بعيدا عن الصورة والملامح الجادة التي
ترتسم علي قسمات وجهه في المباريات التي يشاهدها الناس.. وبعيدا عن
مشاعر القلق والانفعالات التي نراها في حركات الرفس بالقدم والتشويح
بالأيدي والقفز في الهواء.. فإن الكثيرين لا يعرفون الوجه الآخر للمعلم
حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني.. والذي بات حديث رجال الصحافة
والإعلام في العالم بصرف النظر عما حدث في مباراة المنتخب مع كوت ديفوار
في الدور قبل النهائي لبطولة كأس الأمم الإفريقية.. المعلم حسن شحاتة
ارتبط في حياته بالكثير من الأمور التي تستحق أن نتوقف عندها لرصدها
وتسجيلها وتشكيل الصورة التي لا يعرفها أحد عنه.. فهو لا يعرف النوم في
الليلة التي تسبق المباريات بسبب قلقه الشديد ويفضل الجلوس مع نفسه
كثيرا, وهذا لا يعني الخوف وانما الجدية الكاملة والرغبة في تحقيق
الهدف.. وهذه المشاعر لا ينقلها إلي اللاعبين الذين يتولي تدريبهم..
والدليل
ما يفعله في نفس يوم المباراة عندما يدخل في وصلات من الضحك والهزار مع
اللاعبين.. ولا يتكلم عن كرة القدم إلا في المحاضرة الأخيرة التي يختار
فيها التشكيل الأساسي ويوزع المهام والواجبات علي اللاعبين.. وهذه
الأمور يقوم بها حسن شحاتة طوال مشواره مع التدريب.. وفي كأس الأمم
الإفريقية التي أقيمت في مصر وفاز بها المنتخب الوطني كان حسن شحاته يحرص
علي الكلام مع حفيده حسن كريم تليفونيا قبل المباراة بساعتين.. وفي
البطولة الحالية يفعل نفس الشيء.. فالمعلم يشعر بالسعادة والتفاؤل عندما
يتكلم مع حفيده الذي يبلغ من العمر أربع سنوات قبل المباراة بساعتين من
مدينة كوماسي الغانية.. وفي نهاية المكاملة يدعو الحفيد لجده بالتوفيق
والفوز..
وما لا يعرفه الكثيرون أن حسن شحاتة يعشق لعبة الطاولة
ويقضي وقت فراغه معها.. ويحرص علي حمل الطاولة معه في حقيبته في الرحلات
والمعسكرات.. ويمارس هذه اللعبة مع حمادة صدقي مدرب المنتخب وحسنين حمزة
مدلك الفريق, لكن قبل المباراة بأربع وعشرين ساعة يتوقف حسن شحاتة عن
لعب الطاولة وينشغل بالمباراة وينشغل بتجهيز نفسه لها.. والدليل أنه لا
ينام ليلة المباراة.. وبرغم توتره وقلقه فإنه يبدو هادئا وواثقا أمام
اللاعبين ولا يحب الضغوط النفسية عليهم.. وإذا كان حسن شحاتة هو معلم
الكرة المصرية فهو ملك المطبخ, يحب الطهي وإعداد أكلاته المفضلة
بنفسه.. فقد تعلم فنون الطهي عندما كان لاعبا في نادي كاظمة الكويتي ولم
يتوقف عن هذه الهواية للآن برغم أنه أجري عملية جراحية بالبطن.. ونصحه
الأطباء بعدم تناول الوجبات المسبكة من نوعية طواجن اللحوم والفراخ
والكبده وغيرها, فضلا عن الحمام المحشي بالفريك والملوخية.. وبعد
العملية الجراحية لا يتناول حسن شحاتة سوي الشوربة واللحوم والفراخ
المسلوقة حتي لا يعاني من المتاعب في بطنه.. ويركز في عمله الذي يعشقه
لدرجة الإفراط فأصبح واحدا من المدربين الكبار في الكرة المصرية..
هناك تفاصيل كثيرة في حياة المعلم حسن شحاتة لا يراها أحد بعيدا عن الملاعب والمباريات وكرة القدم