سمع.. هس... الكل يربط الأحزمة. القمة في الطريق... انتهت مباريات التسلية
في الدوري.. وبدأ الجد. بدأ العد التنازلي لمدة 48 ساعة قبل لقاء الأهلي
والزمالك.
حتي مباريات الدوري التي اقيمت في الأسبوع التاسع عشر كانت "ماسخة"
وكأن اللاعب يمرر بقدمه ولكن تفكيره في لقاء الجمعة.. والمدرب لا يهمه إلا
الفوز بالقمة.. والجمهور يعتبر مباريات هذا الاسبوع تحصيل حاصل لأنها لن
تقدم.. ولن تؤخر بالنسبة للفريقين.. للأهلي الذي انفرد بالقمة مبكراً وحسم
الصراع رغم أنفنا جميعاً.. والزمالك الذي فقد الأمل وخسر كثيراً هذا
الموسم ولم تعد البطولة في "دماغه".. بينما الفوز بالقمة سيعيد له
التوازن..
* شهدت مباريات الاسبوع التاسع عشر.. خمسة تعادلات الحدود والطلائع
بدون اهداف.. بتروجيت والإسماعيلي 2/2 ثم الاتصالات مع البلدية والترسانة
مع الاتحاد والمصري مع الالمنيوم 1/..1 بينما انتهت ثلاث مباريات بالفوز
وبمجموع اهداف عشرة اهداف يوازي اهداف الفرق المتعادلة.. غزل المحلة علي
أسمنت السويس برباعية نظيفة والاهلي علي المقاولون 4/1 ثم الزمالك علي
إنبي بهدف وحيد.
هذه النتائج عكست خوف الأندية من الهزيمة خاصة تلك الأندية التي تدخل
منطقة الخطر مثل الاتصالات والترسانة والاتحاد والمصري والالمنيوم.. فالكل
يلعب بطريقة "اضعف الإيمان".. أي أن النقطة الواحدة أفضل من الخسارة..
وإذا جاء الفوز فلا مانع!! حتي الفرق التي تتنافس علي مركز واحد انتهت
مباراتها بالتعادل أيضا مثل الحدود والطلائع. لكن رغبة الفوز تركزت لدي
الاهلي والزمالك ثم غزل المحلة الذي خسر كثيرا في الفترة الأخيرة وكان في
حاجة ماسة للفوز ففاز بالأربعة وبجدارة علي الأسمنت.
* ويبدو أن الأهلي لعب لقاء المقاولون باصرار شديد علي الفوز.. بينما
ظهر التردد الواضح علي اداء الزمالك امام إنبي رغم أن الفريقين المقاولون
وإنبي من نفس المستوي وسط الجدول.. لكن دوافع الأهلي للفوز وبهذا العدد من
الاهداف كانت أقوي من دوافع الزمالك.. فالاهلي يمر بأزمة الحضري.. وهي
كفيلة بهز أي فريق.. بعد أن تسببت في مشاكل جماهيرية. واصبحت الأنظار كلها
موجهة إلي أمير الحارس الجديد الذي نجح حتي الآن بامتياز. حتي الهدف الذي
دخل مرماه كان من ضربة جزاء لا يسأل عنها. لكن الاختبار الاكبر لأمير
سيكون في لقاء القمة الجمعة القادم فلو حافظ علي شباكه نظيفة. سيطمئن
الجمهور الأحمر وسينسي الجميع الحضري.. بل سيصبح رحيله أمراً ضرورياً
وحتمياً.. وأمام أصرار الاهلي علي الفوز في لقاء المقاولون.. كانت رهبة
عماد متعب أمام المرمي واضحة عندما استمر في مسلسل اهدار الفرص.. ولابد أن
نعذره. لأنه في نفس اليوم كان مشروع أحترافه في روسيا قد انتهي ومات ليترك
في نفسه مرارة تضاف إلي مرارة العقم التهديفي وسوء الحظ.. ويبدو أن النحس
يطارده ويصر عليه بالذات سواء أمام المرمي.. أو مع الاحتراف الخارجي.. لكن
لابد أن نشد علي أيدي متعب لأنه لاعب جيد.. ويعجبني اصرار جوزيه علي وجوده
في الفريق تماما مثلما أصر شحاتة علي وجوده في المنتخب في كأس الأمم.. لأن
كل هداف له "أيام نحس" تقف وتتعرقل فيها الكرة بين قدميه.. لكن لسوء حظ
متعب أن الأيام "طالت".. شوية!! لكن التعويض كان رباعياً فظهر أحمد فتحي
وسجل أول اهدافه للأهلي.. وعاد جيلبرتو ليهدد المرمي واستعاد فلافيو
خطورته و"خطفاته" المفاجئة.. ثم جاء أحمد بلال ليضع بصمته علي الشباك وكأن
الأهلي يرسل انذاراً شديد اللهجة للزمالك. وهذا الفوز لا يقلل أبدا من
فريق المقاولون الذي لعب بقوة ورجولة وتغير وتبدل حسب مجريات المباراة
وهدد مرمي الأهلي عدة مرات.
* أما الزمالك.. فقد عودنا علي عدم الثبات في التشكيل أو طريقة
اللعب. وهذا مكمن الخطورة علي الفريق الذي فاز بهدف واحد وبصعوبة علي
إنبي. بل أن الفريق البترولي كان الأخطر في بعض الأوقات خاصة في الشوط
الثاني وسنحت له عدة فرص أكيدة.. وفارق الخبرة فقط هو الذي حسم النتيجة
رغم الأخطاء الكثيرة التي وقع فيها الزمالك دفاعاً وهجوماً.. لكنه وللحق
فإن بصمة محمد حلمي واضحة علي الفريق.. وداخل الجهاز الفني والفريق "عايش"
علي أمل الفوز علي الأهلي للانتعاش قبل مباراة الكأس.
والفوز الذي تحقق أفضل من انتهاء المباراة بالتعادل.. لكنه "فوز
خادع" قبل لقاء القمة.. صحيح أن الزمالك صعد للمركز الرابع وتساوي مع
الإسماعيلي برصيد 34 نقطة لكن مجموع اهدافه التي سجلها وعددها 25 هدفا
قليل بالمقارنة باسماء الهدافين في الفريق وهي نسبة ضعيفة لا توازي اسم
الزمالك العظيم.. لاسيما وأن الإسماعيلي سجل 31 هدفاً حتي الآن والأهلي 34
هدفاً.. فالزمالك يملك مجموعة مهارات فردية عالية.. ومجموعة هدافين
رائعة.. لكن الأداء الجماعي والشكل الهجومي يحتاج لعمل كثير وكبير.. ولولا
توفيق اللاعب الجديد الصاعد محمد ابراهيم في ضربة الرأس لكانت أزمة
الزمالك اكبر واخطر "نفسيا" قبل لقاء الاهلي.