بهدف واحد فقط.. وبعرض رائع في شوط واحد فقط, فاز الأهلي علي ديناموز هراري في المباراة التي أقيمت أمس علي ملعب الأخير بزيمبابوي, ليحتل الأهلي صدارة مجموعته الأولي في دور الثمانية بدوري أبطال إفريقيا لكرة القدم برصيد10 نقاط, ويضمن تأهله إلي الدور قبل النهائي في ظل موقف أقرب منافسيه الزمالك الذي يحمل4 نقاط قبل مواجهة أسيك اليوم صاحب النقطتين, بينما توقف رصيد ديناموز عند النقاط الثلاث.
هذا هو الموقف الحسابي, لكن الموقف العملي لأحداث مباراة الأمس يوضح أن الأهلي لعب مباراة رائعة في شوطها الأول وسجل هدفا عن طريق محمد بركات في الدقيقة10, وألغي له هدفين صحيحين لم يكن الحكم البوركيني باري الحسن حسنا في قراره حولهما, وتألق لاعبو الأهلي طوال45 دقيقة, وظهر أبوتريكة في حالة جيدة, لكن في الشوط الثاني كان الأداء مختلفا تماما, وهدأ الحال بعد أن تحولت دفة أداء الأهلي نحو الحالة الدفاعية من وسط الملعب, ومنح ذلك المنافس الفرصة للظهور, لكن كل هذا لا يمنع أن الأهلي حقق هدفه من المباراة وحصد النقاط الثلاث, حتي وإن غابت المتعة عن أدائه في الشوط الثاني بعد إبهار الشوط الأول.
شوط رائع
لعب الأهلي في الشوط الأول بشكل رائع من ناحية الأداء والنتيجة, حيث ذكر جماهيره بأدائه أمام أسيك في أبيدجان خلال بطولة العام الماضي لولا أن الحكم وقف أمام تكرار السيناريو بإلغائه هدفين صحيحين للأهلي ليبقي له هدف واحد فقط هو الذي سجله بركات في الدقيقة العاشرة من زمن هذا الشوط بعد تسلمه تمريرة رائعة من محمد أبوتريكة فتحت أمامه الطريق ليقترب من مرمي ديناموز ويسدد وتسير الكرة في طريقها نحو الشباك بمساعدة قدم أحد مدافعي ديناموز.
لقد حمل الشوط الأول أكثر من معني أو مضمون في دقائقه الـ45, حيث عاد خلاله أبوتريكة للحياة والأداء الجميل وقيادة زملائه لتهديد مرمي الخصم بلمساته الرائعة وإنطلاقاته وانفراداته ولولا الحكم لكان مسجلا لهدفين الي جانب عدم توفيقه هو الأخر في تسجيل هدف في الدقيقة الـ21 حين أدي فاصلا من مهارة الاستقبال والمراوغة داخل منطقة مرمي الخصم وانفرد بالحارس ولكن سدد كرة كانت سهلة المنع من المرور للشباك.
كما حمل هذا الشوط أيضا ضمن مضامينه أداء مختلفا للأهلي عن مبارياته الثلاث الأخيرة سواء محليا أو افريقيا, فكان متوازنا ومهاجما وقادرا علي الاحتفاظ بالكرة والحفاظ عليها بتمريرات مؤثرة ومتقنة الي جانب ظهوره عملاقا أمام منافس ظهر قزما في الأداء وعجز لاعبوه ماجافي وماروفي وسارومبا.. في فعل أي شئ يذكر حتي الكرة الوحيدة التي أتيحت لهم في الدقيقة الـ27 أطاح بها ساروفي بعيدا عن مرمي أمير عبد الحميد.
وخلاصة الأمر.. لقد أمتع الأهلي جماهيره في الشوط الأول برغم الأهداف الملغاة متغلبا علي حرارة الجو وأرض الملعب التي وضحت غير جيدة.. وقدم فاصلا من الأداء الجميل لمدة الـ45 دقيقة.. فماذا سيكون الحال في الشوط الثاني.. لننتظر!
أداء مختلف
إنتظرنا في الشوط الثاني استمرار الحالة الجيدة التي ظهر عليها الأهلي أداء ونتيجة في الشوط الأول, ولكن الأداء جاء مختلفا ومخالفا للتوقعات, حيث هدأ الأهلي ومنح الفرصة لمنافسه للتحرك بالكرة والتعرف عليها بعد أن هرول وراءها كثير من قبل وسمح أيضا للاعبي ديناموز كي يحاصروهم ويضغطوا عليهم ومنعهم من السيطرة علي مجريات اللعب وتحول الأهلي فجأة إلي الدفاع أمام محاولات المنافس الهجومية حتي وإن كانت غير جيدة ولكنها كانت محرجة!!
ساهم أيضا خروج فلافيو ليلعب أحمد حسن بدلا منه وعدم وجود مهاجم للأهلي في الملعب في منح مدافعي ديناموز الحرية أكثر لمساندة المهاجمين وتوترت المسألة في ظل أن هدفا واحدا غير مطمئن لأي فريق لتأكيد فوزه ومازال هناك وقت, وهذا مادفع جوزيه لتعديل الموقف مرة ثانية بإشراك بلال بدلا من محمد صديق لاستعادة التوازن من جديد وبالطبع عاد بركات ناحية اليمين ولكن, كيف سارت الدقائق المتبقية في الشوط بعد كل ذلك؟!
لقد وضح أن الأهلي أكتفي بهذا الهدف الذي جاء في الشوط الأول وحاول جاهدا الحفاظ عليه بابقاء الكرة قدر الامكان في وسط الملعب ونجح في ذلك ومرت الدقائق المتبقية مرور الكرام دون أي تعديل ليفوز الأهلي ولكن دون أن يكمل فرحة جماهيره باستمرار حالة الأداء الرائع التي بدأها في الشوط الأول ولكن كل هذا لم يمنع أن ماحدث يعد نتيجة رائعة للأهلي في مشواره الإفريقي.