جمهور كرة القدم في مصر كان ولازل وسيظل هو الوقود والمحرك الأول و"الوحيد" لتلك الرياضة الشعبية الأولى وهو مصدر سعادة و فاتح بيوت ومصدر رزق كل من يعمل تحت رحمة تلك اللعبة وبالتالي اصبح هذا الجمهور هو اللقمة السائغة التي يتلاعب الجميع من أجل اللحاق "بفتفوتة" منها بغض النظر عن الطريقة والوسيلة !
مباراة الأهلي والزمالك الأخيرة والتي انتهت بفوز الأهلي بهدف لأبو تريكة "الفنان" بالتخصص في مرمى عبد المنصف "الغلبان" أظهرت مشكلة نعاني منها بشكل كبير دون البحث عن حلا لها او حتى توقع لعواقبها لذا فكان من الضروري أن نبدأ في النظر اليها بشكل ايجابي وفعال
مشكلة التعامل مع جمهور كرة القدم في مصر
هل حقا جمهور عنصري كما وصف خالد الغندور جمهور الأهلي بعد مشكلة شيكابلا ؟
أم انه جمهور طيب وغلبان يستطيع أن يحركه أفراد لا يتخطى عددهم أصابع الأيدي الواحدة ؟
جمهور غالب يستطيع أن يؤثر أم مغلوب على أمره فقط يتأثر ؟
جمهور جاني يهاجم ويكسر أم مجني عليـه مستسلم ومستأنس ؟
الجمهور واللاعيبين
شيكابلا بعدما رفع حذائه في وجه الألاف من جماهير الأهلي بعد مباراة الأهلي والزمالك الأخيرة خرج خالد الغندور في برنامجه على قناة دريم يتهم جمهور الأهلي انهم كانوا البادئيين بالسباب .. وتلك هي الحقيقة .. ولكن لماذا لم يبحث ايضا عن الأسباب التي أدت الى ان تقوم جماهير الأهلي بتوجيه السباب لشيكابلا دون غيره من لاعبي الزمالك او حتى الزمالك نفسه ككل ووصل الأمر ان يتهم خالد الغندور جماهير الأهلي بالعنصرية وكانوا يسبون اللاعب من أجل لونه وبشرته السوداء وكأن الجمهور مثلا أبيضاني وشعره أصفر ومن كندا !
وتناسى خالد الغندور أنه يتعامل مع جمهور كرة متعصب "مش مستحمل" في برنامج رياضي وليس يتعامل مع جمهور هيفاء وهبى "مستني لقطة" في برنامج الوادي
شيكابلا في العام الماضي كان قاب قوسين او أدنى من التعاقد مع الأهلي وبالفعل هناك صور تدل على انه كان في مكتب عدلي القيعي الذي خرج علينا بتصريحات بقرب انتقال اللاعب للأهلي وبالفعل قامت مجلة الأهلي التي يرأس تحريرها ابراهيم المنيسي بأن اللاعب انتقل بشكل نهائي للقلعة الحمراء وخرجت الأشاعات والأقاويل التي مصدرها بالتأكيد فم اللاعب بانه أهلاوي ابن اهلاوي ومامته اهلاويه وعمه وجدوا كانوا أصحاب محمود الخطيب في المدرسة وغيره بالرغم من انه زمالكاوي 100% وفجأة وجدت جماهير الأهلي شيكابلا بقميص نادي الزمالك وهو يقول رجعت لبيتي وتصريحات تخرج من فم اداري وفني للزمالك وكسبنا المعركة !
نفس الشئ يحدث مع اينو بشكل مختلف اداراة الزمالك بقيادة ممدوح عباس تخسر أينو ويتعاقد مع الأهلي لم يقبل الزمالك وادارته أن يفوز الأهلي باللاعب الذي اشتراه بشكل رسمي ونظيف فتشن حرب أعلامية ونفسية على اللاعب يكون بطلها جمهور الزمالك الذي يسب اللاعب في كل مكان ويصفوه بالخائن نتيجة هذا الضغط الأعلامي الكبير !
ويأتي شيكابلا اللاعب الذي من المفترض ان يكون مثل وقدوة وضريبة الشهرة تحتم عليه أن يتحمل ونجده يرفع حذائه في وجه الألاف من جمهور الأهلي ويكون عقابه من اداراة الزمالك خصم 25 الف جنيه "على الورق فقط طبعا" وعقابه من اتحاد الكرة مازال محل بحث رغم وضوح المخالفة والتجاوز و في نفس الوقت سهولة العقاب أيضا مجرد " سحب الجزمة والتحفظ عليها " !
فأتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر والذي خفف عقوبة عمرو الذكي من مبارتين وخمسة الاف جنيه الى مباراة وعشرة الاف جنيه بدلا من تغليظها حتى يلحق بمباراة الأهلي بعدما سب الحكم على مرء أعين الملايين أمام شاشات التلفزيون من السهل أن يعطي عقوبة أخف على شيكابلا الذي رفع حذائه أمم أعين ألاف وليس ملايين بعد أن يتعرض تلك الأتحاد من ضغوطات من نفس رئيس النادي ممدوح عباس الذي يتعامل كمشجع درجة ثالثة وليس كأداري محترف ولا يعرف الفرق بين كرسي في المدرجات وكرسي هو رأس منظومة كروية كبيرة مثله مثل يحيي الكومي رئيس نادي الأسماعيلي الذي زاد من اشتعال فتيل نار بين جمهور الأهلي والأسماعيلي بمشكلة اللاعب حسني عبد ربه بدل من ان يطفئه كرجل اداري مسئول !
الجمهور و الأعلام
أحمد شوبير هو الأعلامي الرياضي الأول في مصر بلا منازل حقيقة لا تقبل جدال هجمته ومازالت تهاجمه جماهير الزماللك في المدرجات وصل الأمر الى حد تهديده ولكن .. جمهور الزمالك يكره برنامج أحمد شوبير ويكرهونه شخصيا وعلى العكس جمهور الأهلي يكره برنامج خالد الغندور ويكرهونه شخصيا
أحمد شوبير كان كابتن النادي الأهلي وكان من اخلص العناصر في الفريق وأكثرهم انتماءا له من الأخر كان "متعصب أهلي" ومازال !
خالد الغندور كان كابتن الزمالك وكان من أخلص العناصر في الفريق وأكثرهم انتماء له من الأخر كان "متعصب زمالك" ومازال !
وبالتالي فمهما حاول الأثنين او غيرهما من متعصبي أنديتهم السابقة الذين يعملون في الحقل الأعلامي ان يرتدوا لباس الحيادية في برامجهم سوف يهزمهم تعصبهم في كثير من المواقف غصب عن ارادتهم لا محال ولباس أنديتهم سيظل هو البارز والموجود على أعين الجماهير مهما حاولوا وأجتهدوا بشرف !
لذا فالحل الوحيد هو اللجوء الى اعلام محايد بالفعل بوجوه جديدة مجتهدة غير معروف انتمائتها ولا يشترط بالتأكيد ان يكونوا نجوم بل فقط اعلاميين لا يعرف أحد هوايتهم وانتمائتهم وخير مثال مدحت شلبي في برنامجه ستاد مصر و صبري السمالوطي في صورايخ رياضية اعتقد هؤلاء لايتعرضوا لمثل الهجوم الذي يتعرض له شوبير او الغندور فقط لأنهم لا يعرف لهم هوية .. على الأقل من عدد كبير من الجماهير
ولابد على هؤلاء النجوم مهما وجدوا في أنفسهم انهم قادريين وبنجاح على الأستمرار في العمل الأعلامي ان يبتعدوا عنه لأنه من الواضح ان القنوات والفضائيات التي تغريهم بالأموال الطائلة فقط تتلاعب بهم وبنجوميتهم الكبيرة وخير دليل ما فعله المسئوليين عن قناة دريم حين قاموا بأنتداب مصطفى عبده للعمل في القناة مع خالد الغندور حتى يحدث التوازن الجماهيري المطلوب !
اللعبة واضحة هي الأتجار بمشاعر الجماهير من جميع الأطراف وكل ما يصاب الجمهور بغضب فهذه دلالة على نجاح القناة وبرامجها والخاسر في النهاية هؤلاء النجوم وبالتأكيد جماهير الكرة
الجمهور والحكام !
الحكام هم أكثر من في المنظومة تعرض للسب والشتيمة من كل الجماهير بمختلف الأنتماءات وبالرغم من انه سلوك مرفوض مبدئيا خاصة وان الحكام هم العنصر الوحيد في تلك المنظومة الذين لايملكون أي جماهير بالتأكيد
ولكن لو نظرنا على اداراة التحكيم في مصر وهل يطبق بها نظرية الثواب والعقاب ام لا سنجد الأتي :
اتحاد الكرة أبقى على جمال الغندور لموسم أخر بالرغم من فضائحه العلانية في الموسم الماضي سواء بشكل مباشر او غير مباشر وبأعترفات بعض من أعضاء مجلس اداراة الكرة الكبار ان بقاء الغندور على رأس لجنة الحكام هو فقط لعدم وجود أشخاص أفضل منه لتولي المسئولية وليس لكفاءته المفرطة والنتائج :
1- حكام بلا أي كفاءة تحكيمية وبدنية
2- حكام يتم تعينهم بالمجاملات حسب الرغبات
3- حكام أجانب يتم تعينهم في المباريات الكبرى دون المستوى
4- حكام بلا شخصية يخطئون ولا يحاسبون
الخلاصة :
مهم جدا تعرفوا اني بتلك الكلمات السابقة لا ادافع عن سلوك جماهيري سئ وعدواني وسأظل أرفضه على الدوام ولكن ولأن لكل فعل رد فعل ولأني مقتنع بان سلوك هذه الجماهير هو رد للفعل وليس فعل أبحثوا عن الأسباب التي تؤدي بتلك الجماهير التي جعلتم بأنفسكم ذهابهم الى الأستاد هو تنفيس عن الذات بالغضب والشتيمة والسباب وليس الفرح والسعادة
من السهل ان تحاسب فرد او عدة أفراد وتعيد تقويمهم من ان تحاسب ملايين مختلفون في الطباع والسلوكيات
انا قصدت أن أكتب بعض الأسماء المعنية وتنحيت عن جملتنا المشهورة " بدون ذكر أسماء " وظللتهم باللون مختلف حتى يسهل عليك عزيزي القارئ أحصاءهم وأضافة 10 أضعافهم من اللذين يحتاجون الفصل من الوسط الرياضي او على الأقل تقويمهم بالكتير حيكونوا 100 او حتى 1000 اعتقد حيكون التعامل معاهم أسهل كتير من التعامل مع ملايييييين !
وزي ما خالد الغندور أعطى المبرر لشيكابلا انه يرفع الحذاء بعدما تعرض لكم كبير من السباب وهو في سن صغير لم يتعدى 21 سنة حاولوا تشوفوا جماهير الكرة اللي عددها بملايين لا تحصى فيهم كام واحد في السن ده وكما تعطوا المبرر لواحد يبقى من الأحرى بكم انكم تعطوا المبرر لكل هؤلاء
الغريب ان لم يتحدث أحد عن المشهد العالمي "المبهر" في استاد القاهرة يوم مباراة الأهلي والزمالك بين جماهير الناديين الكبار فلأول مرة نشاهد الجماهير تتنافس بشكل جديد غير التنافس التقليدي بالشتائم والسباب
تنافس عالمي في داخلات المباراة بين الجمهورين والأجمل ان الجمهورين بعد المباراة لم يتحدثوا عن الشتائم او الأغاني بل تحدثوا عن أي داخلة كانت أقوى وأجمل وأجدد وأكثر تأثيرا كلا أعطى مبرره على قوة الداخلة التي قام بها .. منافسة شريفة وجميلة جعلت من منظر استاد القاهرة في النهاية عالمي بكل المقاييس
وبدل من ان يتحدث الاعلاميين والصحفيين والمحللين على تلك الداخلات التي ارهقت من قاموا بها بدنيا وماديا بمجهودات ذاتيه تحدثوا عن شيكابلا وأينوا وليه الجماهير بتشتمهم !!
وده لسبب وحيد هو خاتمة كلامي :
من مصلحة كل من يتربح بالعمل في الحقل الرياضي المصري وبالتحديد بلعبة كرة القدم ان يحافظ على التعصب الرهيب بين الجماهير بل والعمل على تنميته وأعلاءه لأقصى ما يكون حتى يحافظ على "أكل عيشه" !