الفرحة غائبة عن الوجوه, والحزن هو
الساكن داخل القلوب, والابتسامة ضلت طريقها في الوصول إلي الصدور!!
هذا هو حال جماهير نادي الاتحاد السكندري زعيم الثغر بعد هزيمته أمام
الألومنيوم صفر/2!! هذه الهزيمة التي جعلت الجماهير تتساءل.. هل سيبقي
الفريق بالدوري وبالتأكيد هذا الموقف هو الذي جعل التشاؤم واليأس يتسرب
إلي النفوس لكن إذا ما استطلعنا رأي القدامي من اللاعبين والمدربين سيتحول
اليأس إلي أمل, ففي عام57 ـ1958 هبط فريق الكرة بنادي الاتحاد
السكندري لدوري الدرجة الأولي وفي الموسم نفسه كان الكابتن الديبة معتزلا
لكنه عاد من الاعتزال وأنقذ الاتحاد ثم اعتزل مرة أخري, فلم يصمد
الاتحاد طويلا وهبط للمرة الثانية عام1960/59 حتي صعد به جيله العظيم
الذي قاده أحمد صالح عام1963 للفوز بكأس مصر, ومن يومها والفريق يلعب
بالممتاز يترنح كثيرا ويعود للوقوف من جديد.
مرت عليه أعوام
عديدة وهو يعاني سكرات الهبوط! لكنه في النهاية يجد المخلصين ينقذوته,
منهم أجانب ومنهم من أبناء الوطن! المهم أن الاتحاد علي مدي عمره الزمني
البالغ94 عاما لم يهبط إلا مرتين, وفاز بكأس مصر6 مرات
أعوام1976,1973,1963,1948,1936,1926 وشهد علي هذه الإنجازات من بداية
الأربعينيات حتي السبعينيات الديبة لاعبا وحكما, وكمال الصباغ لاعبا
ومدربا, وأحمد كاطو حارسا ومدربا للكرة, الشقيقان جودة لعبا وتدريبا
ثم الجيل الذهبي الثاني أحمد صالح, والخواجة, ومحيي عثمان, وبكر,
وزهرة, وطلعت يوسف, ثم الجارم, ومحمد نور,و عيد أحمد,
والإسناوي, ومحمد عمر فطارق العشري آخر اللاعبين الدوليين وبالتأكيد
عاون هؤلاء أسماء أخري كثيرة لا يتسع المجال لذكرها الآن.
وجميعهم
كانوا من أبناء الاتحاد السكندري وقلة قليلة كانت من المناطق المجاورة
أبعدها كفر الدوار بلد المواهب التي أنجبت حسن شحاتة وغيره كثيرين في
مجالات أخري!
المهم أن الاتحاد السكندري عندما كان يعتمد علي
المتخرجين في مدارسه نجح ونافس علي المربع الذهبي للدوري الممتاز عدة مرات
وقت أن كان يدربه فارنر, وبوكير الألمانيان وطلعت يوسف ابن الاتحاد,
وعندما غابت عنه شمس الإسكندرية وبدأ يجذب لاعبين من خارجها اعتصره المرض
وباتت الجماهير ترفع أكف الضراعة إلي الله كل عام لكي يبقي الاتحاد
بالدوري.. لماذا؟! لأن الاتحاد بدأت يعتمد علي الشراء وليس لتخريج
النجوم.. الموسم الماضي باع7 لاعبين مميزين هم الهداف محمد فاروق,
ولاعب الوسط وليد أبو العلا ونجوم الدفاع أنور شلوفة وهاني سامي وسعيد
عبدالعزيز ومحمد حسيب وغريب فتحي, واشتري بدلا منهم14 لاعبا منهكين
مثل حسين شكري وحسام حسن وسامح يوسف ورضا شحاتة وأحمد حسن ستاكوزا
وعبداللاه جلال وسعيد ربيع وعمرو الدسوقي ويوسف حمدي وميدو وأحمد زغلول
وزامبو إشيلي الكاميروني ومحمود سمنة ومحمود صبحي والأخير إما متمارض أو
متمرد دائما!! هؤلاء اللاعبون الذين كلفوا خزانة النادي الملايين
وياليتهم عملوا بها.. بل قبضوا90% من مستحقاتهم باتوا مثل الموظفين
يذهبون للتدريب ولا ينتجون!! ويلعبون المباريات ولا يحصدون؟! حتي توقف
رصيد الاتحاد عند
النقطة22 من مجموع24 مباراة لعبوها جمعوا
خلالها25 هدفا وتعادلوا في10 مباريات وانهزموا مثلها وفازوا4 مرات
فقط!! ودخل مرماهم33 هدفا!!
أما المدربون فقد بدأ الاتحاد
هذا الموسم بجهاز مكون من محمد عمر وزوج شقيقه صلاح عرفة, ثم رحل عمر
بعد أن اختار اللاعبين بنفسه واقتنع محمد مصيلحي الذي كان حينئذ نائبا
لرئيس النادي بالتعاقد معهم واضطر الرجل أن يدفع خشية أن تنقلب عليه
الجماهير وهو الوحيد الذي يدفع حتي الآن.. أما البقية فهم يهتفون عند
الفوز, ويهربون عند الهزيمة.. وبعد أن ساءت نتائج الاتحاد بالدورة
الصيفية ومن بعدها نتائجه بالدوري.. اضطر مجلس الإدارة إلي الاستعانة
بمدرب آخر فتعاقد مع محمد صلاح ومعه أوكا ومحمد إبراهيم وعماد المندوه,
لكن الحال لم يتحسن كثيرا.. وربما يكون زاد بعض الشيء فاستقال صلاح وجاء
بعده طه بصري بجهازه الحالي المكون من يحيي إسماعيل وكرم مرسي ومهم
المندوه ـ المخلص لعمله ـ ونجح الجهاز الحالي في إحراز11 نقطة بالدور
الثاني وبات مطلوبا من طه بصري أن ينقذ الاتحاد السكندري من الهبوط بعد أن
أنقذه الديبة من نصف قرن فالنادي يعاني صراعات انتخابية ومجالس منحلة
ومعارك ضارية من أجل الحصول علي مقاعد بمجلس الشعب التي فاز بها أغلب من
دخل النادي بداية برئيسه محمد القاضي ومرورا بعبد الله علي حسن, ثم
الأعضاء بمجلس الإدارة علي سيف,
خالد خيري وقبلهما طلعت ناصر عضو
مجلس الشوري وانتهاء بفوز محمد مصيلحي وباكتساح بمقعد مجلس الشعب عن دائرة
باب شرقي التي يقع فيها نادي الاتحاد السكندري, ناهيك عن بقية أعضاء
المجلس الحالي الذي نجح بعضهم في انتخابات المجالس المحلية التي انتهت
أخيرا!!
إذن فنادي الاتحاد الذي يبلغ عمره الآن94 عاما مازال مطمعا سياسيا يبحث عنه هواة الشهرة