بعزيمة الأبطال وذكريات الفوز علي
الأفيال ووسط دعوات الجماهير يختتم منتخبنا الوطني لكرة القدم رحلة الدفاع
عن لقبه في بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2008 التي يسدل الستار
عليها اليوم باستاد "أوهين دجان" بالعاصمة الغانية أكرا.. يلتقي منتخبنا
اليوم مع أسود الكاميرون في مواجهة مكررة لمباراة الفريقين بالدور الأول
للبطولة والتي انتهت بفوز منتخبنا 4/.2
وإذا كان الفوز الذي حققه منتخبنا علي الكاميرون في بداية رحلة
الدفاع عن اللقب مفاجأة فإن الفوز الآن علي أسود الكاميرون في مباراة
اليوم أصبح ضرورة فلا بديل أمام الفراعنة عن الفوز لتتويج جهودهم ورحلتهم
الناجحة في الدفاع عن اللقب بالبطولة الحالية.. ويلتقي المنتخبان في
الخامسة مساء بتوقيت غانا السابعة بتوقيت القاهرة.
استحق منتخبنا الوصول للمباراة النهائية بعد أن شق طريقه بنجاح وتخطي
العقبة الإيفوارية الصعبة في المربع الذهبي ليصبح علي بعد خطوة واحدة من
تحقيق أمجاد جديدة للفراعنة علي ساحة كرة القدم الأفريقية.
خطوة واحدة تفصل منتخبنا عن تعزيز رقمه القياسي في عدد مرات الفوز
باللقب الأفريقي حيث أحرزه حتي الآن خمس مرات أعوام 1957 و1959 و1986
و1998 و2006 متفوقا بذلك علي المنتخبين الكاميروني والغاني حيث أحرزه كل
منهما أربع مرات فقط.. وفاز به المنتخب الكاميروني أعوام 1984 و1988 و2000
و.2002
وفي الوقت الذي يسعي فيه منتخبنا إلي تأكيد تفوقه علي أسود الكاميرون
ستتسم المباراة بالطابع الثأري بالنسبة للمنتخب الكاميروني الذي عاني من
تفوق الفراعنة عليه في الماضي كما أنه خرج من التصفيات المؤهلة لنهائيات
كأس العالم 2006 بسبب نتيجة مباراتيه أمام الفراعنة حيث خسر في القاهرة
وتعادل الفريقان في ياوندي.
ولا شك في أن الهزيمة الثقيلة التي مني بها المنتخب الكاميروني أمام
منتخبنا في بداية مشوارهما في البطولة الحالية ستكون حافزا قويا للأسود
علي تحقيق الفوز والثأر من الفراعنة.
لكنها في نفس الوقت ستكون مصدرا كبيرا للتفاؤل بالنسبة لمنتخبنا فقد
نجح الفراعنة في الفوز علي أسود الكاميرون "التي لا تقهر" ليؤكد أن
المواجهات الحاسمة مع الأسود دائما من حق الفراعنة فقد كانت مواجهتهما
المبكرة في الدور الأول للبطولة حاسمة بالفعل علي قمة المجموعة.
لا يختلف اثنان علي أن مباراة منتخبنا مع الكاميرون في الدور الأول
كانت المفتاح الحقيقي للوصول إلي المباراة النهائية فقد أعطت الفريق دفعة
معنوية هائلة في بداية رحلة الدفاع عن اللقب وضاعفت من ثقة الفريق
واللاعبين بأنفسهم بل ووجهت إنذارا مبكرا لباقي الفرق المنافسة.. وسيكون
منتخبنا علي موعد اليوم مع كتابة سطر جديد من تاريخه الأفريقي إذا نجح في
عبور عقبة أسود الكاميرون إلي منصة التتويج.
يرفع منتخبنا اليوم شعار "لا بديل عن اللقب السادس" حيث يسعي أحفاد
الفراعنة إلي الفوز باللقب الأفريقي للمرة الثانية علي التوالي وهي
السادسة في تاريخهم بينما يسعي منافسه الكاميروني إلي هدف مزدوج فهو يبحث
عن معادلة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب الأفريقي وأيضا للثأر
من الفراعنة.. ولذلك يمكن أن يطلق علي مباراة اليوم "مواجهة الأرقام
القياسية" نظرا لأن منتخبنا يستطيع بالفعل الحفاظ علي رقمه القياسي
وتعزيزه باللقب السادس ليتفوق بفارق لقبين علي نظيريه الكاميروني والغاني.
كذلك يمكن أن يطلق علي هذه المباراة لقب "النهائي غير المتوقع" فقبل
بداية البطولة لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يصل منتخبنا إلي المباراة
النهائية بل لم يكن أحد يتوقع أن يصل الفريق للمربع الذهبي في ظل وقوعه في
مجموعة صعبة تضم المنتخب الكاميروني العنيد حيث توقع الجميع أن يحتل
الفريق المركز الثاني في المجموعة ليسقط في دور الثمانية.. ولكن منتخبنا
ضرب بجميع التوقعات والتكهنات عرض الحائط وخطف صدارة المجموعة الثالثة في
الدور الأول للبطولة بالفوز علي نظيره الكاميروني 4/2 والفوز علي السودان
3/صفر والتعادل مع زامبيا 1/1 قبل أن يحقق فوزا ثمينا علي نظيره الأنجولي
2/1 في الدور الثاني "دور الثمانية".
استحق منتخبنا التأهل للمباراة النهائية بالتغلب علي أقوي فرق
البطولة حيث فاز علي المنتخب الإيفواري العملاق 4/1 وهو ما لم يكن يتوقعه
أحد أيضا.. وإزاء عبور منتخبنا لجميع هذه العقبات تأهل الفراعنة إلي
النهائي علي عكس المتوقع.
علي الرغم من الترشيحات الكبيرة التي سبقت أسود الكاميرون إلي هذه
البطولة جاءت الهزيمة أمام منتخبنا في المباراة الأولي للفريق واحتلال
الفريق للمركز الثاني في المجموعة بعد فوزه علي زامبيا 5/1 والسودان 3/صفر
لتقلص هذه الترشيحات بعدما تأكد أن الفريق سيلتقي نظيره الغاني في الدور
قبل النهائي.
بالفعل حقق المنتخب الكاميروني الفوز الصعب علي نظيره التونسي 3/2
بعد التمديد لوقت إضافي في دور الثمانية ليجد نفسه في مواجهة المنتخب
الغاني "النجوم السوداء" صاحب الأرض.. وضرب أسود الكاميرون بالكثير من
التوقعات عرض الحائط وتغلبوا علي النجوم السوداء 1/صفر ليتأهل الأسود إلي
النهائي علي غير المتوقع أيضا.
يضاعف من تفاؤل منتخبنا قبل مواجهة اليوم الصعبة أن الفريق حقق الفوز
علي نظيره الكاميروني 4/2 في بداية رحلة الدفاع عن اللقب الأفريقي لتتشابه
ظروف وصول المنتخب إلي المباراة النهائية مع وصوله لنهائي البطولة الماضية
في مصر فقد نجح منتخبنا في العبور إلي الدور النهائي في البطولة الماضية
بعدما تغلب في الدور الأول علي كوت ديفوار في الدور الأول ثم التقي معها
في النهائي وفاز بضربات الترجيح.. وفي البطولة الحالية التقي منتخبنا مع
نظيره الكاميروني وتغلب عليه في الدور الأول وها هو يلتقي معه في المباراة
النهائية.
كذلك يجد منتخبنا الوطني مصدرا جديدا للتفاؤل لأنه مع استثناء بطولتي
1957 و1959 والتي شارك في كل منهما ثلاثة منتخبات فقط نجد أن منتخبنا نجح
في الفوز بالألقاب الثلاثة التالية له بعدما حقق الفوز علي أفيال كوت
ديفوار خلال الأدوار المختلفة في البطولة ففي عام 1986 فاز الفراعنة علي
الأفيال 2/صفر في الدور الأول والتقي نظيره الكاميروني أيضا في النهائي
ليفوز عليه بركلات الترجيح.. وفي عام 1998 ببوركينا فاسو فاز منتخبنا علي
الأفيال بركلات الترجيح في دور الثمانية ثم فاز باللقب إثر تغلبه علي جنوب
أفريقيا في النهائي.. وفي عام 2006 فاز منتخبنا علي كوت ديفوار في الدور
الأول ثم في المباراة النهائية.
يخوض الفريقان المباراة بمعنويات عالية بعد أن عبر كل منهما إلي
المباراة النهائية بشكل رائع وعلي حساب فريق قوي في مواجهتي الدور قبل
النهائي للبطولة.. ولا يختلف اثنان علي أن المواجهة ستكون في غاية الصعوبة
للفريقين فكل منهما يدرك قوة الآخر جيدا وأصبح كل منهما كتابا مفتوحا
للآخر من خلال أدائه علي مدار مباريات البطولة.
تشهد المباراة صراعا بين اثنين من أفضل المنتخبات في البطولة وعلي
مستوي الساحة الأفريقية ولذلك فإنها تمثل نهائيا مثيرا للبطولة التي اتسمت
بالقوة ووفرة الأهداف.. وما من شك في أن الحسم سيكون من نصيب الفريق
الأكثر تركيزا وهدوءا في المباراة فالتسرع واستعجال الفوز كان سببا رئيسيا
في سقوط المنتخبين الكاميروني والإيفواري أمام منتخبنا الذي قدم في
البطولة الحالية أداء خططيا راقيا تفوق به علي جميع منافسيه.. وإذا نجح
منتخبنا في استكمال مسيرته في نفس البطولة بنفس الطريقة سيكون الفوز من
نصيبه ليدخل الفراعنة التاريخ من أوسع الأبواب.
لكن أحمد حسن الذي كان له بصمته الواضحة في المباراة النهائية
لبطولتي 1998 و2006 لعب دورا كبيرا في فوز الفريق علي كوت ديفوار في الدور
قبل النهائي للبطولةالحالية ويسعي إلي ترك بصمته في المباراة النهائية
اليوم ليقود الفريق للقب.
كما تشهد المباراة مواجهة أخري علي لقب هداف البطولة حيث يعتلي
الكاميروني صامويل إيتو قمة قائمة الهدافين برصيد خمسة أهداف بفارق هدف
واحد فقط أمام كل من حسني عبدربه وعمرو زكي.. وكان حسني عبدربه سجل هدفين
في مباراة الفريقين في الدور الأول للبطولة الحالية بينما سجل الهدفين
الآخرين اللاعب محمد زيدان نجم هجوم هامبورج الألماني وينتظر أن يشارك
اللاعب في مباراة اليوم.
بينما يضاعف من طموحات وتفاؤل منتخبنا حالة التألق التي يعيشها حاليا مهاجمه عمرو زكي والذي سجل هدفين للفريق في مرمي كوت ديفوار.