الليلة.. وبالتحديد في الثامنة مساء وعلي ملعب استاد القاهرة الدولي جماهير مصر والعالم علي موعد مع السعادة والمتعة الكروية عندما يواجه منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم الشهير ب "الفراعنة" ومنتخب الأرجنتين الشهير ب "راقصي التانجو".. تري لمن ستكون الغلبة لفرقة مصر الكروية الشعبية.. أما لراقصي التانجو؟!.
وربما لا يعلم إلا القليل أن هذه المواجهة هي الثانية في تاريخ لقاءات البلدين.. ويفصل بينهما 80 عاما بالتمام والكمال.
فالمواجهة الأولي كانت في الدور قبل النهائي لبطولة كرة القدم في دورة أمستردام الأوليمبية عام 1928 واكتسح راقصو التانجو منتخبنا وقتها بقيادة حسين حجازي بنصف دستة أهداف.. وهو رقم يصعب تكراره في لقاء الليلة لأن الظروف غير الظروف.. قد يفوز منتخب الأرجنتين ولكنه لن يفوز بنصف دستة حتي لو عاد أسطورة الكرة الأرجنتينية العالمية دييجو مارادونا.
مباراة الليلة احتفالية كروية بأبطال أفريقيا وتكريم من فريق عالمي هو منتخب الأرجنتين الذي يعتبر أول فريق عالمي يستعرض أمام جماهير الكرة المصرية منذ آخر زيارة لمنتخب البرازيل أوائل الستينيات.
وبرغم ذلك فإنها سوف تصطبغ بالصبغة الرسمية نظرا لأن الفريقين يستعدان لمواجهات رسمية حاسمة في تصفيات كأس العالم.. منتخبنا يستعد للدور الأول في التصفيات الأفريقية والذي ينطلق يوم 30 مايو القادم بلقاء الكونغو الديمقراطية "زائير سابقا".. بينما يستعد منتخب الأرجنتين لمباراتيه الحاسمتين مع الإكوادور والبرازيل يومي 14 و17 يونيو القادمين.
وبالطبع كل منهما له أحلامه المختلفة عن الآخر.. منتخبنا يريد مجرد العودة لنهائيات كأس العالم التي غاب عنها منذ مونديال إيطاليا ..1990 بينما منتخب الأرجنتين يطمع في استعادة مجده المفقود منذ مونديال الأرجنتين 1986 والذي كان آخر موعد له مع الفوز بالكأس الذهبية العالمية.
أول ظهور بعد غانا
يدخل منتخبنا لقاء الليلة في أول ظهور كروي بعد الإنجاز الأفريقي التاريخي وبعد حفلات التكريم المحلية والعربية وبالطبع فإن المباراة تمثل تحديا جديدا لأبطال أفريقيا الذين سيبذلون قصاري جهدهم لتأكيد جدارتهم لأنهم لا يدافعون فقط عن سمعة الكرة المصرية ولكن عن سمعة الكرة العربية والأفريقية.
وبرغم قصر فترة الإعداد لهذه المباراة وبرغم أن الفريق لم يكتمل إلا في المران الأخير أمس إلا أن الجهاز الفني استطاع أن يجمع شمل الفريق في أسرع وقت.. وأقام المدير الفني حفل عشاء تكريما للاعبين علي شرف جمال مبارك أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني والمهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة وبحضور سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة وأعضاء مجلس الإدارة.
كما اجتمع المدير الفني باللاعبين صباح أمس وطالبهم بالدفاع عن ألوان العلم المصري والكرة الأفريقية وهم بالطبع يدركون صعوبة وخطورة المهمة أمام واحد من أقوي وأخطر الفرق في العالم.. وشاهد اللاعبون شريط مباراة كولومبيا والأرجنتين في تصفيات كأس العالم والتي انهزم فيها نجوم التانجو خارج أرضهم 1/2 وهي نتيجة نتمني أن نفوز بها.. وحتي لو خسرنا بها لن نحزن!!.
مباراة الليلة أيضا فرصة أمام نجوم منتخبنا الوطني أن يقدموا أفضل ما لديهم أمام نجوم عالميين يحفظون أسماءهم عن ظهر قلب.. والآن جاءت الفرصة ليلعبوا أمامهم في ملعب واحد وعيون العالم كله ستتابعهم بل وعيون الخبراء والسماسرة ستتركز عليهم لعل وعسي تأتي فرصة احتراف جديدة لمتعب وعمرو زكي وأبوتريكة وغيرهم من الذين يحلمون بفرصة احتراف حقيقية وكبيرة.
نجوم الإنجاز
وحسنا فعل المدير الفني بالتركيز علي اللاعبين الذين صنعوا الإنجاز الأفريقي الكبير لتكريمهم أمام هذا الفريق العالمي الكبير ولكن المشكلة التي سببت صداعا مزمنا للجهاز الفني هي أزمة الحضري وبالطبع كان التصرف الأحمق للحضري بهروبه لسويسرا وتسببه في أزمة شديدة مع الأهلي وجماهيره ضربة قاتلة للمباراة.. ولا شك أن أي قرار بمشاركته أو عدم مشاركته ستكون له آثار سلبية علي المباراة فمشاركته بلا شك ستكون سببا في أزمة داخل الملعب ومن جماهير الأهلي المتحفزة للحضري.. وعدم مشاركته سيضع عبئا ثقيلا علي محمد عبدالمنصف برغم تألقه في الفترة الأخيرة وبخلاف هذه المشكلة فلا خلاف علي هاني سعيد في الليبرو ووائل جمعة وشادي محمد في المساكين وأحمد فتحي في الجبهة اليمني وسيد معوض في الجبهة اليسري ومحمد شوقي وحسني عبدربه في الارتكاز وعماد متعب وعمرو زكي في الهجوم ومن تحتهما محمد زيدان المرشح من البداية علي أن يجلس أبوتريكة علي دكة الاحتياط لابتعاده عن الملاعب منذ فترة بسبب الإصابة.. كما يجلس أحمد حسن كورقة رابحة للدفع به في أي وقت.
التانجو يرقص
أما منتخب الأرجنتين بقيادة مديره الفني ألفيو باسيلي فيسعي إلي تقديم عرض يليق به كمتصدر للتصنيف العالمي للفيفا عن جدارة برغم غياب ثلاثة من أفضل نجومه وهم ميسي "خليفة مارادونا" وريكيلمي وتيفيز.
إلا أن هذا الفريق حافل بالنجوم فأرض الأرجنتين لا تنضب من المواهب.. ويعتمد باسيلي حاليا علي 70% من النجوم المحترفين في أوروبا و30% من نجوم الدوري المحلي الأرجنتيني.
وقال باسيلي إنه يعرف كل صغيرة وكبيرة عن المنتخب المصري وشاهد له أكثر من مباراة وآخرها وأهمها مباراة نهائي كأس الأمم بغانا والتي فاز فيها منتخبنا علي أسود الكاميرون 1/صفر.
أشار باسيلي إلي أنه جاء ليخوض تجربة احتكاك جادة مع بطل أفريقيا والذي يتميز بالأداء الجماعي وعدم الاعتماد علي النجم الأوحد.
يدير المباراة طاقم حكام جزائري بقيادة جمال حيمودي.