أشياء كثيرة في بلدي مازال الناس يجهلون
قيمتها.. ومنها الصحافة الرياضية ومدي أهميتها في إلقاء الضوء علي
الايجابيات وتناول السلبيات مادام ذلك بعيدا عن الأهواء الشخصية, ومن
منطلق الحرص علي الارتقاء بما هو جيد والتعرض لما هو سيئ.., ولكن في
بلدي الرياضيون يرفضون كل أنواع النقد البناء واي نقد مادام لايتفق مع
وجهة نظرهم ولايرضي غرورهم.. ويعتبرونه صادرا عن شخص مغرض أو حاقد.
مازال
الكثير من العاملين في الحقل الرياضي في مختلف اللعبات خاصة كرة القدم
يطلقون احكاما مسبقة تندرج تحت مقولة قتل الرسول قبل قراءة الرسالة بمعني
أشمل اصدار الاحكام علي الصحفيين قبل قراءة مايكتبونه, وتوجيه الاتهامات
لهم مسبقا.. تجد دائما هذا الشعور منتشرا في الوسط الرياضي فأغلبهم
يعتمد علي نظرية فلان قال لي.. أوسمعت من فلان بخلاف مفردات اخري من هذا
القبيل ولا يكلف المصدر نفسه عناء القراءة وربما لايعرف القراءة..
لاشك
أن تلك التصرفات تمثل احدي المشاكل التي يواجهها الصحفي الرياضي من قبل
المصادر التي يتعامل معها.. فهناك من يخرج علينا من اللاعبين وغيرهم..
بأنه لايهتم بالصحافة ولايقرؤها ولايشغل باله بها.. وهو في الاصل يقرؤها
من الغلاف الي الجلدة, فاذا كان ماكتب عنه حسنا فهو لايكلف نفسه عنا,
توجيه كلمة الشكر ــ والصحفي ليس في حاجة إلي ذلك لانه يؤدي عمله ــ ولكن
يحدث العكس اذا ماكتب الصحفي عنه ينتقده فتنهال التليفونات والتساؤلات
والاتهامات!
ولايعرف المصدر دائما الفارق بين النقد الفني والنقد
الشخصي, وهذا هو مربط الفرس, ومن حقه ان يغضب من النقد الثاني فلاعبو
الكرة أغلبهم ينسون ويتناسون دور الصحفي الذي صنع منهم نجوما وابطالا
جعلتهم يهيمون فوق السحاب, وهو الامر الذي اعطي للبعض الحق في أن يخرج
لسانه للصحافة الرياضية كيفما يشاء في زمن أذل فيه الحرص اعناق الرجال
وتركوا لاصحاب الاقدام ان يفعلوا مايشاءون بنجوم الأقلام!
إن
ماتتعرض له الصحافة الرياضية حاليا في بلدي امر يحتاج إلي وقفة حيث لم يبق
في قوس الصبر من منزع امام محاولات العديدين للنيل من السلطة التي كانت
يوما رابعة.. الا انه بدون شك سيأتي اليوم الذي تعود فيه الصحافة
الرياضية لهيبتها امام ألاعيب من يلعبون.. ولو كره الكارهون!