص الخطيرة التي لاحت
لمنتخب أنجولا كانت قليلة ومن جهد فردي لمانتشو فيما لم يفعل فلافيو شيئا
مع أن التركيز الإعلامي كله قبل المباراة كان حوله.. ربما لأنه مشهور في
مصر ؟!
المباراة لم تكن سهلة, وجميع مباريات الكئوس ليست سهلة,
وفي هذا المستوي من المنافسة ومع منتخب مثل أنجولا لايمكن أن يفرض فريق
سيطرته الكاملة علي الآخر, وإلا كانت أنجولا مثل غينيا, وكنا مثل كوت
ديفوار في الفارق الشاسع بينهما.. هذا الفارق لم يكن متاحا في هذا
اللقاء بالقطع!
1- تلك مباراة خاصة, لاتحتمل المغامرة
والاندفاع, ولعلك لاحظت التحضير الطويل والعرضي للمنتخب, لاكتساب
السيطرة والثقة في البداية, وفي الوقت نفسه محاولة الإسراع في تبادل
الكرة أمام منطقة جزاء أنجولا, ومن وحي تلك الفكرة قدم المنتخب الوطني
أفضل وأسرع جمله في الشوط الأول بتمريرات متبادلة انتهت بضربة حرة مباشرة
لأبوتريكة ثم ضربة الجزاء التي سجل منها حسني عبد ربه الهدف الأول.
2-
منتخب أنجولا لم يكن منافسا سهلا, وقصة فلافيو وجلبرتو كان فيها
مبالغة, مع ملاحظة أن جلبرتو لايلعب في نفس موقعه مع الاهلي ولكنه لاعب
ارتكاز متحرر يقوم بمساندة رأسي الحربة, لكن المبالغة جعلتنا نشعر كأن
الفريق الأنجولي لايلعب بدون فلافيو وجيلبرتو, مع أنه من اللاعبين
والصانعين بالفريق مانوتشو صاحب هدف التعادل, وزي كلانجا وماكنجا في وسط
الملعب. وتبادلا السيطرة مع الوسط المصري, الذي اضطر أحيانا إلي
التراجع للمساندة الدفاعية أمام الصندوق مما فرض التمرير الطويل في العمق
لكنه بلامردود إيجابي, وأضف إلي ذلك تحرك جيلبرتو وتمركزه في أوقات
كثيرة ناحية الجبهة اليمني لكنه خطأ أفقد اللاعب الأنجولي نصف قوته وهي
تمريراته العرضية بيسراه!
3- كانت جبهة أحمد فتحي أنشط من جبهة
معوض, وكرات فتحي العرضية كانت مصدر خطورة لدقتها وسرعتها وقوتها لاسيما
في الشوط الأول ومنها لاحت فرصة لمتعب ومنها أيضا سجل عمرو زكي هدفه..
لعله كان موفقا لدرجة الحظ في التسجيل, لكنه يستحق درجة الإجادة لتمركزه
الصحيح ومتابعته الصحيحة للكرة..
4- كانت الرقابة صارمة من
شادي محمد للاعب مانوتشو وكذلك رقابة وائل جمعة لفلافيو, لكن الفاولات
التي ارتكبت كانت في مواقع خطيرة تهدد مرمي الحضري, بجانب أن مانتشو
بمهاراته وسرعته نجح في الهروب من قلبي الدفاع وكاد يسجل التعادل مرة
أخري.. وفي لعبة ببداية الشوط الأول هرب وانفرد مانتشو وبحثنا عن
الليبرو هاني سعيد وعن العمق الدفاعي فلم نجده ؟
5- تأخير حسن
شحاتة للظهير الأيسر سيد معوض حين يتقدم أحمد فتحي كان يجب أن يكون
إختيارا ضروريا لكي يواجه رباعي الوسط الأنجولي أربعة من لاعبي الوسط
المصري, بجانب قيام عماد متعب وعمرو زكي بالضغط علي الدفاع الأنجولي
لتأخير بناء الهجمة.. والواقع أن منتخب أنجولا قام بهجوم ضاغط بحثا عن
التعادل, وتميز بقوة وسرعة رأس حربته مانتشو, فهو لاعب قادر علي
التهديف في أي وقت ومن أي وضع ومهما كان الضغط وكانت الرقابة..!
6-
تغييرات حسن شحاتة كانت منطقية, فطبيعة المباراة تفرض الحذر والتنظيم
الدفاعي, وقد لعب محمود فتح الله كمساك وشادي محمد كظهير أيسر وخرج سيد
معوض المختفي في لحظات الاندفاع الهجومي.. ولعب أحمد حسن كمدافع وسط
بدلا من عمرو زكي, ليزيد عدد لاعبي الوسط إلي خمسة في كثافة عددية تواجه
الضغط الأنجولي وتفسد عمليات بناء هجماته.. وكان يجب تهدئة الإيقاع
بالتمرير والاحتفاظ بالكرة دون فقدها بلامبرر فتلك المباريات60% منها
حذر و40% منها هجوم واندفاع وتزيد نسب الحذر مع مضي الوقت وأنت متقدم,
وهذا لم يحدث فلعب إبراهيم سعيد بدلا من ابوتريكة لعل وعسي تمضي الدقائق
الباقية بسلام.. لكن المشهد الأخير كان صورة طبق الأصل مصريا.. تراجع
الفريق والتحـول إلي طريقة:' والله زمان ياسلاحي!
والآن نفكر في كوت ديفوار.. ماذا نفعل وكيف نلعب أمام فريق يزن بمواهبه وتكتيكه أفيالا..!
تلك حكاية يطول شرحها