كان تكريم الرئيس لابطال مصر حرصا منه علي
ترسيخ قيمة العطاء وبذل الجهد وأقصي طاقة عند تمثيل البلد في أي مجال..
فهذا التكريم تحفيز للشباب وترسيخ للقيم الرياضية النبيلة, خاصة أن
الرياضة بالتحديد باتت تحظي باهتمام عالمي عند كل الدول ورؤساء كل الدول
بما تمثله انتصاراتها من معان تمس الشعوب..
وقد اتصل بي سمير
زاهر رئيس اتحاد الكرة, وأكد أن الرئيس بمنطق الاب طلب حل مشكلة احتراف
عصام الحضري في اطار من القانون واللوائح التي تحفظ حقوق الاندية, خاصة
ان السيد الرئيس كان طالب منذ سنوات وتحديدا بعد الفوز بكأس الامم
الافريقية عام1998 بفتح باب الاحتراف في أوروبا امام اللاعبين
المصريين, وبالفعل اتجه12 لاعبا للاحتراف الخارجي, وهو توجه الاتحاد
المصري أيضا, الذي يساعد لاعبينا علي اكتساب خبرات وثقافات جديدة تطور
من أساليب أدائه ومن حياته كلاعب محترف
انتهي هنا كلام سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة. وتبقي لنا كلمة:
{{
أولا: كل كتابتنا منذ سنوات كانت تشجع علي فتح باب الاحتراف الخارجي في
أوروبا أمام اللاعبين المصريين, حدث ذلك بعد التأهل لمونديال ايطاليا
وبعد الفوز بكأس الامم الافريقية, لان الاحتراف الخارجي ينقل اللاعب إلي
ثقافة جديدة في التدريب وفي ممارسة اللعبة, وكيف أنها يجب ان تجري في
اطار من المتعة والترويح والجدية, كما أن تجربة الاحتراف تفيد اللاعب في
تطوير أدائه وفي اسلوب حياته.
{{ ثانيا: نحن اذن جميعا نقاد
وجماهير وخبراء منذ سنوات طويلة, مع انطلاق لاعبنا للاحتراف في
الخارج, لكن يكون ذلك وفقا للوائح والقواعد المنظمة للعبة والمعتمدة من
أعلي جهة تديرها وهو الاتحاد الدولي لكرة القدم..
{{ ثالثا:
عندما رغب تيري هنري لاعب أرسنال في ترك الفريق والرحيل إلي برشلونة قام
بابلاغ ناديه برغبته في هذا الانتقال, وجرت مفاوضات شرعية بين الناديين
لشراء ما تبقي من عقد هنري مع أرسنال.
وعندما رغب دافيد بيكهام
في الرحيل من ريال مدريد إلي فريق جالاكسي الامريكي دون علم مدرب الفريق
في ذاك الوقت فابيو كابيللو, غضب المدرب الايطالي, وعاقب بيكهام, ثم
استعان به فيما بعد وكان الغضب أن التفاوض مع جلاكسي بدأ دون علمه!
{{
رابعا: لا أظن أن هناك انسانا واحدا في مصر يوافق علي الاخلال بالعقود
والعهود, تحت أي مسمي, ولو كان بانتهاز فرصة, لكن في الوقت نفسه لا
أحد يقبل أيضا باستعباد اللاعبين, وبتلك العلاقة الاحادية بين لاعبينا
وبين أنديتهم, إتركوهم ينطلقوا إلي العالم الآخر, وينهلوا منه
الخبرات, لكن المهم التوقيت وإحترام شرعية التعاقد!
{{
خامسا: عندما ندافع عن احترام العقود والعهود الموثقة وكلمة الرجل حين
كان الرجال يربطون بوعدهم, لم يكن أحد منا مصابا بالشيزوفرينيا.. ثم
إن الحضري نفسه اعترف بالخطأ, واعتذر عنه, وأعلن تقبله للعقوبة,
وكان رأينا ألا تكون انتقاما, وأضيف ان احترافه في سيون أو في غيره اذا
استطاع بعد العقاب بات حلا منطقيا لمصلحة كل الاطراف فلاعبنا في مشكلة
عويصة بتوقيعه علي عقدين لفريقين في موسم واحد!
{{ سادسا:
بقدر احترامي للعقود والقيم والأخلاق, فإني أرفض, وأرفض, تماما
ومائة مرة, اتهام عصام الحضري بالخيانة, ومعايرته بفقره وبما كان عليه
قبل أن يحضر إلي الأهلي من جانب صحف ومحطات, وأرفض هذا الصوت الذي طالب
باسقاط الجنسية المصرية عنه.. وهو أحد رموز البطولة.. وتلك كانت
ممارسات إعلامية غوغائية, تلعب بالنار, ولاعبوها يظنون في أنفسهم أنهم
حواة, إلا ان تلك النار تحرقهم وتصيبهم.. وتلك مشكلة خطيرة فالصحافة
والاعلام كله حين يتعرض لقضية رأي عام يخرج منها إلي قضايا فرعية لا علاقة
لها بالموضوع الاصلي, خاصة ان الأمر يتحول في النهاية إلي مبارزة بين
فريقين, فريق مع رأيه, وفريق ضد هذا الرأي وبينهما تدور سخافات
وتفاهات فتصغر القضايا الكبيرة بتلك الآراء المسطحة والصغيرة!
{{
سابعا: البعض تعامل أيضا مع قضية سفر عصام الحضري من موقعه كمشجع للاهلي
أو مشجع لفرق أخري, هذا خروج عن الضمير المهني وعن الرسالة الاعلامية,
إذا كان مازالت هناك رسالة, ومن أسف ان قضايا رأي عام تناقش بهذا
الاسلوب المسطح خاصة حين يدخل الحوار أبناء قبيلة بني حنجرة الذين يخلطون
الأوراق ويتركون القضية الاساسية ويدخلون القديم في الجديد والماضي في
الحاضر, ويضعون الفوضي فوق النظام..!
{{ ثامنا: كانت نتيجة
هذا كله مشهدا إعلاميا تكرر من قبل ألف مرة في السنوات العشر الأخيرة..
مشهد كله صخب وغضب, وصراع بين أصحاب الآراء دون التوصل إلي حل علمي
وعملي, ودون التوصل إلي حل لمشكلة حقيقية وقع فيها أحد نجومنا الرياضيين