إذا كان وقت الكلام وإسداء النصح قد أنتهي, فإنني أري اني أحلم حلما مشروعا بأن يفاجئنا نجوم منتخبنا الوطني وجهازهم الفني بتحقيق فوز مهم علي منتخب الكاميرون في أولي مبارياتنا في الدور الأول.. واعتقادي انه حلم ليس بعيد المنال ولا مستحيلا وأمنية يستطيع لاعبو منتخبنا ـ بمشيئة الله ـ تحقيقها اذا ما تضافرت الجهود وخلصت النيات واجتمع الكل علي هدف واحد.
وهاهم أبطال منتخبنا الوطني لايخيبون ظني ويحققون حلم ملايين المصرين بالفوز علي اسود الكاميرون التي كان يقال إنها لاتقهر, وهو ليس مجرد فوز مهم فقط وإنما فوز تاريخي رفع رصيد مصر في تاريخ اللقاءات بين الفريقين الي عشرة انتصارات مقابل خمسة فقط للكاميرون, والتعادل في سبع مباريات( من22 مباراة) وهي ارقام تؤكد ان الكاميرون لم تكن في يوم من الأيام مبعث خوف او عقدة لمنتخبنا الوطني.
نعم.. هو فوز تاريخي يحسب للاعبي هذا الجيل وجهازهم الفني بقيادة حسن شحاتة الذي أدار اللقاء بمهارة واقتدار اعترف بها اكثر منتقديه شراسة علي شاشات الفضائيات واستوديوهات التحليل.. ولكن هل انتهي الأمر عند هذا الفوز الكبير(2/4) وهل هذا هو غاية المراد من رب العباد؟ اعتقادي الشخصي أن الجهاز الفني يعلم تماما ـ من تجارب أخري سابقة وكثيرة ـ أن هذا الفوز لاينبغي أن ننتشي به الي الدرجة التي تفقدنا التركيز في مباراة الغد امام منتخب السودان الشقيق لأن التاريخ يحمل الكثير من العبر حتي وان كانت اللقاءات بين الفراعنة وصقور الجديان السودانيين تصب في مصلحة منتخبنا الوطني.. ولايمكنني ان أغفل الحساسية الكبيرة التي تشوب مثل هذه المباريات مما يجعلها قد تبدو صعبة رغم وضوح الفوارق الفنية الكبيرة بين المنتخبين المصري والسوداني وهو ماظهر واضحا من مباراة كل منهما مع منافسه في الجولة الأولي للدور الأول.. مصر امام الكاميرون والسودان امام زامبيا.
وعلي لاعبي المنتخب وجهازه الفني ان يضعوا في اعتبارهم حقيقة أن منتخب السودان صقور الجديان خرج جريحا من لقائه الاول امام زامبيا( صفر/3) وانه لن يكون صيدا سهلا امامهم لأن هزيمته تعني خروجه مبكرا من البطولة وعليهم أن يضعوا في إعتبارهم ايضا ان الفوز بهذه المباراة هو جواز المرور الحقيقي الي دور الثمانية بمشيئة الله.
وظني أن الفوز الكبير علي الكاميرون كان أشبه بالزلزال في كافة دوائر وأوساط البطولة في غانا, وأكد للجميع هناك أن حامل اللقب قادم بقوة وجاهز للرد علي الذين استبعدوه تماما في دائرة الترشيح للبطولة او علي الأقل لمربعها الذهبي, وهو علي أي حال استبعاد يدعوني للتفاؤل اكثر مما يغرقني في التشاؤم, فمازال شريط مباريات بطولة بوركينا فاسو98 ماثلا في مخيلتي!
ومع تسليمي بأن مباراة واحدة لاتكفي للحكم الصحيح علي قوة المنتخبات المشاركة في البطولة, فإنني أقول إنها قد تكون, بدرجة أو بإخري, مؤشرا علي تحديد الممنتخبات التي تملك مقومات المنافسة علي اللقب من واقع وفرة نجومها في كل الخطوط, وامكانيات أجهزتها الفنية وحسن إدارتها للمباريات.. وعليه أقول إن كوت ديفوار والسنغال ومصر وغانا ومعهم المغرب وتونس بدرجة أقل, لديها القدرة علي الاستمرار لفترة أطول في المنافسة وقدرة أربعة منتخبات منها علي التأهل للمربع الذهبي مع كامل التقدير لكل المنتخبات الاخري.
وأود أن أشير هنا إلي القيادة الرائعة التي أدار بها حسن شحاته لقاء الكاميرون وأملي أن يحتفظ في مباراة السودان بنفس تشكيل مباراته الأولي حتي يضمن التأهل أولا أو يجري تغييرا واحدا فقط وليفعل بعد ذلك ما يشاء في مباراة زامبيا.
ومرة أخري أؤكد أن هذا التصور مع مباريات الجولة الاولي لكل فريق قد يختلف مع مباريات الجولة الثالثة للدور الأول, والتي ستتضح فيها بشكل اكثر تفصيلا امكانات كل منتخب, ولا يسعني الا أن أتمني التوفيق لمنتخبنا الوطني, مع الأمل بألا يفاجئنا بفصول البايخة التي لم نسلم منها في تصفيات هذه البطولة