بات التفاؤل الذي يفرض نفسه علي الشارع
المصري قبل مواجهة المنتخب الانجولي بعد غد في دور الثمانية غير مبرر
بالمرة ولا يعرف علي أي أساس تم بناء هذه الثقة, وأن الأفضل للمنتخب
الوطني اللعب أمام انجولا بدلا من تونس بسبب يراه الغالبية انها نفسية
وربما معنوية.
لا شك أن المتابع للفريق الانجولي في السنوات
الأخيرة لابد وأن يلحظ التطور الكبير الذي طرأ علي الفريق تحت قيادة مدربه
الوطني أوليفيرا جون سيلنس منذ موسم2003.
لقد أعطي تأهل
الانجلوليين الي دور الثمانية أملا كبيرا في تحقيق إنجاز جديد مع هذا
المدرب الذي يعد أصغر مدرب في البطولة فهو من مواليد31 أكتوبر1963,
وحقق العديد من النجاحات مع الكرة الانجولية بداية من أمم إفريقيا للشباب
باثيوبيا2001.
شهدت الكرة الانجولية علي أيد هذا المدرب مولودا
جديدا منذ اثيوبيا عندما فاز بالبطولة وتأهل لمونديال الشباب بالارجنتين
وحقق نتائج كبيرة وبالرغم من ابتعاده عن تدريب المنتخبات.. إلا أنه
مالبث وأن استعان به الاتحاد الانجولي لقيادة المنتخب في نهاية
موسم2003, ومنذ آنذاك وأوليفيرا يتولي مقاليد الأمور وقاد الغزلان
السوداء لنهائيات كأس العالم بألمانيا ولم يهزم سوي أمام البرتغال بهدف
وحيد وتعادل مع المكسيك وايران.. ومن قبل المانيا تأهل لأمم إفريقيا
بالقاهرة ومع اعترافه بأنه لم يحقق نتائج جيدة.. إلا أنه وعد بتطوير
أداء الفريق وهو ماحدث في البطولة الحالية وتصفياتها الأولية هي المرة
الأولي التي تتأهل انجولا الي الدور الثاني.
لا يعتمد الفريق
الانجولي علي لاعب بعينه ولكن يلعب بروح الأداء الجماعي فالفريق يدافع
ويهاجم وحدة واحدة وهو مالفت الانظار من خلال مبارياته الثلاث.
وإذا
كان الفريق يضم بين صفوفه مانوتشو لاعب بانثياكوس اليوناني المعار من
مانسشتريونايتد وفلافيو ومورمورتيا وزيكا لانجا لاعب بوافيسا.. إلا أن
مصدر قوة الفريق في أدائه الجماعي ورأسيات مانوتشو وانطلاقات ريكالانجا
بالاضافة الي الاختراقات من العمق عن طريق فلافيو ومورمورتيا.
ويملك
لاعبو الفريق الانجولي ميزة اللعب منذ فترة طويلة بنفس المجموعة وخوض
نهائيات كأس العالم والتصفيات علي العكس المنتخب التونسي الذي يضم بين
عناصره14 لاعبا يلعبون لأول مرة في نهائيات إفريقيا.
وسربت
الصحف الانجولية الصادرة أمس في صحيفتي انجولا تيوز وانجولا برس أكثر من
تصريح لأوليفيرا تحت عنوان مولد قوة جديدة في القارة الافريقية.
وقال
أوليفيرا إنه أصبح في القارة الافريقية قوة جديدة تضاف الي القوي الموجودة
حاليا وهي أمور منطقية.. وأضاف أن نتائج منتخب بلاده تؤكد أنه يسير علي
الطريق الصحيح بدليل تأهله الي دور الثمانية. وأشار أوليفيرا كنت أتمني
مواجهة المنتخب الكاميروني في الدور الثاني لأنه الأفضل بالنسبة لنا وكنا
قادرين علي التغلب عليه نظرا للبطء الشديد وهي أمور كانت ستسبب مشاكل
كبيرة للفريق الكاميروني وكنا بحاجة لمحو الصورة السيئة لنتيجة القاهرة
التي خسرناه1/3.
وأكد أوليفيرا أنه يعرف المنتخب المصري جيدا وأن
ماحدث في لشبونة لن يتكرر لأنه لقاء تدريبي بالدرجة الأولي.. أما الآن
فإن الوضع سيكون مختلفا وعلينا ان نتمسك بالفرصة من أجل الذهاب بعيدا
والوصول الي نصف النهائي وهي أمور مخطط لها جيدا.
نعلم الكثير عن الفريق المصري ونقاط القوة والضعف ونعرف جيدا انهم سعداء بمواجهتنا بدلا من تونس ولكن الملعب سيقول شيئا آخر