قبل أيام قليلة علي انطلاق دورة الألعاب الأولمبية القادمة "بكين 2008" التي تستضيفها العاصمة الصينية بكين في الفترة من 8 إلي 24 أغسطس المقبل فجرت اللجنة الأولمبية الدولية واحدة من كبري المفاجآت والأزمات في التاريخ الأولمبي بعدما قررت استبعاد العراق من المشاركة في الدورة الأولمبية لتثير بذلك العديد من ردود الفعل الغاضبة قبل أيام من انطلاق منافسات الدورة.
استبعدت اللجنة الأولمبية الدولية العراق من المشاركة في أولمبياد بكين واستندت في قرارها إلي "إصرار الجهات الحكومية العراقية علي التدخل في عمل اللجنة الأولمبية العراقية" وذلك حسب رسالة بعثت بها اللجنة الأولمبية الدولية للجهات المختصة في العراق.. وجاء في الرسالة التي أرسلها مدير العلاقات في اللجنة الأولمبية الدولية بيار ميرو مدير المجلس الآسيوي الأولمبي حسين مسلم إن اللجنة الأولمبية الدولية قررت حرمان العراق من المشاركة في أولمبياد بكين وسحب البطاقات والدعوات الموجهة إلي سبعة رياضيين عراقيين للمشاركة في الحدث الأولمبي نتيجة لإصرار الحكومة العراقية علي التدخل في شئون عمل المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية العراقية.
كانت اللجنة الأولمبية الدولية حددت يوم 21 يوليو الجاري موعداً نهائياً لتحديد موقف واضح من قبل الحكومة العراقية مؤكدة ضرورة قيام الرئيس المؤقت للجنة الأولمبية العراقية بشار مصطفي والأمين العام المؤقت حسين العميدي بإعادة الأمور إلي نصابها قبل اتخاذ القرار بتجميدها في 20 مايو الماضي.. وأوضحت رسالة اللجنة الأولمبية الدولية "ما يؤسفنا هو أن الرسالة التي بعثتموها "اللجنة الأولمبية العراقية" لا تستجيب إلي مطالبنا الذي عبرنا عنها بوضوح.. ونتيجة لذلك نعلمكم بأسف بأن قرار المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية حول تعليق عضوية اللجنة الأولمبية العراقية قد تم تأكيده الآن بصورة رسمية.. نأسف بعمق لهذه النتيجة التي تضر كثيراً الحركة الأولمبية والرياضية العراقية والرياضيين العراقيين".
ذكر جزائر السهلاني المتحدث باسم اللجنة المؤقتة لإدارة اللجنة الأولمبية العراقية أن اللجنة ستقاضي اللجنة الأولمبية الدولية لاجحافها حق الرياضيين العراقيين في المشاركة في أولمبياد بكين.. وقال السهلاني "حان الوقت لمقاضاة اللجنة الأولمبية الدولية وسنلجأ إلي المحاكم الدولية لهذا الغرض".. وأضاف أن قرار حرمان العراق من المشاركة في دورة بكين الأولمبية كان متوقعاً لأنه بني علي اتفاق مسبق بين اللجنة الدولية وبعض المنتفعين في المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية العراقية من الذين تضرروا من قرار الحكومة بحل هذا المكتب.. وأشار إلي أن اللجنة الأولمبية الدولية عندما مددت عمل المكتب التنفيذي لنظيرتها العراقية لمدة أربع سنوات في عام 2004 كانت قد ناقضت بنود ميثاق عملها.
كذلك وصف العميدي قرار اللجنة الأولمبية بأنه "يوم أسود في تاريخ الرياضة العراقية".. وقال إن القرار كان نهاية لمسلسل استمرار التدخل بالشأن الرياضي العراقي من قبل جهات عديدة مبيناً أن قرار الحرمان يوم أسود في تاريخ الرياضة العراقية.. وأعتبر أن القرار يشكل ضربة قوية لطموحات وآمال الرياضيين العراقيين الذين كانوا يرغبون في السعي لتأكيد الحضور العراقي في محفل عالمي كبير مثل دورة بكين.
علي جانب آخر قالت متحدثة باسم البيت الأبيض إن البيت الأبيض يشعر "بخيبة أمل" إزاء هذا القرار.. وقالت دانا بيرينو في مؤتمر صحفي "أنا واثقة بأن الرياضيين العراقيين الذين اجتهدوا في التدريب كانوا أخيراً سيذهبون لتمثيل دولة حرة ذات سيادة وتعمل علي بناء ديمقراطيتها أنهم يشعرون بخيبة أمل كبيرة وأنا أشعر بخيبة أمل أيضا".