تفوقت البعثة المصرية علي نفسها في الدورة البارالمبية ببكين. كان الأمس حسن الختام للمسابقات وبالنسبة لبعثتنا في الدورة.. بعد أن حققنا بالأمس فضية القرص ليرتفع عدد الميداليات المصرية إلي 12 ميدالية.. بواقع 4 ذهبيات ومثلها فضية ومثلها برونزية.. عاشت البعثة لحظات سعيدة واحتفلت بهذا الفوز وبهذا العدد من الميداليات في حفل إفطار أقامته السفارة المصرية شارك فيه كل أفراد البعثة وتبادل الدكتور نبيل سالم رئيس البعثة الهدايا التذكارية مع سفير مصر.
شهدت مسابقة الأمس في رمي الرمح إنجازا جديدا وميدالية فضية جديدة أضافها البطل المصري محمود رمضان العطار ابن الثلاثين والذي يطلق عليه هنا لقب الشيخ أو الإمام لأنه يصلي بالجميع صلاة الجماعة في رمضان. كانت مسابقة الرمح صعبة جدا نظرا لمشاركة 14 لاعبا من مختلف دول العالم وبعد دمج الفئتين في فئة واحدة.. رغم ذلك سجل العطار رقما قدره 48.86 متر حقق به الميدالية الفضية بينما فاز اللاعب الإيراني بالمركز الأول والنيجيري بالميدالية البرونزية.. وكان العطار قد بدأ محاولاته الست بتحقيق 47.29 متر ثم تدرج مع الرميات حتي حقق الرقم الذي سجل به الفضية وهو 48.8 متر.. هذا اللاعب لديه ثقة كبيرة في الله وفي نفسه حتي عندما خسر الفرصة والميدالية في رمي القرص وهي اللعبة الرئيسية بالنسبة له بسبب الإصابة المفاجئة في الركبة أثناء عملية الإحماء. لكنه كان واثقا وراضيا بما قسمه الله في الفرص والمركز السادس. ولا أخفي سرا أن البعثة بالكامل كانت قد فقدت الأمل في تحقيق تلك الميدالية في الرمح لسببين. الأول هو دمج الفئات مما صعب علي العطار المسئولية. والثاني هي الإصابة في الركبة التي كان يشكو منها.. ولكن ثقة اللاعب في نفسه كانت وراء تلك الميدالية الغالية جدا وكأنها كانت مسك الختام للبعثة المصرية في ليلة الاحتفال بالسفارة المصرية.
والعطار لاعب تعود علي الفوز.. ونفس الرقم الذي سجله كان يضمن له الميدالية الذهبية لو لم يتم دمج الفئات الطبية. حيث هو صاحب الأرقام والميداليات الذهبية من قبل في بطولة العالم بهولندا في القرص والرمح وحقق ميداليتين فضيتين من قبل في دورة أثينا السابقة وذهبية دورة سيدني البارالمبية. ومازال لدي اللاعب الكثير ليضيفه لسجله الفضي علي أمل تحقيق الذهب مستقبلا. وهذا ما يقوله ويؤكده لأنه علي ثقة في إمكاناته رغم قوة المنافسة مستقبلا.
أما اللاعب عبدالمنعم صلاح الرباع القوي في الأثقال فهو آخر لاعب مصري شارك في تلك الدورة علي الإطلاق نظرا لأنه من الأوزان الثقيلة التي تعتبر من أصعب المسابقات في الدورة كلها.. شارك في وزن 100 كيلوجرام مع مجموعة الأقوياء كما يطلق علي هذا الوزن الذي يرفع أكبر الأثقال والأحمال.. خاصة اللاعب الصيني وي دونج الذي سجل رقما عالميا وأوليمبيا جديدا في كل رفعة.
أما لاعبنا عبدالمنعم صلاح فقد بدأ محاولاته الثلاث ونجح فيها جميعا وهي 215 كيلو ثم 220 كيلو وأخيرا 222.5 كيلو وظل في انتظار محاولات باقي اللاعبين المتنافسين.. فسقط اللاعب البولندي وفشل في رفع 225 كيلو. وانتظر الجميع محاولات اللاعب الإيراني لرفع 230 كيلو ونجح فيها بصعوبة بعد فشله في أول محاولتين لخطف البرونزية في آخر لحظة.. بينما فاز اللاعب الصيني بالميدالية الذهبية والنيجيري بالميدالية الفضية.. وبكي اللاعب عبدالمنعم صلاح لضياع الميدالية في آخر لحظة لكنه سجل الرقم الذي كان مطلوبا منه.
وبعد انتهاء الدورة رسميا بالأمس وقبل الختام الذي سينطلق في الثامنة مساء الليلة أي الثانية ظهر اليوم حسب توقيت القاهرة.. أصبحت قائمة الشرف المصرية تضم 12 بطلا وبطلة.. لكن تبقي رفع الأثقال هي سيدة الموقف المصري البارالمبي متفوقة علي ألعاب القوي وكرة الطائرة جلوس وتنس الطاولة.. الرصيد النهائي لبعثتنا الموفقة هو 12 ميدالية. وأسماء الشرف الذهبية جاءت بالتساوي بين الرجال والسيدات.. فاطمة عمر وهبة سعيد ومتولي مطحنة وشريف عثمان.
أما الأسماء الفضية والتي جاءت بالتساوي أيضا "رجالي وحريمي" محمود العطار في الرمح وراندا تاج الدين وأسامة عبدالمنعم وأمل محمود حنفي في رفع الأثقال.. والتتويج البرونزي من حق أسماء نادية فكري وزينب خليفة وشعبان الدسوقي وياسر عبدالعزيز.. أي أن المرأة المصرية في المعاقين تساوي وتوازي الرجل في كل شيء.. كما أن الترتيب النهائي لمصر في جدول الدورة وصل حتي ظهر أمس إلي المركز السادس والعشرين من بين 190 دولة مشاركة.
وقد أجمع كل الأبطال المصريين علي تقديم ميدالياتهم للشعب المصري خلال شهر رمضان وتمنوا جميعا لقاء الرئيس مبارك علي اعتبار أن هذا اللقاء هو خير تكريم ولاسيما بعد أن أصبحت السيدة سوزان مبارك هي الراعية الأولي لرياضات واتحاد المعاقين وللحق فقد أبلي كل أعضاء البعثة المصرية بلاء حسنا هنا في بكين كما يقول الدكتور حسام الدين مصطفي مدير البعثة. فالكل حقق المطلوب منه طبقا للأرقام الموضوعة.. فلدينا كل من لم يحقق ميدالية احتل المراكز من الرابع حتي السادس وهي نتائج مشرفة وسط هذه المنافسة القوية العالمية.. وتمني الأبطال من المهندس حسن صقر تكريم كل من شارك هنا في بكين بعد تلك النتائج. خاصة أصحاب المراكز الشرفية الذين حاولوا ولم يوفقوا لقوة المنافسة التي قد تزيد عنها في دورات الأصحاء. علما بأن الفارق كبير بين المقابل المادي والمكافآت ما بين المعاقين.. والأصحاء الذين يقبضون الملايين. كما طالب المدربون المصريون بمضاعفة قيمة المكافآت خاصة في لعبة مثل رفع الأثقال تحقق كل الميداليات.
وسوف ينطلق حفل الختام الليلة. والجميل أن اللجنة المنظمة راهنت علي أن يخرج حفل الختام أفضل من الافتتاح. بل أفضل من الختام في دورة الأصحاء. وسوف يتضمن دخول الفرق المشاركة وقوات فنية وترفيهية تعتلي شعار الدورة الذي ينادي عالم واحد.. يصل عدد الدول في طابور العرض إلي 149 دولة ويحمل علم مصر اللاعبة فاطمة عمر واللاعب شريف عثمان من أصحاب الذهب.. ويشهد الحفل 1600 كرسي متحرك ثم يرفع علم الصين قبل أن تدخل أعلام الدول المشاركة دفعة واحدة ثم الإعلان عن الفائزين بجائزة وانج يونج وهي عبارة عن 75 جراما من الذهب الخالص للفائز ومرشح من مصر فاطمة عمر عن السيدات ومتولي مطحنة عن الرجال لإنجازاتهما البارالمبية الرائعة ثم العرض الفني قبل أن يسلم علم الدورة إلي لندن بعد رفع علم انجلترا الدورة القادمة.