علمنا الإسلام سلامة الصدور من الأحقاد والضغائن
يقول الرسول صلى الله وعليه وسلم :" لا يبلغنى أحد من أصحابى عن أحد شيئا ، فإنى أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر " أخرجه أبو داود
.
وعلمنا الأخوة والحب والتعاون لا التباغض والتقاطع
يقول صلى الله وعليه وسلم :
" مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منه تداعى سائره بالسهر والحمى " أخرجه البخارى ومسلم
وعلمنا حفظ اللسان عن كل شىء
يقول صلى الله وعليه وسلم :" ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذىء " أخرجه الترمذى .
وعلمنا الحوار الودود المثمر .. لأن رأى أكثر من عقل يفكر سيكون ولا شك أقوى وأفضل وأنسب من رأى عقل واحد يقول تعالى :" وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ "
وعلمنا ترك الجدال .. وهو الاقتناع بالرأى الأنسب ثم محاولة الإتيان باعتراضات عليه من أجل عدم الظهور أمام الآخرين ( أو حتى أمام النفس ) بالإنهزام .. ولقد نبهنا الإسلام أن الجدال خلق سىء علينا اجتنابه لأنه يضيع الجهود والأوقات ويوغر الصدور ويباعد بين الناس ويضعف الجميع ويؤخرهم ويتعسهم
يقول صلى الله وعليه وسلم :" أنا زعيم بيت فى ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ، وبيت فى وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا ، وبيت فى أعلى الجنة لمن حسن خلقه " أخرجه أبو داود
وعلمنا أن يستر بعضنا عيوب بعض ولا يفضحها كما يقول صلى الله وعليه وسلم :
" .. من ستر مسلما ستره الله فى الدنيا والآخرة .." أخرجه مسلم
وأن نجتهد فى إصلاحها كما يقول صلى الله وعليه وسلم :" الدين النصيحة " فقالوا : لمن ؟ قال :" لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " أخرجه مسلم
( لله ولكتابه ولرسوله : أى العمل بما طلبوه لمصلحتنا وهو الإسلام )
وعلمنا أن نتجمع ولا نتفرق كما يقول تعالى :" واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "،
وألا نتنازع لأنه سبب الفشل والضعف والتعاسة
كما يقول سبحانه"وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ "
وعلمنا أن ننشغل بمعالى الامور لا صغائرها كما يقول تعالى :" قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى " فنهتم بالدنيا على أكمل وجه ولكن لا ننسى أن نربط أعمالنا فيها بالآخرة الأعظم والأدوم والأسعد.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله يحب معالى الأمور ويكره سفسافها "
فلنجتهد فى أن يكمل بعضنا بعضا لا أن ينقصه ، وان نتناصح ولا نتفاضح ( وأظن أن من له رأى فى بعض الدعاة إنما يقوله من أجل النصح والإصلاح وتوجيه الناس نحو ما يظنه خيرا ) ، وأن ننشغل بالأهم عن الأقل أهمية ..
وبنهضة الأمة من غفلتها ونوقظ الهمم ونحفزها :
بتربية المسلمين على حب إسلامهم بدعوتهم إليه بالحكمة والموعظة الحسنة .. وعونهم على التخصص فى مجالات الحياة المختلفة حتى يأتى اليوم الذى ندير فيه شئون كل مؤسسات بلدنا بأخلاق وقوانين الإسلام التى تربينا عليها سابقا ، فتصبح دولتنا تدريجيا إسلامية بحق ..
ونسأل الله التوفيق والثبات حتى نتمكن من نشر خير وعدل ورحمة الإسلام بالحسنى للعالم كله ليسعد به ويعم الخير ونحمل السعادة للبشرية كلها.
وبهذا نشترك جميعا فى الثواب العظيم .. ثواب الدعاة كما يقول الرسول صلى الله وعليه وسلم :" من دل على خير فله مثل أجر فاعله " أخرجه مسلم
وثواب المجاهدين الذين يبذلون كل أنواع الجهود المالية والفكرية والبدنية وغيرها فى سبيل ذلك كما يقول تعالى :" وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا " ..
وثواب الصابرين كما يقول تعالى :" إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ "
ويقول "وَبَشِّرِ الصَّابرِينَ "
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يؤلف بين قلوبنا وأن يوحد كلمتنا ويديم علينا نعمة سلامة الصدر ونقاؤه وأن يرزقنا الإخلاص والثبات