رغم الفوز الكبير علي المنتخب السوداني 3/صفر والذي وضع منتخبنا الوطني علي أعتاب الدور الثاني "دور الثمانية" لكرة القدم يواجه الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني موقفا صعبا قبل خوض مباراته الثالثة في المجموعة بالدور الأول للبطولة والتي يلتقي فيها بالمنتخب الزامبي حيث يواجه أكثر من مشكلة حقيقية لابد لها من حل قاطع.
أبرز هذه المشاكل بالطبع هي تذمر إبراهيم سعيد مدافع الفريق لعدم مشاركته في المباريات.. وثاني المشاكل هي الإنذار الأول حصل عليه أربعة لاعبين.. والمشكلة الثالثة هي محاولة التخلص من أي ثقة زائدة لدي اللاعبين قد تنقلب إلي غرور قبل مواجهة زامبيا الحاسمة علي التأهل وقمة المجموعة.
ظهرت المشكلة الأولي بوضوح خلال مباراة منتخبنا أمام السودان حيث بدا إبراهيم سعيد في حالة ضيق شديدة لعدم مشاركته ويبدو أن المدير الفني للفريق فشل في السيطرة عليه وعلي حالة الضيق التي تنتابه لعدم المشاركة فكان اللاعب أول المغادرين بعد انتهاء المباراة إلي أتوبيس اللاعبين رافضا الحديث مع أي شخص.. وكانت بوادر هذه المشكلة قد ظهرت في اليومين اللذين سبقا المباراة لشعور إبراهيم سعيد بأنه لن يشارك في المباراة ومن ثم سيطر الضيق علي اللاعب ودفعه للدخول في "خناقة" مع زميله عمرو زكي في فندق إقامة اللاعبين قبل ساعات من مباراة الفريق أمام السودان.
ويبقي التساؤل حول إمكانية الدفع بإبراهيم سعيد في ظل هذه الظروف خاصة أنه البديل الجاهز مع شادي محمد لخط الدفاع والذي يغيب عنه اللاعب محمود فتح الله للإيقاف بعد الحصول علي الإنذار الثاني خلال مباراة الفريق أمام السودان.
أما المشكلة الثانية وهي الإنذار الأول فتضع الجهاز الفني في موقف لا يحسد عليه لأنها تؤثر علي أربعة من العناصر الأساسية وهم: هاني سعيد ومحمد أبوتريكة وعمرو زكي وسيد معوض وبالتالي فإن غيابهم عن صفوف الفريق سيؤثر علي الأداء بالطبع ومن ثم يخشي الجهاز منحهم راحة في مباراة الفريق أمام زامبيا نظرا لصعوبة المباراة علما بأن الإنذار الأول يسقط تلقائيا بنهاية مباريات الفريق في الدور الأول للبطولة أما في حالة نيل أي من اللاعبين الأربعة للإنذار الثاني في مباراة الفريق أمام زامبيا فإنه سيغيب عن مباراة الفريق في دور الثمانية وهو ما يؤرق الجهاز الفني للفريق ويدفع للتفكير في هذه الجزئية بشكل كبير.
وبالنسبة للمشكلة الثالثة وهي الثقة الزائدة فهي أقل هذه المشاكل خطرا من وجهة نظر الجهاز الفني الذي حرص علي الاجتماع باللاعبين علي هامش تدريب الفريق أمس وأكد لهم أن المنافسة لاتزال قائمة علي بطاقتي المجموعة إلي الدور الثاني في البطولة وأن تأهل الفريق لم يحسم بعد ولابد من التعامل مع مباراة زامبيا بنفس القوة.. كما يحرص الجهاز الفني اليوم وغدا علي تنمية النواحي الإيجابية للفوز الذي تحقق والتخلص من أي ملامح للثقة الزائدة التي تؤتي أثرا عكسيا.
الجدير بالذكر أن الجهاز الفني وإدارة البعثة يحاولان بث الحماس في نفوس اللاعبين علي الفوز في مباراة زامبيا بالترهيب أحيانا وبالترغيب أحيانا أخري.. أما بالنسبة للترغيب فيأتي عن طريق التأكيد علي ضرورة الفوز وتواصل الانتصارات والصعود كأول المجموعة ليكون ذلك إنذارا لباقي الفرق بالإضافة لزيادة مكافأة الفريق كأول المجموعة عنه كثاني المجموعة.. أما الترهيب فيأتي من خلال توضيح طبيعة مدينة تامالي التي قد يلعب فيها المنتخب إذا حل ثانيا في المجموعة حيث تخلو من أي فنادق كبيرة وبالتالي سيجد الفريق صعوبات كبيرة في الإقامة بعكس ما هو عليه الحال حاليا في كوماسي حيث تقيم البعثة في أفضل فنادق المدينة بالإضافة إلي أن الانتقال من كوماسي إلي تامالي سيربك بعض حسابات الفريق فيما يتعلق بالتدريبات والإجهاد من السفر وهو ما يدركه اللاعبون جيدا ولذلك تعاهدوا علي الفوز الذي يفتح لهم الطريق نحو البقاء في كوماسي حتي الدور قبل النهائي ومن ثم رفع الجميع شعار "لا للعب في تامالي".
لذلك رفض الجهاز الفني للفريق حصول اللاعبين علي أي راحة من التدريبات واستأنف الفريق مرانه في الرابعة عصر أمس بتوقيت غانا السادسة بتوقيت القاهرة علي ملعب إحدي مدارس كوماسي حيث أدت المجموعة التي خاضت المباراة مرانا خفيفا لفك العضلات بينما أدي باقي اللاعبين مرانا كاملا.
حضر الكابتن سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة المران كعادته وهنأ اللاعبين مجددا بالفوز علي السودان وطالبهم ببذل أقصي جهدهم للفوز علي زامبيا.. وكان الجهاز الفني واللاعبون قد أقنعوا زاهر مجددا بالبقاء في كوماسي حتي نهاية مباراة زامبيا بل إن بعضهم أكد لزاهر أنهم لن يسمحوا له بالعودة إلي القاهرة إلا بكأس البطولة.. في نفس الوقت اضطر أحمد شاكر أمين صندوق الاتحاد إلي التوجه إلي أكرا مباشرة بعد انتهاء مباراة الفريق أمام السودان والاطمئنان علي اللاعبين ومسيرة المنتخب حيث استقل الطائرة أمس عائدا إلي القاهرة لإنهاء بعض الارتباطات