** سنة2007 تقترب من الانتهاء وفيها وخلالها أقيمت بطولات ومباريات في كل اللعبات علي المستوي العالمي والقاري والعربي وآخرها الدورة العربية التي فزنا بها وحصلنا علي ميداليات تملأ سيارة نقل لكنها فيما يبدو صفيح لا قيمة لها ولا حتي في سوق الجمعة الذي كل شيء فيه علي الأرض!
سنة2007 ودعت وتركت لنا حقيقة لابد أن نعرفها.. والحقيقة!
أن كل الأحداث العالمية التي أقيمت في مختلف اللعبات خرجنا منها بأربع بطولات عالم هؤلاء أبطالنا وأبطالها:
عمرو شبانة بطل الاسكواش وآية مدني بطلة الخماسي الحديث ومنتخب الكاراتيه للناشئين وأحمد عدلي بطل الشطرنج وهؤلاء هم الأفضل بين كل أبطال مصر من حيث النتائج في عام2007 المتبقي من عمره أيام!
عمرو شبانة يحتفظ من21 شهرا بلقب المصنف الأول علي العالم في الاسكواش ونجح من ثلاثة أسابيع في أن يستعيد عرش العالم بحصوله يوم أول ديسمبر علي بطولة العالم لفردي الرجال التي أقيمت في جزيرة برمودا ليجمع بذلك بين لقبي المصنف الأول علي العالم وبطل العالم محققا انتصارا عالميا فذا هو بالتأكيد أفضل إنجاز رياضي مصري في2007.
آية مدني بطلة كأس العالم في الخماسي الحديث أغسطس2007 بالصين وانتصار أية مدني ليس بأي انتصار إذا ما عرفنا أن هذه هي المرة الأولي التي تفوز فيها بطلة من خارج أوروبا ببطولة عالم في الخماسي وهذا عمل خارق وإنجاز رائع!
أحمد عدلي بطل العالم للشطرنج تحت20 سنة في بطولة العالم التي أقيمت بأرمينيا في أكتوبر2007.
منتخب الكاراتيه للناشئين بطل العالم في البطولة التي أقيمت بتركيا في أكتوبر2007 بحصوله علي خمس ميداليات ذهبية حققها أبطاله مصطفي إبراهيم وإبراهيم مجدي في الكاتا الفردي, وفي الكاتا الجماعي مصطفي إبراهيم وسعد الدين سعد وشريف سيف والميدالية الرابعة كريم محمود( كوميتيه) وزن60 ومحمد عبد الله( كوميتيه) وزن95 وميداليتين برونزيتين فازت بهما سارة عاصم وشيماء أبو اليزيد.
هؤلاء هم النجوم بحق والأبطال عن حق.. أبطالنا وأبطال العالم في2007 وهم بالتأكيد يستحقون كل التقدير وكل الاحترام وكل الاعتزاز.. يستحقون أن نتباهي ونفخر ونعتز بهم!
** أريد التعقيب علي تصريح غاضب انفعالي للواء جلال علام رئيس اتحاد الاسكواش عقب انتهاء بطولة العالم للفرق التي خرجت مصر من دور الأربعة بها وهو الأمر الذي أغضب رئيس الاتحاد وكأن مصر لم تترك بطولة عالم للفرق إلا وأخذتها!. غضب غير مبرر وانفعال غير مقبول وصل إلي درجة توجيهه تهمة التخاذل والتقصير لبطلنا وبطل العالم عمرو شبانة!
في اعتقادي أن الغضب سبق الحلم في تصريحات رئيس الاتحاد التي غلب عليها الانفعال علي حساب المنطق والواقع والوقائع والسوابق والظروف وجميعها أوضحها لحضراتكم في هذه النقاط:
1 ـ عندما نريد تقويم أداء ونتائج بطولة ما فالصحيح أن ننظر إلي ما قبلها وسبقها لأجل أن يكون التقويم قائما علي أسس وموضوعية ومستوفيا للدقة المطلوبة في معايير التقويم.
2 ـ بطولة العالم للفرق التي أثارت هذه الانفعالات سبقتها خمس بطولات أقيمت خلال شهرين شارك فيها عمرو شبانة وفاز بها جميعا والبطولات الخمس أربع منها كبيرة وصعبة أولاها بدأت في أكتوبر وهي بطولة السعودية وهذه السنة جاءت أكبر بطولات العالم من حيث الجوائز التي هي مرتبطة بالنقاط وكلما زادت الجوائز زادت نقاط البطولة التي يحصل عليها اللاعب والنقاط هي التي تحدد التصنيف العالمي ومن هنا البطولات ذات الجوائز الكبيرة يحرص كل النجوم علي المشاركة فيها لأن نقاطها كثيرة وبطولة السعودية هي الأكبر هذه السنة وفاز بها عمرو شبانة وخرج منها ليشترك في بطولة قطر وهي الأخري كبيرة وفاز بها وخرج منها علي بطولة هونج كونج وهي أيضا كبيرة وبطولة لها وزنها وفاز بها شبانة ومنها جاء علي الدورة العربية وتوقيتها خاطئ بالنسبة لبطولتي العالم للاسكواش للفردي والفرق والمفترض أن يكون هذا التوقيت راحة والتقاط الأنفاس لعمرو شبانة استعدادا لبطولتي عالم وهذا لم يحدث ولعب الدورة العربية ومنها إلي بطولة العالم للفردي التي أقيمت في جزيرة برمودا التي تبعد ساعتين عن نيويورك التي تبعد12 ساعة طيران عن القاهرة.. المهم أنه شارك في البطولة الخامسة علي التوالي
خلال شهرين وحصل علي بطولة العالم بعد إطاحته بكل من قابله في طريقه بالبطولة من الأبطال الكبار في الاسكواش إلي أن انفرد بالقمة وهي بطل بطولة العالم إضافة إلي أنه المصنف الأول علي العالم ليكون عمرو شبانة رابع بطل اسكواش في تاريخ العالم يفوز ببطولة العالم ثلاث مرات والأول جانشير خان7 مرات بطل عالم والثاني مواطنه الباكستاني جاهنجير خان6 مرات والثالث الأسطورة الأسترالي جيف هانت أربع مرات والرابع عمرو شبانة المصري الممتلك لموهبة فذة تؤهله لتحطيم كل هذه الأرقام!.
3 ـ بطولة العالم للفردي انتهت أول يوم في ديسمبر في برمودا وسافر شبانة وزملاؤه يوم2 ديسمبر إلي الهند ليصلوها يوم3 ديسمبر بعد رحلة استغرقت28 ساعة والرحلة الشاقة مع المجهود البدني لبطولة العالم للفردي وضغوطها العصبية بالإضافة إلي ضغوط أربع بطولات كبيرة لعبها البطل وفاز بها.. يضاف إلي ذلك فارق التوقيت وفوق كل هذا وذاك نزلة برد نتيجة الانتقال من مناخ بارد في برمودا إلي نقيضه تماما في الهند ووسط هذه الظروف جاءت بطولة العالم للفرق وكان للإصابات رأي فيها بسببه عاني المنتخب المصري من إصابة كريم درويش ووائل حاتم ليتبقي في المنتخب شبانة ومحمد عباس ولابد من لاعب ثالث معهما والظروف أجبرت المنتخب علي اللعب بعمرو شبانة رقم واحد ومحمد عباس رقم ثلاثة علي أن يتناوب وائل وكريم المشاركة رقم اثنين وكلاهما مصاب ليبقي الرهان علي الأول والثالث وقد يسأل البعض ولماذا نشرك مصابين والأفضل أن يستدعي المنتخب لاعبا صاعدا سليما ليلعب ولو حدث ذلك لتغير تصنيف المنتخب المصري وبدلا من أنه المصنف الأول سيختلف الموقف وربما يصبح المصنف الثالث أو الرابع وهذا الأمر يضع المنتخب في طريق منتخبات قوية ولذا استقر الرأي علي إشراك المصابين كوجود
دون انتظار لنتائج علي أن يفوز شبانة وعباس وفوزهما يكفي للصعود من دور إلي دور!
وبالفعل فازت مصر إلي أن وصلت إلي دور الأربعة وفيه ثلاثة منتخبات قوية مع المنتخب المصري الغائب عنه بطل العالم الثاني رامي عاشور بسبب الإصابة والموجود شكلا والغائب فعلا بالإصابة كريم درويش ثامن العالم وأيضا وائل حاتم تاسع العالم الموجود المصاب.. ليشيل الليلة كلها شبانة بطل العالم المرهق من خمس بطولات وعباس الـ14 علي العالم والذي بذل كل ما عنده أمام أبطال يسبقونه في التصنيف!
4 ـ كل منتخب من المنتخبات الثلاثة التي وصلت إلي الدور قبل النهائي مع مصر يضم في تشكيله اثنين من العشرة الأوائل علي العالم ومنتخب إنجلترا الذي فاز ببطولة العالم للفرق.. هو فاز لأن إنجلترا لعبت بكل قوتها ونصف الفريق لم يشارك في بطولة الفردي والذين شاركوا في الفردي خرجوا مبكرا من البطولة وحصلوا علي راحة كافية ساعدتهم علي أفضل استعداد لبطولة الفرق!.
5 ـ بطولة العالم للفرق التي خرجنا من دور الأربعة فيها لم نكسبها في تاريخنا إلا مرة واحدة سنة1999 يوم قام' الأهرام' بتنظيم البطولة في إطار بطولات' الأهرام' وفيما عدا ذلك بطولة الفرق اقتصر التنافس فيها بين أستراليا التي فازت ببطولة العالم8 مرات وإنجلترا7 مرات.. ومع ذلك!
علي فكرة أسطورة الاسكواش جانشير خان فاز ببطولة الفردي سبع مرات وخليفته جاهنجيرخان6 مرات ومع هذا لم نسمع أحدا يوجه تهمة التخاذل والتقصير والخيانة لبطلين جلسا علي عرش العالم13 سنة خلالها وبعدها وقبلها باكستان لم تفز ببطولة العالم للفرق وهذا معناه أن الفوز ببطولة الفردي ليس معناه الحصول علي بطولة الفرق!
6 ـ البطل عمرو شبانة أول مصري يحصل علي بطولة عالم ورابع بطل في العالم يحصل علي البطولة ثلاث مرات وثالث بطل في العالم يجمع بين أول التصنيف وأول العالم وهو أيضا البطل الذي نجح في أن يكون المصنف الأول لمدة21 شهرا علي التوالي واللقب معه برصيد النقاط المرتفع من الانتصارات المتتالية حتي نهاية2008 حتي وإن لم يلعب علي مدار السنة!.
يا كابتن علام.. عمرو شبانة بني آدم يصيب ويخطئ ويلعب ويتعب ويفوز وينهزم لأنه في النهاية بشر وكونه يخسر نتيجة الإجهاد العصبي والبدني المستمرخمس بطولات علي التوالي في60 يوما فاز بها جميعا.. فهذا أمر منطقي ووارد وطبيعي لأنه لم يخلق بعد من يفوز علي طول الخط!.
شكرا لك يا بطل العالم.
** انفلات الأسعار هو الآن الحدث الذي لا يسبقه حدث والقاسم الجامع لأي حوار في أي وقت وفي أي نجع وأي قرية وأي مدينة!
هذه حقيقة والأسعار فلتت لأننا سلمنا ذقننا لغيرنا!. كيف؟.
لأن أغلب الصناعات علي أرض المحروسة تمتلكها شركات أجنبية!. الأسمنت مثلا كله الآن في أيدي الأجانب ومادمنا بعنا بمزاجنا وبقرارنا وعن طيب خاطر للأجانب فعلينا أن نتحمل مايفعله فينا الأجانب ونحن نتفرج بل لا نملك حق استسماح السادة الأجانب ملاك مصانع الأسمنت أن يعملوا خاطرا لنا ولحالنا ويعطوا للسوق المحلي حصة بسعر أقل!. لا نملك أن نستسمحهم في هذا لأن المسألة خرجت من أيدينا يوم بعنا المصانع المصرية لهم وسمحنا ببناء مصانع جديدة لهم دون أن نضع بندا واحدا في عقود بيع مصانعنا أو عقود بناء الجديد من المصانع الأجنبية هنا.. بندا ينص علي حق السوق المحلي المصري في حصة محددة من الإنتاج بسعر منخفض وثابت وهذا البند ليس بدعة ولا هو شطارة إنما هو معمول به في كل الدنيا والجزائر مثلا عندما سمحت للأجانب ببناء مصانع أسمنت علي أرضها اشترطت حصولها علي30% من الإنتاج للسوق الجزائري بسعر محلي لا علاقة له بالأسعار العالمية!
لكننا لم نضع شروطا فوضعنا رقبتنا في أيديهم لأن مصانع الأسمنت المقامة علي أرض مصر وتلوث هواء مصر وتحصل علي أرخص خامات في العالم من مصر.. هذه المصانع أخذت الخامات ولوثت الهواء وقدمتنا فريسة للسوق العالمي!.
المهم أننا سلمنا لهم ذقوننا وبعنا مصانعنا دون شروط تحمي أمن الوطن الاجتماعي. المهم أننا لم نفعل وتركناهم يدخلون حرب الأسمنت العالمية من أرضنا برفع الأسعار كل كام شهر ونحن ضحاياها لأن ظروفنا واقتصادنا وحالنا ومالنا لا حول لها ولا قوة أمام بورصة أسعار عالمية دينها ودنياها الدولار!
الأرض أرضنا والخامات من عندنا والمهندسون والعمال منا ورغم هذا أصبح الأسمنت في مقدمة أهم السلع التي أصابت الأسعار في مصر بجنون لأن الأسمنت أساس في عالم المعمار الذي هو ترمومتر لكل الأسعار لما فيه من مهن كثيرة وتعمل وتدور في سوقه أموال رهيبة والمعمار يلعب دورا هائلا فيه لتصبح أي زيادة للأسمنت زيادة في أسعار كل حاجة في مصر!