متعة الكرة المصرية كانت وستظل دوما في قوة المنافسة بين القطبين الكبيرين الأهلي والزمالك, وكلما اشتدت هذه المنافسة ازدادت الكرة المصرية حلاوة وإثارة, وعندما تختفي هذه المنافسة, تتراجع الكرة المصرية حتي لو ظهرت فرق أخري بمستوي طيب مثل بتروجيت أو طلائع الجيش أو إنبي أو حتي حرس الحدود, فكلها ـ مع كامل الاحترام والتقدير لها ـ أندية بلا جماهير حقيقية.
إذن الإثارة والمتعة تكمن في قوة الأهلي والزمالك معا, وليس أحدهما دون الآخر, والتاريخ خير شاهد علي ذلك! فها هو الأهلي يمتطي جواد الدوري ويغرد بمفرده علي امتداد أربعة مواسم, فهل هذه هي المتعة التي نريدها ويبحث عنها كل عشاق كرة القدم الحقيقية؟ أو حتي جمهور الأهلي الواعي الفاهم؟.. أعتقد الإجابة ستكون بالنفي..
وعليه, فإن صحوة فريق الزمالك ضرورية لصالح الكرة المصرية ولعودة المتعة الكاملة إليها, والمطلوب أن يبذل لاعبو الزمالك وجهازه الفني جهدا أكبر للعودة إلي الصورة مرة أخري, ولعل وصول الفريق إلي المباراة النهائية في كأس مصر وأيضا تجاوزه لمباراة الذهاب في دوري الأبطال الافريقي أمام فريق أفريكا سبورت, يكون البداية نحو انطلاقة كبري للمنافسة مع النادي الأهلي علي نيل شرف الفوز بهذه البطولة الافريقية, ولكن علي إدارة الزمالك ألا تتراجع عن سياسة الضرب بيد من حديد علي أي خروج عن النظام والانصباط داخل الفريق مهما كانت نجومية من يرتكب الخطأ أو موهبته أو شعبيته!
وفريق الزمالك في حاجة أيضا إلي عملية فلترة و غربلة للإطاحة بما لا يقل عن خمسة أو ستة لاعبين تحولوا خلال السنوات الأخيرة الي موظفين يتصفون بالبلادة وانعدام النخوة والحماس ويفتقدون الروح القتالية العالية, فكانت النتيجة الطبيعية هي التدهور الشديد الذي شاهده الفريق خلال السنوات الأخيرة..
وإذا كانت جماهير الزمالك قد بدأت العودة إلي تشجيع فريقها من جديد, فإنها مازالت في حاجة ملحة إلي تذوق طعم بطولة تلهب حماسها وتعيد اليها الثقة في فريقها, لنشاهد من جديد تلك المنافسة المثيرة بين الأهلي والزمالك ملح وفلفل الكرة المصرية.. ومرة أخري أكرر جملة سبق أن قلتها مرارا خلال السنوات الأخيرة التي تراجع فيها فريق الزمالك فنيا ونفسيا وبدنيا وذهنيا, إن استرداد هذا الفريق العريق عافيته الكروية يصب في مصلحة الكرة المصرية لو علم المتعصبون والمرضي النفسيون ومدعو الحياد والموضوعية