في الدوري الايطالي انتظر الجميع ما سيقدمه ميلان, الفريق الذي جدد صفوفه, وأنفق الكثير من أجل استعادة قوته بعد موسم كارثي انتهي وبطل أوروبا والعالم في مركز خامس لا يكفي حتي التأهل لدوري أبطال أوروبا, بطولته المفضلة.. استقدم ميلان عشرة لاعبين جدد علي رأسهم البرازيلي رونالدينيو والأوكراني أندري شيفشينكو والفرنسي ماتيو فلاميني والإيطالي جان لوكا زامبروتا فيما بقي المدرب كارلو أنشيلوتي الذي يقود الفريق من عام2001, لكن ميلان الجديد الذي انتظر منه الكثيرون الهيمنة مبكرا علي مقدرات البطولة سقط في الاختبار الأول, وانكسر علي ملعبه جوزيبي مياتزا أمام بولونيا الصاعد من الدرجة الثانية, هزيمة أعادت إلي الأذهان تعثر ميلان في الموسم الماضي, عندما عجز عن تحقيق الفوز علي ملعبه في عدد كبير من المباريات فابتعد مبكرا عن الصدراة, وبدا الأمر أقرب لعنة غير مفهومة أو مبررة.
أمام بولونيا سيطر ميلان طولا وعرضا, وتعددت المحاولات الهجومية طوال الشوطين, لكن الفاعلية بقيت أكثر للزائرين فنجح الثنائي ماركو دي فايو ثم فالياني في إحراز هدفين بينما لم يهز ميلان الشباك سوي مرة واحدة عن طريق لاعب الوسط ماسيمو أمبروزيني, بدا الأمر غريبا للوهلة الأولي, لكن مراجعة سريعة لأحداث المباراة تكشف الكثير, وتضع علامات استفهام عديدة علي اختيارات المدير الفني كارلو أنشيلوتي الذي أقدم علي تغيير غريب مع بداية الشوط الثاني, والنتيجة التعادل بهدف لمثله, فسحب مدافعه ماريك يانكولوفسكي, ودفع بالمهاجم أندري شيفشينكو ما أخل بتوازن الفريق, فيما لم يفلح النجم الأوكراني العائد بعد غياب عامين في الدوري الإنجليزي في استثمار الكرات العديدة التي صنعها رونالدينيو والذي بدا مستواه إحدي النقاط الإيجابية القليلة للميلان بعدم قدم شوط ثان رائع أعاد فيه إلي الأذهان ذكريات رونالدينيو الساحر مع برشلونة. خسر ميلان الجولة الأولي فسرت الهمهمات في المدرجات, الكل يحسب جدوي الصفقات الجديدة, ويخشي من مستقبل غامض للفريق الأحمر والأسود,
لكن قليلون كان بينهم الفرنسي ماتيو فلاميني نجوا من سهام النقد, ركض الفرنسي الشاب كثيرا وأجاد في مركز قلب الوسط وحتي بعدما نقله المدرب أنشيلوتي إلي الجبهة اليمني فبات طبعة جديد' منقحة' من جينارو جاتوزو نجم الوسط العتيد, أو هكذا يأمل المحبون بعدما أنهي فلاميني تعاقده مع المدفعجية ليقرر الرحيل إلي ميلانو, وهي خطوة اعتبرها البعض فصلا جديدا في مسيرة نجم يتطور مستواه بإطراد, فيما أرجعها آخرون لدوافع أخري يتصدرها راتب سنوي يبلغ6,5 ملايين يورو.. وهو رقم لم يستطع أرسنال تقديمه.
. تألق رونالدينيو وبزغ نجم فلاميني بينما استمر ميلان يعاني لاسيما علي مستوي الدفاع رغم مشاركة النجم باولو مالديني الذي يخوض موسمه الخامس والعشرين بألوان ميلان, والذي تخطي الأربعين فيما يظل فصلا جديدا باقيا في أسطورته بعدما تراجع عن قرار الاعتزال بنهاية الموسم الماضي, بعد الإقصاء مبكرا من دوري أبطال أوروبا, ورحيل الموسم من دون ألقاب.. ليخوض أمام بولونيا مباراته رقم618 في الكالشيو. أما إنتر ميلان حامل اللقب فلم يستطع سوي العودة بالتعادل أمام سامبدوريا بعد مباراة لم يقدم خلالها الفريق الذي يقوده جوزيه مورينيو للمرة ا لأولي شيئا يذكر فبدا الأمر مستغربا بالنسبة لمدرب اعتبر الكثيرون أن استقدامه يمثل إضافة شديدة الأهمية للكرة الإيطالية, إن لم يكن لاعتبارات فنية, فبفضل شهرة هائلة لازمت المدرب الشاب خلال السنوات الأخيرة.. إذ بات مورينيو في تشلسي' نجما' بالمعني الحرفي للكلمة, وبقدومه إلي ميلانو أنجزت صفقة بارزة تعيد إلي الأذهان العصر الذهبي للدوري الإيطالي, حين كان المقصد الأول لكبار النجوم والمدربين.
في إنتر يتقاضي مورينيو9 ملايين يورو سنويا تجعله رسميا أغلي مدرب في العالم, لكن البرتغالي المثير للجدل لم ينجح في مباراته الأولي سوي في الحصول علي نقطة واحدة لكنه بدا راضيا عن النتيجة وعن صفقة ضم الفريق في الساعات الأخيرة قبل إغلاق باب فترة الانتقالات لمواطنه كواريزما من بورتو, علما بأن أبرز التعاقدات السابقة كانت ضم البرازيلي مانسيني من روما والغاني سولي مونتاري من بورتسموث الإنجليزي والذي اعتبره جوزيه موررينيو بديلا مناسبا يعوض الإصابات المتكررة لإستيبان كامبياسو وباتريك فييرا, وعده الكثيرون صفقة طيبة يتجاوز إنتر من خلالها إخفاق ضم فرانك لامبارد.. وتعاقد إنتر مع النجم الشاب لمدة أربعة أعوام في خطوة عززت قدرات فريق قوي بالأساس, فيما أبلي مونتاري بلاءا حسنا في أولي مبارياته مع الفري
ق.. في الوقت نفسه أثار غياب البرازيلي العائد أدريانو تساؤلات كثيرة بعدما ترددت أنباء عن مشكلات بينه وبين إدارة الفريق فيما يخص راتبه علما بأن العملاق البرازيلي عاد مجددا إلي إنتر بعد سبعة شهور أمضاها معارا إلي ساو باولو البرازيلي حين استغني عنه المدرب السابق روبرتو مانشيني بسبب تراجع مستواه الذي أحاله البعض إلي نمط حياة صاخب وتصرفات غير مسئولة بدلت نجم الأمس القريب إلي لاعب غير مرغوب فيه, وصنعت منه مجرد اسم شهير لا يساوي في رأي الكثيرين قيمة راتبه الباهظ.
وحقق روما تعادلا مماثلا علي أرضه مع نابولي في مباراة غاب عنها نجم الفريق وملهمه الأول فرانشيسكو توتي, فيما شارك آخرون كان أبرزهم الوحش البرازيلي بابتيستا الذي استقدمه الفريق بديلا لمانسيني فلم يقدم الكثير سواء في الجولة الأولي, أو عندما لعب مباراته الأولي مع الفريق في كأس السوبر قبل أيام علي انطلاق الدوري.. كما تعرض يوفنتوس ثالث الموسم الماضي لنفس لعنة سقوط الكبار بعدما تعادل علي ملعب فيورنتينا1-1 وإن جاء تعادل الفريق بطريقة أكثر إيلاما لأنه تقدم بهدف لنجمه التشيكي بافل ندفيد حتي الدقائق الأخيرة, قبل أن يسجل ألبرتو جيلاردينو لاعب ميلان السابق الذي خاض مباراته الأولي مع فيورنتينا في الكالشيو.
جولة أولي من دون نهايات سلبية, مباريات اكتظت بالنجوم وملاعب احتشدت بالجماهير, كالشيو الموسم الجديد جاء مثيرا, حدث يبقي عصيا علي التوقعات.. سقط ميلان وتعثر روما وإنتر ميلان, بينما تعد الجولات المقبلة بمفاجآت جديدة وأحداث أخري أكثر سخون