بالمقاييس الفنية والرقمية تعتبر بطولة كأس الأمم الإفريقية في غانا 2008
أقوي بطولة في التاريخ وتفوقت علي سائر البطولات ال 25 السابقة في نواح
فنية عديدة.. وتشمل نواحي التقييم زيادة عدد الأهداف ليصبح الأكبر في
تاريخ البطولة وزيادة عدد النجوم الذين تألقوا علي مدي البطولة وكذلك تحسن
مستوي العديد من الفرق عن التي كانت عليه في البطولات الماضية وآخرها في
مصر ..2006 ونظرا لزيادة القوة الفنية لبطولة 2008 عن كل البطولات الماضية
يعتبر انجاز مصر بالفوز باللقب هو الأكبر في تاريخ البطولة بين الألقاب
الستة التي يزدان بها دولاب الانجازات المصري.
وسجل منتخب مصر خلال البطولة 15 هدفا وهو أكبر عدد يسجله في بطولة واحدة منذ انطلاق المسابقة.
وقدم منتخب مصر أيضا في البطولة أقوي المباريات في تاريخه وبخاصة لقاء
كوت ديفوار الذي يعتبر أقوي مباراة لعبها منتخب مصر في تاريخه منذ أول
مباراة دولية يلعبها عام .1916
علي مدي 51 عاما هي عمر بطولة كأس الأمم الإفريقية منذ انطلاقها عام
1957 وعلي مدي 26 بطولة حقق منتخب مصر في بطولة 2008 الرقم القياسي
للتهديف لأي فريق يحرز اللقب حيث سجل 15 هدفا منها 8 أهداف في دوري
المجموعة حيث فاز علي الكاميرون 4/2 وعلي السودان 3/صفر وتعادل مع زامبيا
1/1 ثم فاز علي أنجولا 2/1 في دور الثمانية وعلي كوت ديفوار 4/1 في الدور
قبل النهائي ثم علي الكاميرون 1/صفر في النهائي.
وعلي مدي تاريخ البطولة لم يسبق لأي منتخب حصل علي اللقب في 25 دورة
ان سجل 15 هدفا وكان الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها فريق في
النهائيات من قبل لفريق زائير "الكونغو الديمقراطية حاليا" حيث سجل 14
هدفا في بطولة 1974 التي اقيمت في مصر عندما فاز باللقب.
وجاءت بعد هذا الرقم الجزائر التي فازت باللقب عام 90 وسجلت 13 هدفا
ثم مصر التي فازت باللقب عام 2006 وكذلك غانا التي حققت اللقب عام .1965
وسجل أبطال 3 بطولات 11 هدفا وهم: المغرب عام 76 وجنوب أفريقيا عام 96 والكاميرون عام .2000
وجاء منتخب مصر ليسجل أكبر عدد من الأهداف في التاريخ عام 2008 وهو 15 هدفا.
وكان منتخب مصر قد سجل 6 أهداف عندما حصل علي اللقب عام 1957 حيث فاز
علي أثيوبيا 4/صفر والسودان 2/1 ثم سجل 6 أهداف أيضا عام 1959 عندما حقق
اللقب للمرة الثانية.
وسجل منتخب مصر 5 أهداف عندما فاز باللقب عام 86 ثم سجل 10 أهداف
عندما فاز به في بوركينا فاسو 98 قبل ان يسجل أكبر رصيد في بطولة 2006
التي حققها بعد تسجيل 12 هدفا ثم كسر الرقم المصري والأفريقي مؤخرا.
وعلي المستوي الفني تعتبر بطولة 2008 هي أكبر انتصار في تاريخ الكرة المصرية مقارنة بالبطولات الخمس السابقة.
* ففِي بطولتي 1957 و1959 جاء الانجاز علي حساب دولتين فقط هما
السودان وأثيوبيا اللتين شاركتا مع مصر في أول بطولتين والمعروف ان
الدولتين لم تكونا من القوي الكبري في افريقيا في أي مرحلة سوي عندما فازت
السودان باللقب عام .1970
* وجاءت البطولة الثالثة عام 1986 في مصر وفي وجود 8 منتخبات حيث
كانت النهائيات وقتها تضم هذا العدد فقط وجاء الفوز بركلات الترجيح علي
حساب الكاميرون.
* ثم تحقق عام 1998 في بوركينا فاسو في أول بطولة يرتفع فيها عدد المنتخبات الي 16 فريقا لتصبح البطولة الأكبر لأنها كانت خارج مصر.
ولكن غابت عن هذه البطولة نيجيريا التي كانت من القوي الكبري وقتها لايقافها بسبب الانسحاب من بطولة .96
* ثم تحقق اللقب عام 2006 ولكن هنا أيضا كانت بين جماهير مصر التي
لعبت دورا كبيرا في الفوز بجانب ان اللقب تحقق بركلات الترجيح. وفازت مصر
في هذه البطولة في 4 مباريات وتعادلت في مباراتين منهما النهائي.
* وجاءت بطولة غانا 2008 لتصبح الأعظم أولا لأنها ضمت كل القوي
الكبري وتشمل كوت ديفوار التي ظهرت بأفضل مستوي لها في التاريخ وحتي أفضل
من جيل 92 الذي حقق اللقب وثانيا لأن منتخب مصر فاز في 5 مباريات ولم يخسر
أي لقاء وتعادل مرة واحدة فقط أمام زامبيا 1/1 عندما كان قد ضمن التأهل.
أما العنصر الثالث فكان في فوز منتخب مصر باللقب بعد ان سجل في كل
مبارياته بداية من لقاء الكاميرون 4/2 ثم السودان 3/صفر وزامبيا 1/1 ثم
أنجولا 2/1 وكوت ديفوار 4/1 والكاميرون 1/صفر بينما لم يسجل المنتخب في
مباراتين عام 2006 عندما تعادل مع المغرب صفر/صفر ثم مع كوت ديفوار في
النهائي صفر/صفر قبل أن يفوز بركلات الترجيح.
أما رابع العوامل فهو ان فوز مصر جاء بجدارة في كل مبارياته بعد ان
كان الفريق الأفضل في كل مباراة وبخاصة مباراة كوت ديفوار التي اكتسحها
منتخب مصر 4/1 بعد ان قدم أقوي عروضه في التاريخ وكذلك النهائي الذي فازت
به مصر 1/صفر بعد ان كانت الأفضل والأكثر اضاعة للفرص.
وعودة لبطولة 2008 التي تعتبر بكل المقاييس الفنية أفضل بطولة في التاريخ بين 26 نسخة من كأس الأمم حتي الآن.
* علي مستوي التهديف حققت بطولة 2008 أكبر عدد من الأهداف في التاريخ
حيث شهدت 99 هدفا لتضرب الرقم القياسي الذي سجلته بطولة بوركينا فاسو 98
والتي شهدت 93 هدفا وبذلك يزيد معدل التهديف عن 3 أهداف في كل مباراة.
كما ان هذه البطولة شهدت تواجد كل القوي الكبري وعلي رأسها كوت
ديفوار والكاميرون ونيجيريا وغانا وغينيا والمغرب وتونس والسنغال وكذلك
القوي الجديدة القادمة بقوة مثل مالي وأنجولا.
وتكاد تكون هذه البطولة كاملة العدد من الفرق الكبري باستثناء
الجزائر والكونغو الديمقراطية وكليهما يمر بمرحلة تجديد وانعدام وزن الآن.
وشهدت بطولة 2008 أكبر عدد من الاهداف التكتيكية في التاريخ والتي
جاءت بعد جمل متكاملة للفريق سواء بتمريرات أو مجموعة تحركات محفوظة.
ومن بين 99 هدفا في البطولة جاء 11 منها بضربات جزاء و3 من تسديدات
من ضربات حرة بينما جاءت باقي الأهداف أي 85 هدفاً بجمل تكتيكية متكاملة.
كما أعادت كأس الأمم 2008 ظاهرة الأهداف التي جاءت بتسديدات من خارج
المنطقة وشهدت هذه البطولة 15 هدفا من هذه النوعية وأهمها هدف زيدان
الثالث في الكاميرون والذي اختير كأجمل هدف في البطولة وتسديدة عبدالقادر
كيتا الايفواري في مرمي مصر وكذلك تسديدة شوقي بن سعادة التونسي في مرمي
الكاميرون وتسديدة مانوتشو الانجولي في مرمي مصر وهدف سولي مونتاري الغاني
في مرمي غينيا.
إذا كانت بطولة مصر 2006 قد شهدت وجود القوي التقليدية مثل مصر وكوت
ديفوار والكاميرون وتونس بينما اختفت كل القوي الجديدة حيث خرجت أنجولا
وتوجو وليبيا وزيمبابوي التي كانت مرشحة لتحقيق المفاجآت.
أما هذه البطولة فقد شهدت مستوي افضل لكل من الكاميرون وكوت ديفوار
وغانا وتونس من القوي التقليدية بينما ظهرت منتجات أنجولا وغينيا من القوي
الجديدة بشكل افضل.
في بطولة مصر 2006 ظهر بعض النجوم الذين تألقوا وعلي رأسهم محمد
أبوتريكة وأحمد حسن وعصام الحضري ووائل جمعة من مصر وصمويل ايتو من
الكاميرون ويايا توريه ودروجبا من كوت ديفوار وهنري كمارا من السنغال.
أما بطولة 2008 فشهدت عدداً أكبر من النجوم الذين تألقوا وبخاصة من
مصر التي كان فريقها بالكامل من النجوم والدليل اختيار 7 لاعبين من
التشكيل ضمن منتخب افريقيا بين اساسيين واحتياطيين بجانب ظهور عدد كبير من
النجوم مثل دروجبا وعبدالقادر كيتا ويايا توريه وسالمون كالو "كوت ديفوار"
وصمويل ايتو وجيرمي والكسندر سونج "الكاميرون" ومانوتشو وفلافيو وزي
كالاتجا "أنجولا" وأجوجو وسول مونتاري وأوسو "غانا" ودوس سانتوس وبن سعادة
"تونس" وسفيان العلوده "المغرب" وباسكال فيندونو وفوي مانساري "غينيا"
وجون أدبي ميكيل "نيجيريا" وفريدريك كانوتيه "مالي".
أما آخر عناصر التقييم الذي يؤكد قيمة الانجاز فهو الروح القتالية
التي تحلت بها كل الفرق بصفة عامة ومنتخب مصر بصفة خاصة وهو قمة الانجاز
أن نري في بعض المشاهد في مباراة كوت ديفوار أن اثنين أو ثلاثة من لاعبي
مصر ينقضون بشكل مثير علي لاعب ايفواري واحد وهو شكل غير مسبوق للياقة
وتحدي لاعبي مصر