قال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم)
ان لكل دين خلقا وخلق الأسلام الحياء
( رواه مالك) ونحن نجد خلق الحياء
ظاهرا بوضوح في الأسلام أبتداء
من كونه من صفات الله عز وجل
ومن ذلك قول رسول الله
( صلي الله عليه وسلم)
ان الله يستحي أن يعذب شيبة
شايب في الأسلام ومارواه سلمان
رضي الله عنه عن رسول الله (صلي
الله عليه وسلم) أنه قال ان الله حي كريم
يستحي اذا رفع الرجل اليه يديه أن يردهما
صفرا خائبتين رواه أبو داود والترمذي
وقد قال العلماء كون الله حييا ستيرا لأنه
يستر عيوب عباده ويحب منهم أن يستروا
عيوبهم - كما ورد ذكر الحياء في القران
الكريم في أكثر من موضع ومن ذلك قوله تعالي
في سورة القصص عن أبنتي شعيب ( فجاءته
احداهما تمشي علي استحياء قالت ان أبي
يدعوك ليجزيك أجر ماسقيت لنا )
كما ذكر الله تبارك وتعالي أيات ترمز الي الحياء
وتشير اليه بما فيها من تذكير للانسان بأن
الله تعالي مطلع عليه في كل أحواله واستحضار
ذلك فيه حث للمؤمن علي تحري الحياء من الله
تبارك وتعالي في كل وقت وكل حال ومن ذلك
قوله تعالي في سورة الملك الأيتان 13و14
( وأسروا قولكم أو أجهروا به انه عليم بذات
الصدور الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)
والحياء خلق الرسل والأنبياء خصوصا رسولنا
(صلي الله عليه وسلم) فقد كان عليه الصلاة
والسلام شديد الحياء عن أبي سعيد الخدري
قال: كان النبي ( صلي الله عليه وسلم)
أشد حياء من العذراء في خدرها فاذا رأي
شيئا يكرهه عرفناه من وجهه-- رواه البخاري
ومسلم -- وقد أشتهر به الصحابه والصالحون
وكان سيدنا عثمان رضي الله عنه المثل الأعلي
في هذا الخلق -- عن أنس رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم) أرحم
الصالحين بأمتي أبوبكر وأشدهم في أمر الله
عمر وأصدقهم حياء عثمان -- رواه الترمذي
ونظرا الي أهمية خلق الحياء في الأسلام
فقد جعله الرسول (صلي الله عليه وسلم)
مع الأيمان قرينين - عن أبن عمر رضي الله
عنهما قال : قال رسول الله(صلي الله عليه
وسلم) الحياء والأيمان قرناء جميعا فاذا رفع
أحداهما رفع الأخر رواه الحاكم - وعن أبي
هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ( صلي
الله عليه وسلم) قال: الايمان بضع وسبعون
شعبة فأفضلها قول لااله الا الله وأدناها اماطة
الأذي عن الطريق والحياء شعبة من الأيمان
رواه البخاري ومسلم