الحوار في هذه الفترة مع الكابتن سمير
زاهر رئيس اتحاد كرة القدم يجيء في وقته لسبب منطقي, وهو أنه رئيس
الاتحاد الوحيد في تاريخ كرة القدم المصرية الذي فاز في عهده المنتخب
الوطني الأول بثلاث بطولات لكأس الأمم الإفريقية, وهي نصف إنجازات الكرة
المصرية علي مدي تاريخها الذي يرتكز حاليا علي ست بطولات للمنتخب الوطني
الذي نعتبره عنوانا أصيلا للكرة المصرية بشكل عام.
وبرغم أن
تحقيق الإنجازات ليس بالأمر الهين لأنها تحتاج إلي قيادات ذات مواصفات
خاصة, كان زاهر جديرا بارتباط اسمه بما تحقق أخيرا من انتصار غير مسبوق
علي يد حسن شحاتة أفضل من أنجبت الكرة المصرية لاعبا ومدربا ذا مواصفات
عالمية, استنادا لما حققه علي أرض الواقع حتي الآن.سمير زاهر هو الذي
تحمل الكثير من الضغوط وحده, فاستحق ببساطة لقب شيخ العرب بفضل تدخله
الحاسم في الكثير من الأمور لمصلحة المنطق, ومساندة من يعملون لإسعاد
الشعب المصري كله, وقد كان لنا معه هذا الحوار:
* مبروك يا كابتن سمير الإنجاز الكبير.
*
الحمد لله أن اتحاد الكرة كان سببا في إسعاد الشعب كله بشكل غير مسبوق,
ربما لأنها البطولة الثانية علي التوالي التي يفوز بها المنتخب الوطني,
كما أن الفريق قدم عروضا قوية, أي أن الفوز جاء بجدارة وبقانون كرة
القدم برغم تطورها الهائل, وهو ما جعلنا فخورين بحسن شحاتة وفكره الرائع
في إدارة المباريات والتحضير لها, وهذا ليس كلامي فقط, لكنه رأي
الفيفا وكبار المسئولين عن اللعبة في الكاف والعالم.
* هل كنت تتوقع تحقيق هذا الإنجاز الأخير؟
*
كانت لدي ثقة كبيرة في المنافسة بقوة علي البطولة, واستندت في ذلك إلي
الإعداد القوي للمنتخب وخوضه مباريات متدرجة المستوي بجانب الفترة أو
المساحة التي أعطاها الاتحاد لحسن شحاتة قبل البطولة لإقامة معسكر, مما
أسهم في التقارب النفسي وإعطاء الفرصة للمدير الفني لتحفيظ وتدريب
اللاعبين علي التكتيك الخاص به, أضف إلي ذلك اختيار شحاتة لمجموعة
متجانسة ومتحابة تلعب بروح الفريق الواحد, كل ذلك أسهم في تحقيق
الانتصارات في البطولة التي شاركت فيها أقوي فرق القارة الإفريقية.
* لكن شحاتة تعرض لمضايقات وصعوبات كادت تعصف ببرامجه؟
*
أنا أعرف ماذا تريد أن تقول, لكن دعني أكون منطقيا, فهناك أعاصير
وصعوبات ظهرت, وهذا وارد, لكن في النهاية كنت وسأظل مساندا لحسن
شحاتة, فأنا أعرف بحكم خبرتي كيف تدار الأمور, ومتي أتدخل وأحسمها
لخدمة المصلحة العامة, وهو هدفي الدائم لإدارة العمل, والدليل هو
بقائي مع المنتخب في كوماسي برغم وجود حازم الهواري رئيسا للبعثة, وهو
قادر علي القيام بمسئولياته نتيجة خبرته الإدارية, لكن شحاتة هو الذي
أصر علي بقائي ومعي أحمد شاكر أمين الصندوق, فقررت البقاء, وكنا
نتعامل مع الجميع كأسرة واحدة متحابة ومتعاونة هدفها الوحيد تحقيق
الانتصارات, فكانت هذه الروح الجميلة بين الجميع, وهذا الإبداع الكروي
أمام أكبر الفرق.
* ماذا يعني الفوز بكأس الأمم لرئيس اتحاد الكرة؟
*
أشياء كثيرة في مقدمتها أنني رئيس اتحاد ناجح وقادر علي تحقيق
الإنجازات, فأنت تعلم أن هذه البطولة هي الثالثة التي نفوز بها وأنا
رئيس لاتحاد الكرة, الأولي في بوركينا فاسو98, و2006 في القاهرة,
و2008 في غانا, وأعتبر ذلك طفرة في تاريخ الكرة المصرية, وأعتقد أن
ذلك لم يأت من فراغ لأنني كنت ومازلت صاحب أفكار متجددة, ولدي الشجاعة
لطرق كل الأبواب مادام ذلك يفيد الكرة المصرية, فكنت صاحب فكرة تنمية
موارد اتحاد الكرة والتعاقد مع الرعاة لضمان توفير موارد مالية ثابتة
تمكننا من تنفيذ خطط تطوير اللعبة, ومن ذلك لعب منتخبنا مع فرق عالمية
في الخارج والداخل, وللمرة الأولي في تاريخ اللعبة أيضا نحصل علي عائد
مادي مقابل اللعب مع منتخبنا وتطوير المنظومة فنيا وإداريا علي جميع
المستويات.
* لكن البعض يعتبر الدوري وهو المسابقة الأهم ليست علي مستوي عال فنيا؟
*
أولا هذا غير صحيح, لأنه بالتجربة والمقارنة بالدول الأخري ثبت تماما أن
مسابقة الدوري المصري هي الأقوي علي الإطلاق قاريا, ومن ضمن الأقوي
عالميا, ودليلي علي ذلك أنها أفرزت وكانت سببا في ظهور عناصر قوية في
المنتخب الوطني, مما جعل شحاتة يعتمد بشكل كبير علي المحترفين في الدوري
المحلي, وكلنا شاهدنا إبداعهم الكروي في المباريات, وبالطبع لابد أن
أشيد بالمحترفين في الخارج, لكن في النهاية أريد أن أقول إن التطوير
مازال وسيظل ميثاقا ألتزم به لضمان التطور الدائم للكرة المصرية, لكن
يجب ألا نكرر هذا الكلام لأننا في مرحلة مهمة, أي تحتاج إلي استغلال قوة
الدفع التي حصلنا عليها لتحقيق المزيد من الإنجازات, ليس علي مستوي
المنتخب فقط, ولكن الأندية أيضا, لأنني أعتبرها العمود الفقري
والقاعدة الأساسية لتدعيم صفوف المنتخب.
* كابتن سمير زاهر.. ماذا بعد كأس الأمم الإفريقية؟
*
بسرعة قال: كأس العالم2010 طبعا, فهذا حلمي الشخصي ومجد جديد أريد
تحقيقه, وأعتقد أن منتخبنا يستحق بكل صدق الصعود لكأس العالم في
جوهانسبرج علي ضوء ما حققه من إنجاز, فنحن لدينا فريق قوي يمثل جيلا
قادرا علي مواصلة الإبداع, ليس قاريا ولكن عالميا أيضا, ولدينا جهاز
فني عالمي لديه الرغبة والحافز لتحقيق إنجاز جديد.
* لماذا يحاول البعض اختزال التقدير لحسن شحاتة في زيادة راتبه الشهري؟
*
أرجوك.. أنا أريد الاستمتاع بفرحتنا جميعا, وقد أعلنت خلال وجودي في
كوماسي التجديد لحسن شحاتة بعد موافقة أعضاء المجلس هاتفيا, وكان من
المهم الإعلان من هناك تقديرا للرجل وليس لشيء آخر, ثم إن من حق شحاتة
زيادة راتبه الشهري بعدما حقق نتائج تتعدي نسبة نجاحها100%, وبحكم
معرفتي بشحاتة أعلم أن هدفه الأول خدمة مصر, لكن في النهاية نحن كاتحاد
سنعمل خلال أيام علي تكريمه ومعه جهازه المعاون بما يتناسب مع إنجازاته
حتي نضع خطة الاستعداد لخوض تصفيات إفريقيا المؤهلة لكأس العالم.
* كابتن سمير.. لمن توجه تقديرك لدوره في مساندة المنتخب؟
*
بالطبع سيادة الرئيس مبارك ونجليه علاء وجمال مبارك, والمهندس حسن صقر
رئيس المجلس القومي للرياضة وجميع أفراد شعب مصر العظيم, وأعضاء مجلس
إدارة الاتحاد أقول لهم جميعا: شكرا للمساندة, وأعد الجميع بالصعود
لكأس العالم واستمرار الانتصارات.
* وأخيرا يا كابتن.. هل نجاحك يؤثر علي حياتك الخاصة؟
*
قال ضاحكا: أعترف بأنني مقصر في حق أسرتي وزوجتي نظرا لانشغالي الدائم
بأمور اتحاد الكرة, لكن ما يسعدني ويسعدهم هو تحقيق إنجاز جديد خلال
رئاستي للاتحاد, وأعتقد أن النجاح برغم أنه يتحقق بالمزيد من بذل الجهد
والعطاء, فإن الشعور بعد تحقيقه يفوق أي تعب.
وشخصيا أتمني تحقيق المزيد من الانتصارات والنجاحات, ومرحبا بأي تعب إذا كان من أجل الوطن