دوري الكرة في مصر هذا الموسم, يبدو مختلفا كل الاختلاف, والواضح أنه لن يكون مثل كثير من المواسم السابقة, والمقدمات التي نتابعها- منذ بداية المباريات- توحي بنتائج وملامح غير مألوفة, وغير مسبوقة علي أكثر من مستوي, وربما كان من أبرز وأهم تلك المقدمات تخلي غالبية الفرق عن' استراتيجية'الدفاع الشهيرة, التي كبلت بها الاندية نفسها حفاظا علي النقطة التي تبدأ بها المباراة, أي كان هناك_ وربما لازال القليل- من يريد أن يحافظ علي حالة التعادل التي أقرها قانون الكرة كبداية لاي مباراة, حتي تنتهي التسعين دقيقة, ولنا أن نتخيل مستوي الاداء, وشكل اللعب, عندما يحكمهما مثل هذا الفكر؟!
مايحدث هذا الموسم يأخذنا الي الكثير من الملاحظات المهمة:
أولا: هناك وفرة في عدد الاهداف المسجلة في كل جولة من الجولات الثلاث, التي أقيمت حتي الان, في الجولة الاولي كان العدد الاجمالي21 هدفا بمعدل يزيد عن هدفين ونصف الهدف في المتوسط للمباراة الواحدة, وفي الجولة الثامية ارتفع العدد الي24 هدفا, بمتوسط3 أهداف في المباراة الواحدة, وهو معدل مرتفع للغاية, ولو أستمر بهذه الصورة تعالوا ننتظر رقم قياسي غير مسبوق لعدد الاهداف التي سيشهداها الموسم عبر تاريخ المسابقة, منذ إنطلاقها للمرة الاولي في22 أكتوبر عام1948, وفي الجولة الثالثة تراجع المعدل الي23 هدفا, وهو قريب من نفس المتوسط, أي أنه يؤكد ماأشرت اليه, باعتبار أن المتوسط يقترب من الثلاثة أهداف للمباراة الواحدة.
ثانيا: تشهد كل جولة من الجولات, مباراة استثنائية يتجاوز فيها عدد الاهداف المعدل المتعارف عليه عموما, والسائد في باقي المباريات, وكانت المباراة الاولي بين الاتحاد السكندري والمصري, وفاز فيها المصري في الاسكندرية بخمسة أهداف مقابل هدفين, بمجموع7 أهداف, وشهدت الجولة الثانية فوز بتروجيت علي طلائع الجيش بستة أهداف مقابل هدفين, بمجموع8 أهداف, وشهدت الجولة الثالثة فوز غزل المحلة علي الترسانة بأربعة هداف مقابل هدف, بمجموع5 أهداف, ولو كان المعدل في هذه المباراة يبدو أقل قليلا من المعدل في الجولتين الاولي والثانية, الاأنه يؤكد علي معني واحد, وهو أن لاأحد عاد لسيرته الاولي في الخوف من الخسارة, واللجوء الي الدفاع, والسبب في رأيي أن طريقة التفكير أخذة في التغير, ولكن كما نعلم جميعا أن التحول' دوما'يستلزم الكثير من الوقت, ليس لان هناك قاعدة مكتوبة تحكم ذلك, ولكن لان هذه هي سنة الحياة, وماأطول مااستقر عليه حال الدوري المصري في كثير من السلبيات!!
ثالثا: في الجولات الثلاث من المسابقة انتهت ثلاث مباريات فقط بالتعادل, وهو معدل ملفت للنظر, ويعطي دلالة واضحة علي مانشهده من تحول, فقد جاءت الجلوة الاولي بدون تعادلات, وانتهت المباريات الثماني بالفوز, وتراجع المعدل قليلا في الجولة الثانية الي الفوز في6 مباريات, بينما انتهت مباراتان بالتعادل, وفي الجولة الثالثة كانت هناك مباراة واحدة تنتهي بالتعادل, في مقابل سبع مباريات انتهت بالفوز..ودعواتكم أن يستمر الحال علي هذا المنوال, لان ماشهدناه ممتع حقا, ويقدم لنا ملامح من تلك اللعبة الجميلة التي نراها علي شاشات التليفزيون, عندما ينقل لنا مباراة من مباريات أهل الغرب..الجميلة!
= وبذكر كرة الغرب الممتعة.. فجرت مباراة ريال مدريد, وفالنسيا في السوبر الاسباني, والتي اقيمت قبل أيام, الجدل مرة أخري عن الفرق التي تصمد أحيانا, وتتألق أحيان أخري, وتفوز أحيانا ثالثة وهي تلعب منقوصة من أحد لاعبيها بسبب تعرضه للطرد, وهي المعضلة التي تصنعها' الساحرة المستديرة' كثيرا, واستعصي علي الكثيرين تفسيرها, والوصول الي أسبابها الحقيقية, ففي هذه المباراة طرد الحكم اثنين من لاعبي ريال مدريد, وتمكن_ ودققوا معي فيما حدث- ريال مدريد من تحويل تأخره بهدف إلي فوز بأربعة أهداف مقابل هدفين..منتهي الغرابة والاثارة.
الالماني' بيرند شوستر'المدير الفني لريال مدريد اجتهد في تفسير ماحدث في مثل هذا الموقف الحساس, وأشارالي أن اللاعبين نجحوا في' مضاعفة الجهد', وتوحيد الصفوف. ماقاله' شوستر', لم يكن سوي توصيف علمي لما كشف عنه علم النفس في مواقف أخري تمر علي الانسان في حياته العامة بعيدا عن كرة القدم, حيث تتفجر طاقات كامنة داخل الانسان عندما يواجه مايعتبر لحظات خطر, وهنا يصبح الانسان قادرا علي إنجازالكثير, مما لم يكن من السهل عليه تحقيقه في الظروف العادية..والاكيد انه ليس هناك احساسا بالخطر أكبر من الخوف من الهزيمة؟ وهكذا تلعب الفرق وهي ناقصة لاعب أواثنين, وكأنها مكتملة الصفوف, ومادام امر كذلك, قد نجد يوما من يفكر في بدء مبارياته بعشرة لاعبين..كل شيء وارد ياسادة!!
= الاهلي لايعاني مشكلة فنية عميقة كما يتصور البعض, كل مافي الامر أن وفرة النجوم, وكثرتهم يمكن تان تكون هي الاخري سببا في إرباك الحسابات, ولست أشك لحظة في أن البرتغالي' مانويل جوزيه' يجد حيرة في كيفية الاستعانة بكل تلك الاسماء, ومحاولة الاستفادة منها علي قدر الامكان في كل مباراة, يضاف الي ذلك المشكلة التي يواجهها الاهلي, وعمه الزمالك في الازدواج مابين القائمة المحلية, والقائمة الافريقية, والتي حرمت الاهلي علي سبيل التحديد, من أحد مواطن عبقريته, وهو تثبيت التشكيل, وقد أعجبني رأي جمهور الاهلي, الذي عبر به في الاستفتاء الذي أجراه موقع النادي الرسمي علي الانترنت, حين طرح سؤالا عن السبب في تعادل الفريق في مباراة المقاولون العرب ن في الجلوة الثانية من الدوري, ووضع الاستفتاء ثلاثة اختيارات.وهي: التشكيل, والارهاق, والتحكيم, وكان التصويت يميل بنسبة63% في اتجاه التشكيل, و31% في اتجاه الارهاق, و6% في اتجاه التحكيم, ولايحتاج الاهلي الاالي العودة لتشكيله المعتاد, مع عدم الدفع بجيلبرتو وسيد معوض في نفس الوقت, ومحمد بركات وأحمد حسن معا, الي جانب الاعتماد علي لاعبي
ارتكاز في وسط الملعب..وقتها لن تكون هناك مشكلة بالمرة..المهم أن يعبر الاهلي مباراة ديناموز بافضل نتيجة حفاظا علي جانب معنوي مهم, هو نفسه الذي سيسهم في عودة الاهلي الي حالته الفنية مرة أخري في اسرع وق