قلبي مع جماهير نادي الزمالك, ذلك النادي العريق الذي ابتلاه الله بجيل من اللاعبين يكاد يكون هو الأسوأ علي الإطلاق في تاريخ القلعة البيضاء, أو علي الأقل هو كذلك في آخر خمس سنوات.
جيل فقد روح الانتماء والقتال والحماس والغيرة.. لا أداء ولابطولات ولاحتي الكرة الجميلة التي كانت تتميز بها ـ زمان ـ مدرسة الفن والهندسة, والتي أغلقت أبوابها ـ بالضبة والمفتاح ـ منذ اكثر من أربعة مواسم, ولم تعد تظهر الا نادرا.
لقد انتقدني البعض واتهموني بالتحامل علي فريق الكرة بنادي الزمالك عندما وصفت الفارق بينه وبين فريق النادي الأهلي بأنه الفارق بين ثقافة الخوف والانهزامية وانعدام الروح عند الأول, وثقافة الفوز والروح والقتال والغيرة الايجابية عند الثاني.
ولهؤلاء أقول ـ وبمنتهي الموضوعية ـ هل شاهدتم مباراة الزمالك الأخيرة في دوري الابطال الافريقي أمام ديناموز هراري والتي انتهت بفوز الأخير1/ صفر؟ انها مباراة تلخص ماقلته سابقا عن افتقاد اللاعبين إرادة النصر وانعدام حماسهم, وافتقادهم القتال والنخوة والغيرة علي الفانلة التي يرتدونها, في مباراة تعتبر هي مباراة الفرصة الواحدة والأخيرة.. فعندما يعلم فريق أن أمامه فرصة واحدة, وانه لابد أن يقاتل لاقتناصها ومع ذلك يتقاعس عن ذلك أو يتخاذل أو يبدو وكأنه يلعب مباراة عادية, فانه لايستحق أي تعاطف من أحد مهما حاول البعض الحديث عن صيام اللاعبين أو قلة عددهم(17 لاعبا فقط في ظل بعض الغيابات لأسباب مختلفة), لأن الروح القتالية والغيرة والحماس وارادة النصر كلها أمور تصنع الفارق ولاسيما عندما يفتقد الجهاز الفني روح المغامرة والمجازفة, ويترك الفريق يلعب لفترة طويلة دون إدخال تعديلات علي التشكيل لقلب الموقف لصالحه طالما أن الموجودين في الملعب ليس بمقدورهم تعديل النتيجة.
ومن الأسباب الأخري لهذا التردي المزمن في حال فريق الزمالك علي امتداد4 سنوات سوء اختيار بعض ـ إن لم يكن معظم ـ صفقات اللاعبين, إذ كانت اختيارات عشوائية في أغلبها اللهم باستثناء ثلاثة أو أربعة لاعبين أبرزهم عمرو زكي.. وأيضا عدم وجود لجنة فنية حقيقية تحسن اختيار الصفقات بدلا من الجري واللهاث وراء اللاعبين عمال علي بطال!
والنقطة الوحيدة ـ بمنتهي الأمانة ـ التي تشفع لبعض اللاعبين هي سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها الإدارة, فهناك من يتم تدليله مهما فعل ويحصل علي مايريد, وهناك من يأخذ علي دماغه مع أقل خطأ وإذا كان عاجبه... بالذمة دي سياسة؟
والمطلوب.. لإنقاذ مايمكن إنقاذه.. حركة تنقية وتطهر شاملة تبدأ باستبعاد عدد من اللاعبين فقدوا الصلاحية تماما وتوجيه تحذير شديد اللهجة لعدد آخر, وتعويض رحيل عمرو زكي والبحث عن بديل سوبر مكان طارق السيد وظهير ايمن وصانع لعب في وسط الملعب قادر علي توصيل أي مهاجم للمرمي بسهولة.. وقتها ربما يصبح للفريق شكل آخر حتي لو استغرقت هذه الحركة موسما كاملا, فالصبر ليس بجديد علي جماهير الزمالك المسكينة والتي ابتلاها الله بلاعبين علي هذه الشاكلة! وأجهزة فنية تفتقد روح المغامرة وادارة تكيل بمكيالين ويحكمها ازدواجية المعايير!
{{ حسنا فعل مجلس إدارة النادي الأهلي بالموافقة علي إذا