محمد كشك عضو ماسى
عدد الرسائل : 709 العمر : 36 الموقع : ستــــــ كوووول ــــار العمل/الترفيه : كلية اداب - نادى القوات المسلحة نشاط العضو : الاقامه : تاريخ التسجيل : 14/10/2007
| موضوع: ماذا تعلم عن الجنة ؟ الجزء الثالث الجمعة فبراير 08, 2008 2:31 pm | |
| أكرم زيارةأية زيارة أكرم يا أخي ، و أية زيارة أعظم ، و أية زيارة أشهى على النفس و أحب لها من تلك التي هي زيارة الرب تبارك و تعالى !! روى أبو نعيم في حليته عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قوله ( إذا سكن أهل الجنة الجنة أتاهم ملك فيقول لهم :إن الله يأمركم أن تزوروه فيجتمعون ، فيأمر الله تعالى داود عليه السلام فيرفع صوته بالتسبيح و التهليل ثم توضع مائدة الخلد ، قالوا يا رسول الله و ما مائدة الخلد ؟ قال : زاوية من زواياها أوسع مما بين المشرق و المغرب فيطمعون ، ثم يسقون ، ثم يكسون ، فيقولون لم يبق إلا النظر في وجه ربنا عز و جل ، فيتجلى لهم فيخرون سجداً فيقال لهم : لستم في دار عمل ، إنما أنتم في دار جزاء ) . سلام عليكمبينما أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم فقال : سلام عليكم يا أهل الجنة . و هو قول الله تعالى من سورة يس { سلام قولاً من رب رحيم } فلا يتلفتون إلى شيء مما هم فيه من النعيم ماداموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم ، و تبقى فيهم بركته و نوره . نعيم لا يوصفإن نعيماً وعد الله به أهل وفادته ، و دار كرامته لا يستطيع امرؤ وصفه مهما كان لسناً ذا بيان فضلاً عن أن يعده أو يحده ، يقول الله تعالى فيه على لسان رسوله صلى الله عليه و سلم : ( لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، و لا أذن سمعت ، و لا خطر على قلب بشر و مصداق هذه في القرآن الكريم ) { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون } . إلى أعظم نعيم{ و رضوان من الله أكبر } هكذا يقول الله تعالى في كتابه العزيز { و رضوان من الله أكبر } فقد ذكر تبارك و تعالى ما أعده لأوليائه و أهل وفادته من النعيم المقيم في جنات عدن ثم قال بعد ذلك النعيم العظيم { و رضوان من الله أكبر } فعلم أن رضاه سبحانه و تعالى من عباده هو أكبر نعيم يلقونه في دار الإكرام و الإنعام . و هذا الإمام البخاري رحمه الله يروي لنا حديث أكبر الإنعام فيقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن الله عز و جل يقول لأهل الجنة ، يا أهل الجنة ، فيقولون : لبيك ربنا و سعديك ، و الخير بيديك ، فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون : و ما لنا لا نرضى يا ربنا و قد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك ، فيقولون : ألا أعطيكم أفضل من ذلك ( فيقولون : و أي شيء أفضل من ذلك ؟ فيقول ، أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً ) اللهم اجعلنا من أهل طاعتك و محبتك و رضوانك آمين . و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين . و هذا هو الطريق هذا هو الطريق أيها السائرون ! فإلى الجنة دار النعيم التي عرفها لكم . و هذا هو طريقها واضحا معبداً عليه أعلامه ، و فوقه أنواره و ها أنتم في مبتداه فسيراً حثيثاً إلى منتهاه حيث أبواب الجنة مفتحة أيها السالكون !! إليكم الطريق كما رسمه رسول الله صلى الله عليه و سلم في قوليه : 1. ( تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك ) .2. ( كلكم يدخل الجنة إلا من أبى ، قيل : و من يأبى يا رسول الله ؟ فقال : من أطاعني دخل الجنة و من عصاني فقد أبى ) إنه عليه الصلاة و السلام في هذين الحديثين قد بين الطريق و رسمه واضحاً لكل ذي بصيرة فهلم أيها الإخوان لنسير سوياً ، أخوانا متحابين و أصدقاء متعاونين فهيا بنا هيا بنا !! و اسمحوا لي أن أتقدمكم رائداً لكم لأصف طريقكم إلى جنة ربكم ، و دار إقامتكم و كرامتكم . إن الطريق أيها الإخوة السائرون بين أربع كلمات : إثنتان سالبتان ، و إثنتان موجبتان . فالسالبتان : الشرك و المعاصي ، و الموجبتان : الإيمان و العمل الصالح . و من هذه الكلمات الأربع يتكون الطريق القاصد إلى الجنة دار الإقامة و الكرامة . و ها هو ذا قد أشير إليه بكلمتي لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، إذ الأول تعني أنه لا معبود بحق إلا الغفور الودود ، فليعبد وحده بالإيمان و اليقين ، و الطاعة له و لرسوله بالصدق و الإخلاص الكاملين . و الثانية تعني أن النبي محمداً هو الرسول الخاص ببيان كيف يعبد الله وحده في هذه الأكوان ، و أنه لا يتأتى لأحد أن يعبد الله بدون إرشاده صلى الله عليه و سلم و بيانه . و الآن أيها الإخوة السائرون فلنسلك الطريق مسترشدين بإشارة لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم :*** فلنعتقد جازمين أن خالقنا هو الذي خلق هذه العوالم و دبرها بقدرته و علمه ، و مشيئته و حكمته ، و فيها تجلت صفاته العلى و أسماؤه الحسنى ، فبقدرته تعالى كانت هذه الأكوان ، و بعلمه تعالى اتحد وجودها و انتظم شأنها ، و سارت إلى غاياتها في نظام محكم بديع . *** و لنعتقد جازمين أنه لا وجود لمشارك لله تعالى في خلق هذه العوالم و لا مدبر لها معه سواه ؛ إذا لو كان ذلك لظهر في العوالم التضارب و التناقص ، و لأسرع إليها الفناء و الزوال { قل لو كان فيها آلهة إلا الله لفسدتا ، فسبحان الله رب العرش عما يصفون }.*** و لنعتقد جازمين أنه متى لم يكن لله تعالى شريك في الخلق و التدبير فإنه لا يكون له شريك في الطاعة و العبادة ، فلا ينبغي أن يعبد معه أحد أبداً سواء كان ملكاً مقرباً أو نبياً مرسلاً ، أو دون ذلك . من سائر المخلوقات . و سواء كانت العبادة صلاة أو دعاء ، أو صوماً أو ذبحاً ، أو زكاة أو نذراً ، لو طاعة في معصيته تعالى بتحريم ما أحل أو تحليل ما حرم أو ترك ما أوجب أو فعل ما حرم . *** و لنعتقد جازمين أن حاجة الناس إلى الرسل في بيان الطريق إلى الجنة اقتضت إرسالهم ، و إنزال الكتب عليهم و من هنا وجب تصديق كافة الرسل و إتباعهم و وجب الإيمان بالكتب و العمل بما فيها مما لم ينسخه الله تعالى بغيره من الشرائع و الأحكام كما وجب الإيمان بالملائكة ، و القدر و المعاد و الحساب و الجزاء . بهذه النقاط الأربع المشتملة على الإيمان الصحيح كنا قد قطعنا ربع الطريق إلى الجنة ، أيها السائرون فإلى الربع الثاني و هو العمل الصالح . *** فلنقم الصلاة بأن نتطهر لها طهارة كاملة ، و نؤديها في أوقاتها في جماعة أداء وافياً مستوفين كافة الشروط و الفرائض و السنن و الآداب فنوافق بها صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم حيث قال ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) .*** و لنؤت زكاة أموالنا أهلها من الفقراء و المساكين و الغارمين و المجاهدين و لنتحر في إخراجها الجودة و الكمال و الإخلاص الكامل فيها لله تعالى . *** و لنصم رمضان بالإمساك عن المفطرات و البعد عن المتشابهات و المحرمات في الأقوال و الأفعال و الخواطر و النيات . *** و لنحج بيت الله حجاً كحج رسول الله صلى الله عليه و سلم موسوماً بالبرور و ذلك بأدائه أداء صحيحاً خالياً من الرفث و الفسق و الجدال محفوفاً بالخيرات مفعماً بالصالحات . *** و لنبر الوالدين بطاعتهما في غير معصية الله ، و بالإحسان اليهما ببذل المعروف و إسداء الجميل من القول و الفعل ، مع كف الأذى عنهما و لو كان ضجراً منهما ، أو عدم رضا عنهما . *** و لنصل أرحامنا ببرهم و زيارتهم ، و السؤال عنهم ، و التعرف إلى أحوالهم و مساعدتهم بما في القدرة و ما هو مستطاع . *** و لنحسن إلى الجيران بإكرامهم المتمثل في الإحسان إليهم و كف الأذى عنهم . *** و لنكرم الضيف إكرامه الواجب له بإطعامه و إيوائه . *** و لنكرم المؤمن بتحقيق أخوته القائمة على أساس أداء حقوقه من السلام عليه عند ملاقاته ، و تشميته عند عطاسه . و تشييع جنازته عند مماته ، و عيادته إذا مرض ، و إبرار قسمه إذا أقسم . *** و لنعدل في القول و الفعل و الحكم إذ العدل في الكل واجب محتم ، و به يستقيم أمر الدين و الدنيا ، و يصلح شأن العباد و البلاد . و إلى هنا تم نصف الطريق أيها السائرون ، و لم يبق إلا نصفه الآخر ، هو ترك الشرك و المعاصي فلنواصل السير في غير كلل و لا ملل و لنترك الشرك و ذلك : 1. بأن لا نعتقد أن مخلوقاً من المخلوقات كائناً من كان يملك لنفسه أو لغيره ضراً أو نفعاً بدون مشيئة الله و إذنه ، و عليه فلنحرص رغبتنا في الله فلا نرغب في أحد سواه فلا نسأل مخلوقاً و لا نستشفع أو نستغيث بآخر ، إذ لا معطي و لا مغيث إلا الله . فلنقصر رغبتنا فيه ، و رهبتنا و خوفنا منه .2. بأن لا نصرف شيئاً من عبادة الله تعالى إلى أحد سواه ؛ فلا نحلف بغير الله و لا نذبح على قبر ولي من أولياء الله ، و لا ننذر نذراً لغير الله ، و لا ندعو غير الله و لا نستغيث بسواه .3. و بأن لا نعلق خيطاً أو عظماً أو حديداً نرجو بها دفع العين أو كشف الضر ، فإنه لا يدفع العين و لا يكشف الضر إلا الله . 4. و بأن لا نصدق كاهناً أو عرافاً أو منجماً فيما يخبر به و يدعيه من علم الغيب ؛ إذ لا يعلم الغيب إلا الله . 5. و بأنه لا نطيع حاكماً أو عالماً أو أباً أو أماً أو شيخاًَ في معصية الله ، إذ طاعة غير الله بتحريم ما أحل الله ، أو تحليل ما حرم شرك في ربوبية الله . بهذه الخطوات الخمس أيها السائرون قد قطعنا نصف المسافة المتبقية ولم يبق إلا نصفها الآخر و هو ترك المعاصي و بعدها نصل إلى باب الجنة و ندخلها إن شاء الله مع الداخلين فهيا بنا نواصل سيرنا أيها السالكون .*** فلنحفظ الدماغ فلا نفكر فيما يضر ، و لا ندبر ما يسوء من فساد أو شر . *** و نحفظ السمع فلا نسمع باطلاً من سوء أو فحش ، أو كذب أو غناء ، أو غيبة ، أو نميمة ، أو هجر أو كفر . *** و نحفظ البصر فلا نسرحه في النظر إلى ما لا يحل النظر إليه من أجنبية غير محرمة مسلمة أو كافرة ، عفيفة أو فاجرة . *** و نحفظ اللسان فلا ننطق بفحش أو بذاء ، و لا سوء أو كذب أو زور ، أو غيبة أو نميمة أو سب أو شتم أو لعن من لا يستحق اللعنة . *** و نحفظ البطن فلا ندخل فيه حراماً طعاماً كان أو شراباً فلا نأكل ربا و لا ميتة و لا خنزيراً ، و لا نشرب مسكراً ، و لا ندخن تبغاً و لا تنباكا . *** و نحفظ الفرج فلا نطأ غير زوجة شرعية أو مملوكة سرية أباح الله وطئها و أذن فيه . *** و نحفظ اليد فلا نؤذي بها أحداً بضرب أو القتل ، و لا نأخذ بها مالاً حراماً و لا نلعب بها ميسراً و لا نكتب بها زوراً أو باطلاً . *** و نحفظ الرجل فلا نمشي بها إلى لهو أو باطل ، و لا نسعى بها إلى فتنة أو فساد أو شر . *** و نحفظ العهد ، و الشهادة و الأمانة ، فلا نخفر ذمة و لا ننكث عهداً ، و لا نخلف وعداً ، و لا نشهد زوراً و لا نخون أمانة . *** و نحفظ المال فلا نبذره ، و لا نسرف فيه ، كما لا نهمله و لا نضيعه ، أو نتركه بدون إنماء أو صلاح . *** و نحفظ الأهل و الولد في أبدانهم و عقولهم و عقائدهم و أخلاقهم فندفع عنهم ما يؤذيهم أو يضرهم أو يفسد أرواحهم ، أو عقولهم و ندرأ عنهم كل ما يردي أو يهلك و يشقي . و إلى هنا انتهى الطريق أيها السائرون فدونكم الجنة دار السلام فتهيأوا للدخول منتظرين رسل ربكم متى تصل إليكم حاملة استدعاء ربكم المنعم الكريم لتفدوا عليه و تحطوا الرحال بساحته . و يومها يفرح ، المتقون . و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين .[1] - هذا كقوله تعالى : { سابقوا إلى مغفرة من ربكم و جنة عرضها كعرض السماء و الأرض أعدت للذين آمنوا بالله و رسله }[2] - تنبيه : جميع أحاديث هذه الرسالة خرجها المنذري في الترغيب و ما فيها حديث غير مقبول قط | |
|