اختلف مستوي الاداء في الدور الثاني للدوري.. عنه في الدور الأول. واختلفت
رغبة الاجهزة الفنية واصرار اللاعبين في المباريات الحالية والقادمة عنها
في السابق.. لأن النقطة المفقودة الآن.. لا يمكن تعويضها بعد ان اصبحت نصف
فرق جدول المسابقة مهددة بالهبوط.. ويقف لها الشبح مرتديا ثوبا حالك
السواد.. وشتان الفارق بين فريق يلعب باعصاب هادئة من منطلق وجوده في
الامان.. ورغم ذلك يحضر المباريات ويهدر النقاط.. وبين فريق مهدد يلعب
بروح واصرار وعزيمة من أجل نقطة قد تنجيه من هبوط اليم.
السؤال الذي يطرح نفسه.. أين ثقافة البطولة ولماذا يفتقد اللاعب
المصري لثقافة الهجوم وروح الأصرار.. وأبجديات التحدي التي لا تظهر إلا في
آخر لحظة .. ومع آخر نفس؟!
من المؤكد أن المسئولية كبيرة علي عاتق الأندية واتحاد الكرة لتوعية
اللاعبين تحكيميا ونفسيا هذه الروح نبحث عنها هي روح الاحتراف الحقيقي في
اللاعب المحترف الذي لا يفهم معطيات الاخلاص في التدريب والعطاء في الملعب
مهما كانت نوعية المباراة مؤثرة أو غير مؤثرة.. لا يمكن أن يكون لاعبا
مكتملا .. ولا حتي هاوياً!!
مباريات الاسبوع الثالث والعشرين في الدوري كشفت أن كل اللاعبين في
مصر علي شاكلة واحدة.. فلاعب الأهلي عندما ضمن اللقب وسجل هدفا في
الاتصالات وضمن الفوز.. لعب بهدوء وتراخ.. وعندما شعر بالخطر.. لعب وأجاد
وفاز بالثلاثة علي بتروجيت وهو الاقوي من الاتصالات.. ولاعبو الزمالك
عندما تأكدوا أن لقب الدوري طار ولا محالة واتجه للأهلي .. ركزوا في
أفريقيا ولعبوا مباراة انتحارية أمام أفريكا سبور في كوت ديفوار وعندما
عادوا للعب في القاهرة خسروا من المصري!! حاجة غريبة!!
والمصري ظل من بداية الموسم في حالة توهان ومشاكل لا تنتهي .. وهي
ليست مشاكل مرتبطة بكفاءة مدرب .. بقدر أنها مشاكل تنظيمة وادارية.. ثم
جاء حسام حسن وجهازه الفني مع ابراهيم وطارق سليمان ليعيد هيكلة الفريق من
جديد ويعيد الروح التي انعكست من التوأم علي اللاعبين.. فعرف الفريق طريق
الانتصارات خلال المهمة الانتحارية وآخر خطواتها كانت الفوز علي الزمالك!!
.. اذا كان السر في حسام .. فليستمر مع المصري علي طول الخط حتي نري المصري كما كان في الماضي عملاقا يرعب الكبار!!
نفس الحال في غزل المحلة الذي يمر بحالات غريبة.. تارة في النازل ..
ومرات عديدة في صعود والاسماعيلي الذي يضم النخبة من حيث الأداء الفني
والمهاري .. تراه في القمة أحياناً.. وفي اسفل السافلين في بعض اللقاءات.
هذا يعني ويؤكد أن ثقافة الأداء المتوازن واستمرارية العطاء.. ليست
موجودة لدي اللاعب المصري الذي يشبع من الانتصارات اذا شعر بالاستقرار
والبقاء وليستنفر كل قواه عندما يشعر بخطر الهبوط والابتعاد عن الاضواء ..
انها الثقافة المفقودة لدي اللاعب المصري والتي تحتاج لدراسات ومحاضرات
وندوات .. حتي يكون اللاعب المصري مكتملا .. اذا كنا نفكر في الاحتراف
الحقيقي فعلاً.
بالمنطق والعقل.. الأهلي هو بطل الدوري .. ولكن بالأرقام والعمليات
الحسابية .. والأهلي سيحتفل رسميا بالدوري للمرة الرابعة علي التوالي بعد
الفوز في لقاء واحد.. كيف؟!!
الأهلي الآن رصيده 61 نقطة والثاني في الدوري هو الاسماعيلي وطلائع
الجيش برصيد 40 نقطة أي ان الفارق في النقاط 21 نقطة.. وفي نفس الوقت
يتبقي في الدوري سبعة اسابيع أي ان لكل فريق سبع مباريات مجموع نقاطها 21
نقطة.. فوز الأهلي علي الاسماعيلي في اللقاء القادم يعني أن البطولة باتت
من نصيب الأهلي حتي ولو خسر الأهلي كل مبارياته القادمة.. لأن رصيده
سيرتفع الي 64 نقطة وبفارق 24 نقطة عن الاسماعيلي بينما نقاط المباريات
المتبقية لكل فريق ستكون اقل وعددها 18 نقطة أي اقل من الفارق بين أهل
القمة.. وكل الفرق التي وصلت الي المركز الثاني حتي ولو كان لها مباراة
مؤجلة.
لذلك أتوقع ان يلعب الأهلي مباراته القادمة.. باعتبارها نهائي
البطولة والتتويج بالدرع والدوري .. حتي ولو انتهت المباراة بالتعادل
سيحسم الأهلي الدرع مبكرا وقبل انتهاء البطولة بستة اسابيع وهذا يعكس
تفاوت المستوي بين فريق يتصدر القمة من البداية ويفوز بالدرع مبكرا واربعة
فرق تتصارع علي المركز الثاني الذي تكمن قيمته في مشاركة الفريق الثاني
الوصيف في البطولة الافريقية بينما السواد الاعظم من فرق الدوري ينافس من
أجل البقاء فقط.
الأهلي هو الأحق باللقب ولا شك لأنه اكثر الفرق تحقيقا للانتصارات
"19 مرة" ولأنه في الطريق للفوز بدون هزيمة علي الاقل حتي الآن.. ربما
تكون الثغرة الوحيدة هي أن هداف الدوري حتي هذه اللحظة هو علاء إبراهيم
لاعب بتروجيت برصيد 14 هدفا.. رغم ان الأهلي يمتلك عناصر تهديفية كبيرة
كلهم من المنتخب.. وهنا لابد أن نسأل .. كيف لهداف الدوري أن يظل بعيدا عن
المنتخب.. بينما من هم أقل بل ان اهدافهم نصف ما سجله علاء ابراهيم هم
نجوم المنتخب؟! وماذا لو كان علاء ابراهيم مازال في الأهلي حتي الآن.. هل
كان سينضم للمنتخب أم سيبقي خارج القائمة!؟! مجرد سؤال لا أعرف اجابته!!
* أفضل ما صنعه جوزيه وحسام البدري هو أعطاء الفرصة للعديد من الوجوه
الجديدة.. ويبدو أن رحيل الحضري هو الذي فتح باب التعديل والتغيير
والتجديد.. وأقنع جوزيه بعدم السقوط في مطب الاعتماد علي لاعب واحد في
مركز واحد بعد ما فعله الحضري.. لذلك ظهر أمير في المرمي.. وعندما أصيب
ظهر البديل الكفء وهو أحمد عادل عبدالمنعم الناشيء الجيد يعني لولا رحيل
الحضري.. ما أخذ أمير وأحمد الفرصة.. كما ظهرت وجوه جديدة ولعبت وليست علي
سبيل الاحتياط مثل محمد سمير وماندو وأصبح محمود سمير علي الخريطة
وغيرهم.. ومن المؤكد ان الأهلي سيريح بعض الكبار الذين عانوا من الأرهاق
المستمر وسيعطي الفرصة اكبر للبدلاء أو الوجوه الجديدة الفترة القادمة ..
لاسيما ان الكبار يقبلون علي أفريقيا والمنتخب.
* الزمالك يمر بفترة حرجة جداً.. ليس جديدا أن يخسر مباراة.. فقد
عودنا هذا الموسم علي اهدار النقاط وضياع المستوي الفني الجماعي الذي
يوازي مجموع المهارات الفردية الموجودة .. الزمالك خسر من المصري في
القاهرة وأمام جماهيره.. والجماهير ثارت وعبرت عن غضبها من اللاعبين
والجهاز الفني وهذا حق الجماهير التي تثور وتغضب بقدر حبها للفريق..
وخوفها من التدهور الذي وصل الي الهزيمة السابعة من بين 23 مباراة ..
واربعة تعادلات.. أي ان التراجع الفني والرقمي في الزمالك وصل الي نسبة
تساوي 29 نقطة من مجموع 69 نقطة حتي الآن.. أي بنسبة اقل من "60%" وهي
نسبة ضعيفة جداً اذا ما قورنت بامكانات واسم وسمعة ولاعبي وجماهيرية
النادي العريق ومن الصعب ان نلقي باللوم علي اللاعبين في كل ما يحدث.. فلو
كان العيب في اللاعبين.. فالادارة والجهاز الفني وراء الاختيار والتدليل
والسماح بالتجاوز!!
ولو كان العيب في تمرد لاعب أو مرضه مثل عمرو زكي فالعيب أن يعيش
الزمالك الكيان الكبير والقلعة البيضاء تحت ظل لاعب أو تحت رحمة مشاركته
في مباراة!!
ولو كان العيب في المدرب كرول الذي أخذ كل أنواع واصناف الفرص..
فالوقت قد أزف وضاع الدوري وتغييره الآن علي خسارة.. ولابد من استمراره
حتي نهاية عقده.. خاصة ان الفوز في نهائي الكأس سينسي الناس ما اهدره وما
اضاعه كرول بل وسيتم تجديد عقده ايضا.
* أما فوز المصري علي الزمالك .. فهذا ليس سحراً يحمل مفاتيحه حسام
حسن والجهاز الفني الجديد.. لأن المدرب لن يصنع من الفسيخ شربات في يوم
وليلة. فاللاعبون كما هم.. نفس الاسماء لكن الروح والاصرار والتحدي الذي
تميز به حسام وابراهيم .. والعين الثاقبة لطارق سليمان.. الثلاثة تجمعوا
في جهاز واحد.. فعادت الروح للاعبين .. ولعبوا بنفس الاصرار الذي كنا
نعرفه عن حسام حسن في الملعب .. ويكفي أن ما حققه هذا الجهاز في الفترة
الاخيرة.. أفضل من كل ما تحقق من بداية الموسم وارتفع رصيد الفريق الي 25
نقطة ودخل الأمان مؤقتا بعد ان كان الاخير.
ونستطيع القول ان فريق المصري بالفوز الذي حققه علي الزمالك ضمن
البقاء بنسبة 80% لأن مستوي الاداء ومعدل جمع النقاط الذي يسير عليه الآن
سيضعه ما بين المركزين التاسع والحادي عشر قبل نهاية الدوري.
لكن الاغرب أن جماهير الزمالك شجعت حسام وابراهيم وهتفت ضد كرول
وجهازه .. وصفقت للاعبي المصري بينما قذفت لاعبي الزمالك بالزجاجات بعد
المباراة.. وهذا يعكس غضب جماهير الزمالك علي الفريق وادارة النادي التي
مازالت في غيبوبة ادارية وتنظيمية ولا تفكر في الفريق بقدر تركيزها علي
الانتخابات القادمة ولا تفكر في اداء جيد في الدوري.. بل بالفوز بالكأس
كدعاية انتخابية لانفسهم فقط!!
* فريق بتروجيت يستحق الشكر والثناء .. لأنه الصاعد الي الاضواء لأول
مرة ويضم لاعبين تم اختيارهم بدقة.. الفريق يلعب كرة جميلة بدون خوف أو
رهبة .. ترتيبه يؤكد أنه في صعود رغم الانتكاسة الاخيرة في النتائج ويكفيه
فخرا أنه يضم اكثر من هداف وان لاعبيه مطلوبون للأندية الأخري.
* الاسماعيلي في المركز الثاني.. وهذا شيء طبيعي لفريق يضم أفضل الامكانات الفردية وفي ظل غياب الزمالك وخسائره.
* طلائع الجيش استعاد بريقه بعد توقف مفاجيء علي ملعبه .. لكنه فريق جيد منضبط يعرف طريقه جيداً.
* أنبي فريق يقدم كرة جميلة.. كان في حاجة ليد قوية تسيطر عليه..
ووجدها في أنور سلامة.. والخسارة في مباراة ليست نهاية العالم.. لأن
امكانات الفريق أعلي من ترتيبه الآن.
* الاتحاد السكندري عرف طعم الحياة نقطة.. نقطة لكن لا اعرف الي متي
سيظل معلقا بين البقاء والهبوط.. الفريق يحتاج لفوز سريع يحقق الانعاش..
والانتعاش!!
* الترسانة يحتضر.. ويخاصم الانتصارات وكلما حقق نقطة تعادل قالوا
الحمد لله.. طيب وبعدين؟!! النقطة الواحدة لا تكفي ولا تنفع في زمن
الاقوياء!!
* البلدية والاتصالات والسويس والالمنيوم والاتحاد والترسانة.
** اتفقوا مع بعض .. الغالب مستمر.. والخاسر راحل من هنا ورايح.. أو ان البقاء للي يدفع أكثر.. وأنتم فاهمون اللعبة كويس!!