ومضت المفاجآت في سماء بطولة الدوري العام
هذا الموسم.. وصار صعبا ـ بل مستحيلا ـ التنبؤ والتكهن بالفرق الثلاثة
الهابطة إلي دوري الظل, خاصة أن المفاجآت المثيرة في النتائج خلال
الأسبوعين السابقين قد جعلت توقعات المحللين ترتد إلي صدورهم ليعلن كل
منهم عجزه عن فهم الذي يحدث.
يتنافس علي البقاء ثمانية فرق هي
الأسمنت والمصرية للاتصالات والبلدية ولكل منها(20) نقطة, والترسانة
والاتحاد ولكل(22) نقطة, والألومنيوم(23) نقطة, والمصري
والمقاولون العرب ولكل(25 نقطة).
المتبقي سبعة أسابيع,
أي(21) نقطة لكل فريق, مما يشير إلي أن المتبقي أشبه ما يكون بمسابقة
كاملة بذاتها خاصة بعد المفاجآت المثيرة التي تحققت, إذ لم يتوقع أحد ـ
مثلا ـ أن المصري بمقدوره الفوز علي الزمالك بالقاهرة والحصول علي ثلاث
نقاط غالية دفعت به إلي المركز التاسع بعد أن كان يقبع في المؤخرة, كما
لم يتوقع أحد أن يوقف فريق المصرية للاتصالات نزيف التألق الأهلاوي الأحمر
ويتعادل مع البطل1/1, وأكثر المتفائلين بالاتحاد لم يصدق أن فريقه سيعود
من لقاء بتروجيت بالسويس وفي جعبته النقاط الثلاث.
وكل هذه
المفاجآت تقودنا إلي حقيقة مهمة هي استحالة التنبؤ بالنتائج ومن ثم بالفرق
الثلاثة الهابطة من منطلق تقارب المستويات الفنية من ناحية والتأكيد علي
وجود مبدأ جديد لم يكن موجودا من قبل وهو أن الأرض لم تعد تقاتل مع
أصحابها كما كان يحدث من قبل وذلك من ناحية أخري.
ولكن.. يمكن
القول إن الفرق الخمسة التي ستبقي من الثمانية سوف تدعمها عدة عناصر منها
التفوق الإداري, فالمؤازرة النفسية والمادية من قبل إدارة كل ناد
للاعبين مهمة جدا بل وتلعب دورا حيويا حاسما في البقاء.. وأيضا قدرة
اللاعبين الكبار بكل فريق علي لم الشمل الداخلي بعيدا عن تدخل الأجهزة
الفنية, نظرا لكون المباريات القادمة لن تكون فيها النواحي الفنية هي
الفيصل, بل المعنوية أولا ثم التحكيمية ثانيا مع حسن الحظ وتأتي في
النهاية الفنيات.
ولا يزال الموقف غامضا أيضا في المربع الذهبي
بعد أن هبط أداء بعض الفرق في الآونة الأخيرة مثل بتروجيت والزمالك..
فالإسماعيلي وطلائع الجيش في مأمن تام ولكل(40) نقطة يتقاسمان بها
المركز الثاني.. في حين اقترب كثيرا حرس الحدود(34) نقطة وغزل
المحلة(32) نقطة وبتروجيت(36) والزمالك(37).. ولا شك في أن الحرس
والمحلة في تزايد مستمر في المستوي يقابله انخفاض واضح في مستوي الزمالك
وبتروجيت مما يعني احتمال إقصاء أي منهما أو كليهما معا فيما لو استمر
الحال هكذا.. ومما سبق نستطيع القول أن ناديين فقط من الـ16 الموجودة
بجدول المسابقة هما اللذان لا يتعرضان لأي ضغوط عصبية من أي نوع هما
الأهلي الذي حسم البطولة لمصلحته برصيد(61) نقطة, وإنبي الذي ينفرد
بالمركز الثامن الذي يبتعد تماما عن صراع الهبوط وصراع المربع الذهبي أيضا
برصيد(29) نقطة