فتح محمد سرور بطل مصر وافريقيا النار علي المسئولين عن الرياضة في مصر مؤكدا ان المشكلة والاخفاقات في البطولات الكبيرة والدورات الاوليمبية ليست في اللاعبين أنفسهم ولكن في التخطيط السييء والتعامل مع البطولات بالقطعة.
وسط اشتعال منافسات دورة الالعاب الاوليمبية المقامة حاليا في العاصمة الصينية بكين التقت "الجمهورية" مع اللاعب محمد سرور نجم مصر وبطل افريقيا للجمباز لمعرفة السبب وراء خروج مصر مبكرا من معظم منافسات الجمباز علي المستوي العالمي وهو ما تكرر في الدورة الحالية أيضا.. ودار مع اللاعب هذا الحوار:
* بعد انتهاء مشاركتك الأولي في أولمبياد بكين ما هو السبب الذي تراه خلف الخروج المبكر؟
** بداية أرغب في توضيح نقطة مهمة للغاية وهي ان اللاعبين ليسوا السبب ولا يجب ان يكونوا "شماعة" تعلق عليها جميع الأخطاء فاللاعبون عنصر ضمن مجموعة كاملة من العناصر وإذا توافرت الامكانيات للاعبين يجب محاسبتهم بعد ذلك علي النتائج أما بدون توافر هذه الامكانيات فيجب التعامل مع هذه الاخفاقات في الدورات الاوليمبية علي انها نتيجة طبيعية.
* ماذا تقصد بالضبط بمصطلح الامكانيات؟
** كل شيء يمكن توفيره للاعب من أجل تحقيق نتائج جيدة والوصول للهدف المنشود وتشمل الامكانيات بالتأكيد من التخطيط السليم للعبة والفترة المناسبة لتنفيذ هذا التخطيط بالاضافة إلي توفير الدعم اللازم لعملية التنفيذ وبعدها تأتي امكانيات اللاعب وقدراته علي تحقيق النتائج.
* نعرف ان هناك دعما دائما من اللجنة الاوليمبية للاتحادات الرياضية فأين ذهب هذا الدعم؟
** الدعم يأتي دائما في اللحظات الأخيرة.. وعلي الجميع ان يتصوروا ان الدعم المخصص للاستعداد قبل أولمبياد بكين لم يأت إلا قبل انطلاق فعاليات الدورة بشهرين فقط وهو وقت غير كاف للاستعداد من أجل دورة ودية وليس دورة أوليمبية كما ان الدعم لم يأت بأكمله.
* ما السبب في تأخر الدعم؟
** السبب هو المشكلة الأساسية وهو اننا نفكر "بالمقلوب" ففي كل دول العالم يكون التفكير والتخطيط هو السعي لتدعيم أي لعبة من أجل الوصول إلي بطولات العالم والدورات الاوليمبية ولكن الوضع يختلف في مصر فلم يكن هناك دعم مقرر لي قبل تأهلي إلي الاوليمبياد.
* ومتي تأهلت بالضبط؟
** كان ذلك من خلال بطولة العالم التي أقيمت في ألمانيا خلال أكتوبر 2007 وبعدها بدأ التفكير علي استحياء لدعم استعداداتي لبكين لانني لست في مشروع البطل الاوليمبي الذي ضم لاعبين لم يحققوا أي نتائج رغم الانفاق عليهم منذ البداية.. ولا أنكر ان اتحاد الجمباز بدأ إعدادي قبل ذلك بكثير ولكن الاتحاد وحده لا يكفي خاصة ان موارد اللعبة ضعيفة للغاية وهناك أكثر من لاعب يجب إعدادهم أيضا.. ولان إعداد البطل الاوليمبي يحتاج لأربع سنوات علي الأقل كما يحتاج لمعسكرات إعداد خارجية والمشاركة في أكثر من بطولة لاكتساب الخبرة والقضاء علي الرهبة فيجب ان تتعاون اللجنة الاوليمبية مع الاتحاد لتوفير هذا الدعم وهو ما لم يحدث بالشكل المطلوب حيث ألح الاتحاد كثيرا علي اللجنة الاوليمبية لإرسال الدعم الخاص بي وفي النهاية حصلنا علي نصفه فقط قبل شهرين من الدورة.
* هل معني ذلك انك لم تقم بأي فترة إعداد؟
** لا بالطبع سافرت إلي الصين حيث شاركت في معسكر خارجي هناك قبل الدورة العربية التي أقيمت في مصر والتي لم أشارك فيها بسبب الإصابة ثم شاركت في بطولتين إحداهما في قطر والأخري في موسكو ولكن كان من الضروري ان أشارك في خمس بطولات علي الأقل في كل عام.
* هل كان غياب الدعم الكافي هو السبب الوحيد في عدم المشاركة في هذا الكم من البطولات؟
** لا بالطبع ولكن كانت هناك الإصابة أيضا.
* وهل تكون الإصابة مسئولية اللجنة الأوليمبية أيضا؟
** لا بالطبع.. ولكن المشكلة تكمن في انني عانيت من الإصابة لمدة خمسة أشهر والإصابة حرمتني من المشاركة في أكثر من بطولة لعدم وجود الطبيب المتخصص وظلت الإصابة هكذا حتي نجح دكتور وجدي أبوالمعاطي في الاتفاق مع طبيب فرنسي علي علاجي ولم يستغرق العلاج أكثر من جلستين وهو ما يؤكد ان غياب الأجهزة المعاونة يلعب دوره أيضا فلاعب الجمباز يحتاج إلي طبيب متخصص وإلي اخصائي تدليك وهو أمر لا يتوافر لدينا.
* وماذا فعلت بعد فترة الإصابة؟
** حرصت علي بذل قصاري جهدي في التدريبات ثم خضت معسكرا تدريبيا في الصين قبل بدء منافسات الدورة مباشرة.
* في رأيك ما هي الوسيلة السليمة لاعداد أبطال في الجمباز قادرين علي المنافسة في المسابقات العالمية؟
** هناك العديد من العناصر يجب ان تتوافر من أجل ذلك وفي مقدمتها التخطيط السليم والتعاون الجاد بين جميع الهيئات الرياضية وفي مقدمتها اللجنة الاوليمبية واتحاد اللعبة واللجنة الفنية بالاتحاد وضرورة عدم التسرع والمطالبة بالنتائج في فترة زمنية قصيرة لان إعداد البطل يحتاج إلي وقت طويل بالاضافة إلي ضرورة توسيع قاعدة المنافسة وسيكون ذلك بمساعدة وسائل الإعلام التي يمكنها بث حب اللعبة في نفوس الجميع.. وبالاضافة إلي ذلك يجب التغلب علي مشكلة أخري خطيرة وهي مواعيد الدراسة والامتحانات والتي تعد من أبرز المشاكل التي تعوق اللاعب في مصر عن التألق في رياضته حيث يكون تضارب المواعيد ضد الرياضة دائما وهي مشكلة يجب التغلب عليها في أسرع وقت.
* هل تجد الفارق كبيرا بين منتخب مصر للجمباز ومنتخبات أخري؟
** بالتأكيد فمنتخب مصر علي سبيل المثال يضم ستة لاعبين بينما يضم المنتخب الصيني 20 لاعبا أساسيا ومثلهم من اللاعبين غير الاساسين في الفريق.
* ألا تري أي ايجابيات في الجمباز المصري؟
** بالطبع هناك بعض الايجابيات وهي حب الممارسين للعبة وحرصهم علي بذل كل ما بوسعهم رغم ضعف الامكانيات.. كما يمثل المدربون أحد الايجابيات القليلة في الجمباز لان الاتحاد يتعاقد بالفعل مع مدربين أصحاب مستوي بارز سواء كانوا من الأجانب أو المصريين.