بداية نتفق جميعا علي خطأ الطريقة التي
سلكها الحضري للاحتراف, ونؤكد انه اخطأ في حق نفسه أولا وجماهيره عندما
سافر بدون إذن من ناديه الاهلي, مما وضعه في مأزق بعد انتهاء فترة القيد
الشتوية وإغلاق القائمة الافريقية, وهذا رأيي حتي لايزايد علينا أحد
وعلي الحضري ان يتحمل تبعات قراره غير المدروس سواء تم ايقافه من الفيفا
او الايقاف من قبل الاهلي في حالة عودته وفشل احترافه!
لقد كشفت
هذه الازمة اننا بعيدون تماما كل البعد عما يسمي بالاحتراف ومازلنا حتي
الأن لانعرف ماهو الاحتراف أو فكر احترافي سواء في المسئولين باتحاد الكرة
أو الاندية أو حتي اللاعبين, لان ابسط قواعد الاحتراف ان يلتزم الكل
بتعاقداته سواء لاعبا او النادي. ولكن اثبتت الايام اننا ننتهج أسلوب
الفهلوة والضحك علي الذقون ومحدش فاهم حاجة في اي حاجة بدليل انه حتي الآن
اتحدي احدا سواء من المسئولين باتحاد الكرة او حتي الاهلي او من يطلقون
علي انفسهم وكلاء اللاعبين السماسرة ان يقول لنا ماهو مصير الحضري مع سيون
ام الأهلي؟ حتي ان الحضري نفسه ومن خلال تصريحاته بالصورة والصوت من
سويسرا اكتشفت انه مش فاهم حاجة وبرغم تصريحاته بأن الاهلي تلقي عرضا
بمليون و200 الف يورو ونشر ذلك في كل الصحف يوم سفره, لم يؤكد او ينفي
هذا المبلغ, وتوقف عند400 ألف يورو والـ50 بالمائة من انتقاله ليؤكد
صدق اعلان الاهلي عن الصفقة! لابد ان هناك حلقة مفقودة في الوسط لماذا
سافر ومتي سيعود هذا ما سوف تكشفه لنا الايام!
ولكن ما اود
التوقف عنده هو التحول الخطير في موقف الآلة الاعلامية بخاصة الفضائيات
المصرية التي كشفت عن تحيزها الصارخ لموقف الاهلي وفتحت النار أو لنقل ذبح
الحضري, وهو ما احدث انقلابا سريعا مع موقف الجماهير التي علقت لافتات
اذهب إلي الجحيم ياحضري! وسبحان مغير الاحوال هي نفسها الجماهير التي
كانت قبل24 ساعة تهتف أرقص ياحضري بعد ان كان ملء السمع والبصر وأحد
النجوم المحمولين علي الاعناق من كل جماهير مصر والاهلي خاصة.. وكيف
يتحول كل هذا الحب بين ليلة وضحاها إلي النقيض, ويتعرض اللاعب للسباب
والشتم بأمه وأبيه فكل انسان معرض للخطأ والحضري بشر قبل ان يكون لاعبا
لكرة القدم!
لقد احزنني معالجة بعض الفضائيات التي يفترض فيها
أنها محايدة ومن زملاء اعلاميين كبار شاركوا في ذبح الحضري وتشويه صورته
حتي قبل ان يسمعوا وجهة نظره ولماذا لم يذكروا لنا كل ملفه الاسود إلا
اليوم؟ وماذا سيقولون لو عاد غدا ولعب للأهلي من جديد؟!
أما
النعت بتهمة الخيانة والهروب وناكر الجميل وتناسي فضل الاهلي عليه اتساءل
لماذا لم يقولوا ذلك عند انتقال اي لاعب إلي الاهلي؟ وكل يوم نقرأ العديد
والعديد من المفاوضات والاغراءات لكل اللاعبين المميزين في الاندية الاخري
حتي ان البعض اختزل معني الاحتراف في الانتقال للاهلي!
انني
استغرب من مواقف الالة الاعلامية التي اتخذت هذا الموقف المتشدد مع الحضري
لمجرد فكرة رحيله عن الاهلي ولماذا لم يظهروا هذا الموقف مع الذين تهربوا
من الانضمام للمنتخب الوطني وهو يشارك في بطولة الأمم الافريقية؟! بل
علي النقيض كانت قنواتهم منبرا للدفاع عن هؤلاء اللاعبين وتبرير
موقفهم!.. حتي أن أحد المحامين المتعصبين طالب باسقاط الجنسية عن الحضري
بينما لم نسمع صوته مع المتهربين للمنتخب؟!
* ومن أزمة الحضري
إلي تخبط ادارة الزمالك ياقلبي لاتحزن وهما أكبر ناديين في الشرق الاوسط
وبمثابة القدوة لكل الاندية والتي أثبتت الايام فشلها الذريع وانعدام
الرؤية والتأكيد ان مقاليد الامور بيد شخص ممدوح عباس! فإذا كانت ادارة
الزمالك عازمة علي إحداث تغيير في الجهاز الفني كما قيل وتردد فلماذا
انتظرت حتي بداية الدور الثاني ولم تستغل فترة توقف الدوري اثناء مشاركة
المنتخب في كأس الامم لتكون بمثابة فترة اعداد جديدة للفريق مع أي
جهاز؟! ثم ماذا تتوقع من المدرب( كرول) وكل يوم يتم الحديث عن رحيله
وربما اتخذوا قرارا بذلك ولكن الشرط الجزائي هو من ابقاه في منصبه حتي
الآن.. وكيف سيتعامل معه اللاعبون وإلي متي يصبح ايمن منصور الضحية عند
كل أزمة كبش فداء مع كل تغيير وهل يسأل منصور بمفرده عن النتائج ام هي
مسئولية الجهاز كله وعلي رأسه كرول؟! البعض يتحدث عن ضرورة الاستقرار
واتساءل اين هو الاستقرار والكل يشعر بان اياما معدودة, وسيتم الاطاحة
به عقب كل مباراة وكيف يقبل الجهاز بالعمل في هذا الجو؟! وهل تم اخذ رأي
كرول في العمل مع محمد حلمي بديل منصور ام تم فرضه من قبل المجلس؟!
مايحدث في الزمالك والاسماعيلي والاتحاد
وغالبية الاندية يؤكد حاجة
واحدة فقط أننا مازلنا هواه فلا داع للحديث وتصديعنا بكلمات الاحتراف!
كما يردد البعض مقولة ان قوة الدوري المصري هي سبب فوزنا لكأس الامم
الافريقية بغانا.. والواجب علينا ان ان نشكر حسن شحاتة وجهازه وكتيبة
اللاعبين علي ماحققوه في ظل هذا المناخ السيئ