.. الأهلي ركب جدول ترتيب الدوري الكروي. أو قل عاد لمكانه المفضل. ومكانته الطبيعية.. خاصة في ظل تراجع الزمالك الذي تأكد خلال الفترة الأخيرة التي خاصم فيها البطولات.. والأهلي يختلف عن سائر الأندية الأخري.. لأنه يلعب "بروحين"!! الأولي عندما يكون بعيداً عن القمة.. فيسعي إليها معتمداً علي أدوات جيدة تعينه وتساعده وتدعمه!!
والروح الثانية عندما يصعد للقمة كما فعل الآن.. فلا يتخلي عنها بسهولة. وفي كلتا الحالتين يتميز الأهلي بأنه فريق.. أبسط ما يقال عنه إنه عنيد.. له هدف واحد وهو البطولة. وله هواية واحدة وهي جمع الألقاب. ويملك أدوات تحقيق الأهداف من لاعبين وإدارة وجماهير.. والأهلي يختلف في ذلك عن سائر الأندية الأخري. التي لا تصدق نفسها إذا صعدت إلي القمة في أسبوع ما.. ولا تملك إمكانات الاستمرار.. أو الجماهير الجبارة التي تساعد وتدعم وتساند. أو قل باختصار ان الأندية الأخري "نفسها قصير".. والأهلي نفسه طويل بكل معاني الكلمة. لذلك صعد الأهلي إلي القمة عندما ركز في الدوري.. بينما ترك القمة من قبل لطلائع الجيش عندما كان مشغولاً في إفريقيا. وعندما كان كل لاعبيه مشغولين ومشتتين ما بين الأهلي والمنتخب الوطني والعسكري.
لكن الوضع الآن اختلف.. لأن انتهاء بطولة إفريقيا وخسارة الأهلي للقب الذي كان يحمله من قبل.. كان وبالاً علي الطلائع!! فالأهلي عندما يركز في بطولة واحدة.. يصعد إلي قمتها بسهولة.. والأهلي عندما يتقدم يصعب زحزحته من القمة إلا بصعوبة بالغة وتتكاتف كل الفرق ضده في اتحاد كونفدرالي كروي.. أي أن أكثر من فريق يتعادل معه ليقلل من رصيده حتي يلحق به فريق آخر!!.. لكن كيف يتم ذلك والزمالك غائب عن الوعي التنافسي.. وضل طريق البطولات من زمان!؟!.. كيف والزمالك هو الحاضر الغائب. صحيح أنه فاز هذا الأسبوع علي الترسانة بثلاثية أثلجت صدور الجميع وهيأت جماهير الزمالك لعهد جديد.. ولكن من يضمن الزمالك؟! ومن يضمن عدم تكرار الفصول البايخة من الفريق الذي يعاني من "هلهلة" دفاعية واضحة!!؟!.. من يضمن حضور الجماهير في كل مباراة وعودتها سعيدة بدون مقالب سخيفة من الفريق الأبيض؟!! وأخيراً من يضمن أن يصعد الزمالك من مركزه الرابع في الدوري وبعد ثلاث هزائم ومثلها تعادلات لينافس ويلاحق الأهلي الذي يسبقه بثلاث نقاط وبمباراتين مؤجلتين!!؟
أسبوع مميز
* يمكن أن نطلق علي الأسبوع الثالث عشر في الدوري أنه أسبوع مميز ومتفرد.. لأن الفرق سجلت فيه 19 هدفاً وهي نسبة رائعة من الأهداف تعكس رغبة كل الفرق في الفوز وتحقيق نتيجة ايجابية قبل إسدال الستار علي البطولة وقبل كأس الأمم.. سجل هدفين في مباريات الأسبوع أبو تريكة للأهلي في مرمي الألمنيوم وعلاء كريم للمقاولون في مرمي المصرية للاتصالات.. وربما يكون المقاولون هو فرس الرهان هذا الأسبوع.. لأنه حقق الفوز بعد طول اشتياق وبأربعة أهداف. والطريف أنه أول فوز علي ملعبه هذا الموسم. وسبحان مغير الأحوال.. فقد فاز الفريق بالأربعة وكأنه إعلان عن رغبة اللاعبين في استمرار الجهاز الفني بقيادة علاء نبيل بعد أن كان البديل "ستاندباي" علي الخط.. جاهز للتعاقد في العاشرة مساء بعد المباراة إذا خسر الفريق!! فعلاً أرزاق!!
* أعلي الأهداف في لقاء واحد.. كان في مباراة بتروجيت وحرس الحدود والتي انتهت للحرس 3/2 بينما تخلي طلائع الجيش عن القمة بفعل فاعل من إنبي الذي حقق التعادل السلبي وأضاع أغلي نقطتين من الطلائع وأضاع منه القمة وأهداها للأهلي الذي يستطيع أن يحافظ عليها خاصة وأنه سيلعب مباراتين مؤجلتين مع بتروجيت وبلدية المحلة.. وكل مباراة سيفوز فيها وكل نقطة سيحققها من المباراتين سترفعه ليجلس القرفصاء فوق القمة منفرداً وبجدارة!!
* أما الزمالك فأحواله غريبة.. تارة يخسر ويكرر الخسارة. ومرة يتعادل ويخسر النقاط. وآخرها كان مع الألمنيوم ثم يستيقظ فجأة ويتعملق ويفوز علي الترسانة بالثلاثة!!.. فريق أحواله غريبة. لا تعرف له موقفاً. ولا يمكن أن تراهن عليه أبداً.. وأظن كما يظن الجميع أن المركز الرابع في الدوري بعد مرور 13 أسبوعاً من المسابقة.. عيب في حق الزمالك الذي يستحق أكثر من ذلك بكثير. ويقدر جماهيره التي تتعجب لأحوال لاعبيه. المهم أن يلحق الزمالك نفسه في يناير ويستعين بعناصر جديدة تعوض السقطات السابقة والتعاقدات الفاشلة. لكن من يحاسب الزمالك علي تلك الصفقات الخاسرة وعلي الدفاع المهلهل الذي استقبل عشرة أهداف حتي الآن.. وخسر ثلاث مباريات وتعادل مثلها!!
* الإسماعيلي مازال يبحث عن نفسه ووجدها أمام المحلة خاصة بعد أن حول هزيمته بهدف إلي فوز بهدفين. وأجمل ما يصنعه حفني أنه يدفع بعناصر جديدة ليؤكد أن الإسماعيلي مازال مصنع النجوم.. أما غزل المحلة فهو الفريق الذي يلعب كرة سهلة جميلة تحتفظ برونقها القديم.
* الاتحاد السكندري.. فاز علي أسمنت السويس.. لكن الفريق مازال غائباً عن الوعي ويحتاج لفريق كامل!!
* الترسانة لديه ما يقدمه أفضل بكثير مما شاهدناه في لقاء الزمالك.. والمصري علي ما يبدو أنه عاد لطبيعته من جديد.. لأن ما حدث أمام الإسماعيلي كان نوبة "صحيان" فقط!!