نتيجة واقعية.. للتجربة الأرجنتينية

الخسارة بهدفين من منتخب الأرجنتين المصنف الأول عالميا ليست نتيجة سيئة. اخسارة من فريق هو الأكبر والأعلي والاعظم بشهادة الاتحاد الدولي لا يمكن أن نعتبرها وصمة عار في جبين بطل افريقيا الذي صال وجال في غانا واثبت انه الفريق الذي لا يقهر فالنتيجة بيعية وواقعية طبقا لمستوي الفريقين وتصنيفهما.
ولكن المشكلة التي يواجهها شحاتة الآن هي نتيجة المقارنة بين منتخبنا الذي لم يخسر في كأس الأمم وهو البطولة الرسمية التي تضم عشرات النجوم الكبار في أوروبا وبين منتخبنا الذي لعب علي أرضه ووسط جماهيره أمام الأرجنتين وخسر بسهولة ملفتة للنظر؟!
والمقارنة قد تكون ظالمة.. لكنها تفتح أبواب النقاش حول منتخبنا.. لماذا يفوز في المواقف الصعبة خارج أرضه ثم يخسر علي أرضه في اللقاءات الودية؟!
هل السبب ان لاعبينا لا يأخذون التجارب مأخذ الجد؟! هل يميلون للاستعراض أمام الفرق الكبيرة من باب تقديم انفسهم في اللقاءات العالمية؟!!
عموما هي بشرة خير فإذا كان منتخبنا يأخذ اللقاءات الرسمية مأخذ الجد.. فهذا يبشرنا بأن المنتخب سيصول ويجول في تصفيات كأس العالم التي هي أّم شيء بالنسبة لنا الآن!!
فنحن نعتبر التجارب.. مجرد محاولات لإصلاح حال الفريق وتجربة عناصر جديدة مجرد احتكاك مع فرق قوية تزيل الرهبة من نفوس اللاعبين وتضعهم علي المحك الدولي مع المصنفين الأوائل عالميا ولكن لماذا لا نفوز؟! ولماذا لا نلعب بنفس الروح والعطاء والاخلاص الذي نراه في انفعالات رسمية؟!
فوائد كثيرة
* لابد ان نعترف بقوة المنافس شكلا وفعلا ففي الشكل هو المصنف الأول عالميا أي أنه علي رأس القائمة الدولية ويضم مجموعة منتقاة من النجوم أصحاب المهارات العالمية فاللاعب يسجل من نصف فرصة بينما اللاعب المصري أو الافريقي يسجل هدفا من ثلاث فرص!! واللاعب المصري يلعب أمام الفرق الافريقية وهو يحفظها عن ظهر قلب بينما مع منتخب مثل الأرجنتين فهو يلاقي المجهول القوي فيعمل ألف حساب للدفاع قبل أن يفكر في الهجوم وربما تكون الفائدة الأكبر لمنتخبنا من هذا اللقاء ان مصر فقط هي التي حظيت بشرف لقاء الزعيم العالمي تانجو الأرجنتين من بين سائر دول العالم أثناء الأجندة الدولية فتونس لعبت مع كوت ديفوار وانجلترا مع فرنسا والمانيا مع سويسرا وجنوب افريقيا مع باراجواي والسويد خسرت من البرازيل واسكتلندا مع كرواتيا والمغرب كسبت بلجيكا وغانا خسرت من المكسيك.
فمن بين كل تلك المنتخبات حظي بشرف اللعب مع المصنف الأول عالميا سوي بطل افريقيا؟! كل منتخبات العالم تسعي لملاقاة المصنف الأول صاحب الصيت العالمي كرويا لكن مصر هي التي فازت باللقب مع الأرجنتين ولولا اننا أبطال افريقيا بجدارة ووافق المنتخب الارجنتيني علي اللعب معنا وهذا مكسب كبير لنا رغم الخسارة في النتيجة.
* منتخبنا لم يقدم العرض المطلوب.. لأن الفريق يلعب لأول مرة بعد كأس الأمم وبعد الانتصارات والأفراح والليالي الملاح المليئة بالذهب والفضة والياقوت والدولارات والريالات ومن الطبيعي ان تحدث حالة عدم اتزان واهتزاز نفسي للاعبين وحتي للجهاز الفني ايضا فالفرحة الكبيرة مثل الحزن الشديد.. كلاهما يطير العقل وقد طار بالفعل التركيز وجاء المعسكر لعدة أيام قبل هذا اللقاء العام علي أمل أن يدخل اللاعبين في فورمة امباريات الرسمية القوية.. لكنه لم يتمكن وهو معذور في ذلك!!
* قضية الحضري أثرت بشكل كبير علي الفريق كمجموعة لأنها مثل الحجز الذي تقذفه في الماء ورغم صغر حجمه لكنه يصنع عشرات الدوامات ويحرك الماء وكأن هناك اكثر من غريق تحت الماء وبالفعل غرق الحضري في دوامة المشاكل.
وقلت من البداية أري ان عدم اشراكه أفضل ولعب حسب طلب شحاتج لكن هل كان هو نفسه الحضري الذي نعرفه؟! مستحيل!! وهو معذور في ذلك لأن الضغوط النفسية عليه تقتل فيلا وليس طموح أو معنويات إنسان!! وليت مشكلة الحضري تنتهي وبأي نتيجة لأن مشكلته تحولت إلي قضية قومية كروية!!
* لو تتذكر التاريخ منذ عامين بعد أن فاز المنتخب ببطولة كأس الأمم السابقة في القاهرة.. لعب الفريق وديا مع اسبانيا والبرتغال وغيرها وخسرنا وقال الجميع ان المنتخب انهار وسط ولن يحافظ علي للقب لكن تبين ان كل هذه التجارب مع الفرق العالمية والأوروبية صنعت خبرة عالمية للاعبينا وخلقت فريقا متجانسا متفاهما حافظ علي لقبه والآن تتكرر الصورة من جديد.. لعبنا مع الأرجنتين وخسرنا بهدفين قبل تصفيات كأس العالم والمثل يقول.. اللعب مع الكبار يجعلك كبيرا.. أما اللعب مع الصغار فيضعك في نفس التصنيف الصغير!!
* أجمل مافي اللقاء ان جماهيرنا المصرية مثقفة واعية.. كان الجميع يتوقع أن تهتف ضد الحضري من البداية أو تلعنة كما كان الاعلام يتوقع.. صحيح كان هناك من يرقض في المدرجات ولكن وسيلة التعبير كانت مقبولة بدون خروج أوتطاول واستمر التناقض حول الحضري مستمرا ما بين الرفض أو الدعم لكنه تحول لحالة من الشخط علي الحضري بعد الهدف الثاني وللحق فأي لاعب في مركز الحضري وأمام الضغوط المستمرة عليه لابد أن يهتيز ومن هنا كان البعض يفضل ألا يبدأ الحضري المباراة لتحاشي كل هذه المتناقضات.
* العيب في هذا اللقاء ان معظم اللاعبين مالوا للآداء الفردي والاستعراضي وكأنهم اعتبروا تلك المباراة استعراضية أو احتفالية للفوز بكأس افريقيا لذلك اهتز الدفاع وتاه الوسط وغاب عمروزكي ونام الهجوم في احضان دفاع التانجو وخسرنا لكنها الخسارة المفيدة الجميلة أمام بطل يتصدر قائمة التصنيف الدولي!!