أزمت العلاقة بين محمود الجوهري المدير الفني لاتحاد الكرة ومجلس إدارة
الاتحاد. بعد رفض اقتراحه الذي تقدم به لمجلس الإدارة الأسبوع الماضي
باستحداث مسابقة تحت 23 سنة. الأمر الذي يهدد مستقبل الجوهري في الجبلاية.
رغم محاولات سمير زاهر رئيس الاتحاد بنفي وجود أزمة بين الجوهري
ومجلس الإدارة. وتأكيده أن المدير الفني للاتحاد مستمر في عمله وغير وارد
رحيله. إلا أن تصريحات الجوهري خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده ظهر يوم
الأحد الماضي تحمل بين سطورها تهديدا بالرحيل وعدم الاستمرار في مهمته في
حال إصرار مجلس الإدارة علي رفض إقامة المسابقة الجديدة التي اقترحها.
عندما أكد ردا علي سؤال حول مستقبل المسابقة وقال إن الأمر مازال مطروحا
للمناقشة والدراسة. وأنه سينتظر حتي يحسم مجلس الإدارة قراره النهائي بشأن
تلك المسابقة وبعدها سيحدد مصيره بيده.
كان الجوهري قد تقدم لمجلس الإدارة باقتراح "فني" بإقامة مسابقة تحت
سن 23 سنة. وهو ما رفضه مجلس الإدارة وتزعم أحمد شوبير نائب الرئيس ومجدي
عبدالغني جبهة الرفض لأنها ستزيد من أعباء الأندية ماليا. وأنها بلا جدوي
فنية. الأمر الذي أثار الجوهري وعلا صوته واحتد بشدة. خاصة وأنه وجد الرفض
دون مبرر مقنع من وجهة نظره. كما أن الرفض تم قبل مناقشة الاقتراح بشكل
كامل.
بعيدا عن التصريح الرسمي الذي أصدره الجوهري خلال الموتمر الصحفي.
إلا أنه أكد للمقربين منه في الجبلاية أن صبره نفد ويفكر جديا في الرحيل
وعدم الاستمرار في منصبه. وشرح لهؤلاء أن لديه عدة اقتراحات لحل المشكلة
المالية التي يستند إليها المعارضون لإقامة المسابقة. مثل أن يكون هناك
راع مستقل للبطولة المستحدثة وهذه الرعاية يمكن أن تدر دخلا لا يقل عن 20
مليون جنيه توزع علي الأندية المشاركة في البطولة.
المفاجأة التي فجرها أحد مسئولي اتحاد الكرة أن تعاقد الاتحاد مع
الجوهري كمدير فني قائم علي أساس أنه ليس من حق الاتحاد الاعتراض علي أي
مقترحات "فنية" يتقدم بها الجوهري. وأن رفض مجلس الإدارة يعتبر التفافا
علي شروط التعاقد. وأن الجوهري تقدم بالمسابقة المقترحة علي مجلس اتحاد
الكرة للاعتماد بعد المناقشة. وهو ما يفسر حالة الغضب التي انتابت الجوهري
عندما سمع برفض المجلس للمسابقة لأنها أمر فني يخص عمله. وهو ما يعني أن
هناك تراجعا عن الاتفاق المبرم بينهما.
الدلائل والمؤشرات تؤكد أن هناك أزمة بين الجوهري واتحاد الكرة. وهي
الأزمة التي ستنهي علاقة الجوهري بالجبلاية للنهاية في حال التمسك بعدم
إقامة تلك المسابقة. خاصة وأن المدير الفني للاتحاد أصبح يشعر بعدم
السعادة في عمله مع الاتحاد ولديه رغبة في عدم الاستمرار وهو ما أكده
للمقربين منه في الاتحاد. إلا أن سمير زاهر يبذل مساعي حثيثة لإقناع
الجوهري بعدم التسرع في اتخاذ قرار الرحيل وعليه الانتظار بعض الوقت. فقد
ينجح في إقناع المعارضين للمسابقة وتمرير الموافقة علي إقامة مسابقة تحت
23 سنة. لاسيما وأن هناك أصواتا داخل مجلس الإدارة غير رافضة لإقامة
المسابقة. ويراهن زاهر علي عامل الوقت لإنهاء الأزمة. أو الانتظار حتي
إجراء الانتخابات المقبلة ولكن يبدو أن صبر الجوهري قد أوشك علي النفاد.
من ناحية أخري رفض سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة الاقتراح الذي تقدمت
به "10" أندية لتعديل شكل مسابقة الدوري العام الممتاز بقسميه "أ". "ب"
بإلغاء الهبوط هذا الموسم وإقامة مسابقة الموسم المقبل بنظام المجموعتين.
وبرر زاهر رفضه بأن نظام مسابقة الدوري العام تم إقراره من الجمعية
العمومية. وبدأ الموسم الحالي علي هذا الأساس. ولا يمكن تعديله أو تغييره.
لاسيما وأنه لم يجد جديداً حتي يتم تغيير النظام الذي أقرته الجمعية
العمومية. كما أن التجارب السابقة أثبتت فشل مسابقة الدوري العام الممتاز
"أ" بنظام المجموعتين.
الأمر المثير أن التصريحات الرسمية لمسئولي الجبلاية تحمل كلاما
ورديا. ولكن الأحاديث الجانبية والودية تحمل كثيرا من الغضب وعدم الرضا.
وتظهر الشللية من خلال هذه الأحاديث. وكأن كلاً منهم يعمل في واد بعيدا عن
الآخرين. وهو ما يحتاج لتفسير من طبيب نفسي!!.