كل شي في كرة القدم جميل ومثير..ومن أهم ماجعل اللعبة تحظي بكل هذا الانتشار والجماهيرية, هو اختلاف وجهات النظر, وفي كل لعبة تجد من يراها في اتجاه, ومن يراها في الاتجاده المعاكس تماما, فهذه ضربة جزاء عند هذا, وهي ليست كذلك عند ذاك, ونفس الامر ينطبق علي كل مايتعلق بالكرن من تفاصيل, ويصل الامر الي حد الاختلاف حول مستوي المباراة, ووزنها الفني, وبالفعل حدث الاختلاف حول مباراة الزمالك والاهلي الاخيرة في دوري الابطال الافريقي, والتي وجدها البعض قوية ومرتفعة فنيا, وهناك من رأها متواضعة ولاترقي لكونها قمة بين ناديين كبيرين, ومهما كان الرأي الصحيح, ومن الاصح, يبقي شيئين..الاول: أن هذا الاختلاف هو أحد أسباب متعة الكرة وتشويقها, والثاني: أن عدم الاتفاق علي وجهة نظر واحدة ليس مدعاة لان يتحول الامر الي' خناقة' وعراك..الااذا كنا قد اصبحنا من هواة الاشتباك في كل شيء, وعلي اي شيء..حاجة صعبة جدا!!
= كتبت قبل أسبوعين عن الجدل, وعدم الرضا, والاختلاف حول الاداء الفني لفريق الاهلي الكروي, وتناولت حالة عدم الاطمئنان, التي تملكت الكثيرون من بعض العروض والنتائج, وقلت بالحرف أن الاهلي لايعاني مشكلة فنية, وكل مافي الامر أن المسألة ترجع الي' مرحلة الوفرة' التي يعيشها الفريق, بوجود طابور طويل من المواهب, وأصحاب المهارات, والاسماء الكبيرة, الي جانب الازدواجية بين القائمة الافريقية, والقائمة المحلية, والتي لاتسمح بتثبيت التشكيل في المباريات المحلية والافريقية, وأشرت الي أن العلاج الافضل في هذه المرحلة يتمثل في عودة البرتغالي' مانويل جوزيه' الي تشكيلته الاساسية المعروفة, وعدم الدفع بسيد معوض وجيلبرتو في نفس الوقت, ولاأحمد حسن ومحمد بركات معا, وماهو الايوم واحد لاغير حتي لعب' جوزيه'- أمام ديناموز هراري في دوري الابطال- بالتشكيل المتعارف عليه, والذي حقق أهم أكبر الانتصارات في السنوات الاخيرة, وبالفعل أدي الاهلي واحد من أقوي وأجمل الاشواط علي الاطلاق منذ فترة طويلة, والفضل كله للتشكيلة الاساسية, وربما أن ماجري في تلك المباراة هو الذي دفع' جوزيه'الي القول ضمن تص
ريحاته فيما بعد المباراة, انه سيعود الي تثبيت التشكيل من جديد, مع الدفع بالعناصر الجديدة تدريجيا. ولكن لسبب أوأخر لم يقم' جوزيه'بالاعتماد علي نفس التشكيلة, عندما لعب مباراة الزمالك, وغاب أحمد صديق من الناحية اليمني, وظهر محمد بركات, وأحمد حسن, ومحمد أبوتريكة, ولعبوا سويا من بداية المباراة, وهو ماقام جوزيه بتصحيحه في الشوط الثاني بخروج أحمد حسن, ودخول أحمد صديق, أي أنه عودة الي وجهة النظر التي أنادي بها..بعد الجمع بين أسماء بعينها حتي يحافظ الفريق علي تجانسه, وأنسجامه, وثبات تشكيله, وهي العناصر الاساسية وراء ماحققه الاهلي في كل السنوات الاخيرة.
سبحان الله..قلة النجوم مشكلة, وكثرتهم مشكلة أيضا!
= في أوروبا يباع النادي كما تباع أي سلعة أخري, ولايختلف شراء النادي عن شراء بيت, أوفيلا, أوسيارة, أوحتي جهاز كمبيوتر, وقد تابعنا في الايام الاخيرة اخبار بيع نادي مانشستر سيتي لمجموعة أبوظبي الاستثمارية, التي قال مديرها التنفيذي- سليمان الفهيم- انه يسعي الي أن يصبح النادي في مصاف الاندية الكبري, ويقصد بالطبع مانشستر يونايتد, وتشيلسي, والارسنال, ولست أنكر اني توقفت كثيرا أمام مايحدث عندنا, ومايفعلونه في الغرب, واكتشفت_ دون جهد- أن الفارق هائل وشاسع, والمسألة ليست في أن نقرر غدا خصخصة الاندية المصرية- وأنا أول من نادي بذلك- لان تحرير ملكية الاندية, من الشكل الحالي, الذي ليس فيه مالك حقيقي, سيكون فتحا جديدا للرياضة في مصر, ولكن من المهم أولا تهيئة الارضية لذلك, ودراسة الامر بعناية, ودقة حتي لاتتحول التجربة الي مشكلة مثل تلك التي وقعت منذ مايزيد عن18 سنة- ولازالت مستمرة حتي الان- وأسمها الاحتراف..اللهم اني صائم.
= قضية الخلاف علي حقوق البث الفضائي, ومطالبة الاهلي بإذاعة مباراياته علي قانه الفضائية الي جانب الفضائية المصرية والقناة الثانية وقناة النيل, لم تختلف معاجتها عن معالجة أي قضية من قضايا الرياضة والكرة في مصر, حيث لم يتم التفرقة بين الخاص والعام, وبين صالح الكرة وصالح الاشخاص, ولهذا تاهت الحقفيثقة مع أنها واضحة كل الوضوح, ولكن أريد التعتيم عليها لسبب, أوأخر.
مايهمني في هذه الجزئية, بعيدا عن الوضع المؤسف الذي أوصلنا اليه البعض, هو مايمكن أن يعود علي الكرة, والاندية, ومايمكن أن يتحقق في المستقبل, فيما لو كنا قد وضعنا صالح الوطن في الاعتبار, أن هذا الملف من أهم وأخطر الملفات الكروية علي الاطلاق, لان فوق البث التليفزيوني تمثل المورد رقم واحد في أوروبا, ثم نأتي هنا لنقتل كل شيء في مهده..ونردي كرة قدم محترمة؟